سامي عبد الرؤوف (دبي)
أكد المتسابقون المشاركون في الدولة الرابعة والعشرين لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، أن إقامة المسابقة الدولية في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي يعيشها العالم، شهادة نجاح جديدة لدولة الإمارات بصفة عامة ولدبي صفة خاصة، ودليل على اهتمام الدولة بالقرآن الكريم وأهله في كل الأوقات وفي جميع الظروف.
وأشاروا إلى أن إقامة هذه المسابقة من خلال حفظة القرآن المقيمين في الدولة، شجع بشكل كبير ولافت حفاظ كتاب الله على الحفظ والمراجعة وساعدهم في تثبيت الحفظ وتعزيز تطبيق أحكام التجويد، مؤكدين أن هذه المسابقة تفتح لهم باب التنافس في حفظ كتاب الله، وتوسّع لهم أفق معارفهم بتعرّفهم على حفظة كتاب الله من كافة أنحاء العالم.
وقالوا: «تهتم دولة الإمارات بالقرآن الكريم وأهله بشكل منقطع النظير، وقد شاهدنا ذلك وعايشناه خلال تواجدنا وعيشنا في الدولة، وقد أثمر ذلك بوجود حفظة لكتاب الله من مختلف الجنسيات المقيمة بالإمارات».
وأضافوا: «وقد تجسدت نتائج الاهتمام بحفظ القرآن، التنافس الكبير واللافت للمتسابقين المشاركين في هذه الدورة، الذين أثبتوا أنه لا يقلون كفاءة عن ممثلين دولهم الذين يتم قدومهم من خارج الدولة بشكل سنوي للمشاركة».
وتوقع متابعون لأداء المتسابقين، أن تشهد الدورة الحالية تحقيق متسابقين لمراكز متقدمة أفضل مما كان يحققها ممثلو نفس الدول الذين كانوا يأتون من خارج الإمارات للمشاركة في مسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم على مدار الثلاثة وعشرين دورة السابقة.
ولفتوا إلى أن التنافس كان قوياً وحتى اليوم الأخير للاختبارات، الذي شهد مشاركة اثنين من الدول المعروفة بقوة متسابقيها، حيث شارك المتسابق المواطن عبدالرحمن البستكي، من دولة الإمارات، ومحمد الأمين من موريتانيا.
وكانت فعاليات الاختبارات للدورة الحالية قد اختتمت مساء أمس «الخميس» بندوة الثقافة والعلوم بدبي، باختبار 4 متسابقين، على أن يقام الحفل الختامي مساء غد السبت لتكريم الفائزين بالمراكز الأولى وباقي المشاركين في الدورة الحالية.
وقد شهد اختبارات اليوم قبل الأخير مساء أمس الأول «الأربعاء»، تنافس 4 متسابقين، وهم: محمد حبيب حبيب من باكستان، وواغي عمر من الكونغو برازافيل، وعبد الرحمن شيهو ميهولا من نيجيريا، وعيسى واغي من ساحل العاج.
نماذج قرآنية
وفي لقاء من المتسابقين، قال ممثل باكستان المتسابق محمد حبيب حبيب: «ولدت في الإمارات، وبدأت حفظ القرآن الكريم بعمر العاشرة على يد والدتي الحافظة لكتاب الله، وبتشجيع منها، ثم سجّلت بمركز محمد بن سالم بن بخيت لتحفيظ القرآن الكريم في دبي».
وأضاف: «ختمت الحفظ في مدة خمس سنوات، شاركت في مسابقة الشيخة هند بنت مكتوم للقرآن الكريم سنة 2019م، ومسابقة أوقاف دبي في السنة نفسها، وهذه أول مسابقة دولية أشارك فيها، وأدرس حالياً علم القراءات، وقد أجزت في قراءتين، والآن في قراءة ابن كثير».
أمّا المتسابق واغي عمر ممثل الكونغو برازافيل، فقال: «جئت للإمارات للعمل في التجارة، وأدرس في السنة الرابعة بكلية القرآن الكريم في الجامعة الإسلامية بالسعودية، وأطمح لاستكمال دراساتي العليا هنا في الجامعة القاسمية بالشارقة». وأضاف: «بدأت حفظ القرآن في المدرسة بسن السادسة عشر وختمته في سنتين، كنت أسمع كثيراً للشيخ السديس في ذلك السن، وتأثّرت بصوته، وقرّرت أن أبدأ الحفظ، وكان لي ذلك».
فيما ذكر ممثل نيجيريا المتسابق عبد الرحمن شيهو ميهولا، أنه إمام بمسجد راشد علي المُزكي، وطالب ماجستير في السنة الأخير بجامعة بولتون تخصص علم الكمبيوتر في إمارة رأس الخيمة، مشيراً إلى أنه بدأ الحفظ منذ الصغر، إلا أنه كان يترك ويتوقف ثم يعود، ولم يثبت على الحفظ إلا في آخر سنتين ماضيتين.