الإثنين 11 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
علوم الدار

سناء سهيل رئيس فريق التأسيس لـ«الاتحاد»: «أبوظبي للطفولة المبكرة».. سلامة ورفاهية

100 متدرب في برنامج تأهيل صُنَّاع السياسات وبرنامج أساسيات الطفولة المبكرة (الاتحاد)
15 مارس 2021 03:07

بدرية الكسار (أبوظبي) 

 تسعى هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة لدعم مسيرة التنمية الشاملة للأطفال منذ فترة الحمل وحتى سن الثامنة، من خلال وضع السياسات واقتراح القوانين والتشريعات المستندة إلى البحوث العلمية التي تعنى بالطفولة المبكرة، وتعزيز السلوكيات المرتبطة بها، وعلى الرغم من حداثة عمرها، حيث أنشئت في صيف 2019، استطاعت الهيئة وفي وقت قياسي تحقيق إنجازات كبيرة ورائدة في مجال تطوير برامج الطفولة المبكرة، لتعزيز النمو الأمثل للأطفال، وضمان سلامتهم ورفاهيتهم، عبر تنفيذ حزمة من البرامج الاستراتيجية والمبادرات التمكينية من خلال قيادتها الاستشرافية لقطاع الطفولة المبكرة في إمارة أبوظبي.
وفي مقابلة أجرتها «الاتحاد» مع سناء محمد سهيل، رئيس فريق تأسيس الهيئة، تزامناً مع احتفالات الدولة بيوم الطفل الإماراتي الذي يقام هذا العام تحت شعار «حق الأطفال باللعب»، أكدت أن دولة الإمارات تولي الأطفال اهتماماً بالغاً، وتسعى بشكل دائم لتعزيز نموهم وازدهارهم، وتوفير أرقى سبل الرعاية والاهتمام لهم، وإرساء بيئة مثالية تضمن تطورهم وحصولهم على أفضل الخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية والترفيهية وفق أعلى المعايير العالمية، إيماناً بأهمية الدور الذي سيضطلع به أطفال اليوم في المستقبل، ومواصلة لنهجها القائم على الاستثمار في بناء الإنسان وتمكينه باعتباره الركيزة الأهم لمسيرة النهضة الحضارية والتنمية الشاملة والمستدامة للإمارات.

  • سناء سهيل
    سناء سهيل

وكشفت عن أبرز الإنجازات التي حققتها الهيئة خلال الفترة الماضية في مجالات حماية الطفل والدعم الأسري والصحة والتغذية والرعاية والتعليم المبكرين، والتي جاءت ثمرة العمل الدؤوب وجهود التنسيق والتعاون التي تبذلها الهيئة مع شركائها في مختلف القطاعات، حيث أسفرت هذه الجهود عن تخريج أكثر من 100 اختصاصي واختصاصية حماية طفل ضمن النسخة الأولى من برنامج اختصاصيي حماية الطفل الذي نظمته الهيئة، بالتعاون مع دائرتي تنمية المجتمع والقضاء بأبوظبي، ووزارة تنمية المجتمع وجامعة جورجتاون الأميركية، بهدف إعداد وتأهيل عدد من المواطنين والمواطنات العاملين في قطاعات الدعم المجتمعي بإمارة أبوظبي والدولة في مجالات حماية الطفل والكشف المبكر عن حالات الإساءة للأطفال ورفع كفاءة الإبلاغ عن الحالات والتعامل معها بفعالية، لضمان توفير مختلف سبل الرعاية والحماية والدعم للأطفال، وفق أفضل المعايير والممارسات العالمية، لافتة إلى أن الهيئة ستعمل خلال العام الجاري على تأهيل 150 اختصاصي حماية طفل إضافيا، والتركيز على قطاعي التعليم والصحة، بالتعاون مع جامعة زايد وكلية التقنية العليا، ليصل عدد اختصاصيي حماية الطفل مع نهاية العام الجاري إلى أكثر من 250 اختصاصياً.
وأضافت أن الهيئة أجرت خلال الفترة الماضية تقييماً شاملاً لخدمات وموارد قطاع الطفولة المبكرة في إمارة أبوظبي، وتحديد مجالات التحسين لأكثر من 60 خدمة، كما أطلقت الهيئة بالتعاون مع هيئة المساهمات المجتمعية «معاً»، مشروعاً لتطوير خدمات الإرشاد الأسري ضمن منظومة عقود الأثر الاجتماعي من «معاً» لتقديم الاستشارة لحالات الانفصال والطلاق لأولياء الأمور الذين يعيلون أطفالاً بعمر أقل من 9 سنوات، ضمن منظومة عقود الأثر الاجتماعي، بالإضافة إلى التعاون مع مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم من خلال تزويدهم بتقنيات حديثة لدعم أطفال التوحد والاضطراب الحسي، وهي عبارة عن غرف التكامل الحسي، وهي غرف مزودة بعدد من الأدوات الخاصة لاستثارة حواس الطفل وتهدئته، يتم وضعها في مواقع استراتيجية في إمارة أبوظبي مثل المراكز التجارية وقاعات الانتظار في المطارات لتوفير بيئة مريحة وإيجابية لأطفال التوحد.
وأشارت إلى دراسة أعدتها الهيئة لرفع سن المساءلة القانونية للأطفال، بالتنسيق مع وزارة الداخلية، وتقييم فجوات البيانات والبحوث المتعلقة بحماية الطفل في إمارة أبوظبي، وتصميم أربعة تدخلات لفرض الوقاية وهي المدارس الآمنة، رعاية الوالدين الإيجابية، تعزيز التوعية المجتمعية، ودعم الصحة النفسية، مشيرة إلى تصميم الهيئة لبرنامج رفع كفاءات العاملين على الخط الساخن، والتنسيق لشراكة مع منظمة اليونيسيف لتعزيز منظومة حماية الطفل. 
وأشارت إلى أن الهيئة تعمل عبر برامجها، على خلق وتمكين فرص التطور والنمو السليم لجميع الأطفال في إمارة أبوظبي ضمن بيئة آمنة توفر لهم الحماية، حيث يتم العمل على رفع مستوى الوعي وتنفيذ البرامج التي تشجع الأطفال والأسر والمجتمعات على تبني سلوكيات خالية من العنف، وتوفير قنوات تواصل رسمية للإبلاغ عن الحالات وتعريف جميع فئات المجتمع في إمارة أبوظبي بهذه القنوات ودعم ثقتهم بها، وتعزيز قدرات الكشف المبكر عن حالات الإساءة، وتنسيق الجهود بين مختلف الجهات المعنية لتوفير خدمات رعاية شاملة بمستويات ثابتة.

التطور والنمو السليم لجميع الأطفال 
تزامناً مع الاحتفالات بيوم الطفل الإماراتي، أطلقت الهيئة حزمة من الفعاليات التعليمية والترفيهية في عدد من المراكز التجارية بمدينة أبوظبي والعين ومنطقة الظفرة، بهدف التوعية بمجالات عملها، وتعريف رواد هذه المراكز بأهمية توفير الرعاية اللازمة للأطفال في السنوات الأولى من حياتهم، والتعريف بالسمات التي تطمح الهيئة لأن يتحلى بها كل طفل عند إتمام عامه الثامن، والتوعية بضرورة تعزيز جودة الحياة الرقمية للطفل وحمايته من المخاطر المترتبة على استخدام الإنترنت والأجهزة الرقمية، وتعزيز ثقافة الاستخدام الإيجابي لهذه التقنيات.
وتحرص الهيئة ضمن برامجها الاستراتيجية على تزويد الأسرة ومقدمي الرعاية بالخبرات والمعرفة الضرورية والمهارات والموارد اللازمة لتنمية قدراتهم وتمكينهم من رفع المستوى الصحي لأطفالهم، وتعزيز التواصل الإيجابي والممارسات الفعالة للتربية والرعاية، وتقويم المفاهيم الخاطئة، وإنشاء أنظمة ومنصات متخصصة لجمع وتتبع البيانات وتحليلها واستخدامها لتوفير أحدث المعلومات المتعلقة بالأطفال والوالدين ومقدمي الرعاية والعاملين في مجال تنمية الطفولة المبكرة، وتوفير خدمات متكاملة لهم، بالإضافة إلى وضع استراتيجية مرنة وفعالة لمتابعة وتقييم عملية تنمية الطفولة المبكرة، وتوظيف هذه البيانات لتقييم جودة خدمات تنمية الطفولة المبكرة.
وتسعى الهيئة إلى تصميم منهجيات مخصصة لعملية تطوير السياسات والتشريعات المتعلقة بتنمية الطفولة المبكرة، وتتبع استراتيجية استباقية قابلة لإعادة التطبيق تعتمد على المشاركة والأدلة العلمية، وتتمتع بقابلية قوية للتنفيذ والتطبيق على أرض الواقع، وبالإضافة إلى ذلك مراجعة وتعديل السياسات والتشريعات واقتراح قوانين وتشريعات لسد الفجوات الحالية فيما يتعلق بتنمية الطفولة المبكرة، وتوفير خدمات نوعية عالية الجودة لتحقيق نتائج إيجابية على تنمية الطفل، تحقيقاً لرؤيتها في أن يتمتع كل طفل صغير بالصحة والعافية ويتحلى بالثقة بالنفس، وأن يكون محباً للاطلاع، وقادراً على التعلم وتنمية قيم متينة في بيئة آمنة وداعمة للأسرة في أبوظبي.
تجدر الإشارة إلى أن هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة هي الجهة المسؤولة عن دعم مسيرة التنمية الشاملة للأطفال وتعزيز رفاهيتهم منذ فترة الحمل وحتى سن الثامنة، من خلال التركيز على أربعة مجالات رئيسة تتضمن الصحة والتغذية، وحماية الطفل، والدعم الأسري، والتعليم والرعاية المبكرين، من خلال وضع استراتيجية شاملة للطفولة المبكرة في الإمارة، ومراجعة السياسات والبرامج المتعلقة بالطفولة المبكرة في الإمارة وتقييمها بالتنسيق مع الجهات المعنية، واقتراح التشريعات والسياسات والأنظمة ذات الصلة بهذا القطاع الحيوي ورفعها للاعتماد وفق التشريعات السارية، وإدارة وتنفيذ المسائل المتعلقة بالطفولة المبكرة في الإمارة، والتنسيق والتعاون مع الجهات المعنية لوضع الخطط اللازمة لتطوير برامج الطفولة المبكرة وكيفية تقديم الخدمات المتعلقة بها، إلى جانب إبرام الاتفاقيات مع الجهات والشركات التي تعنى بالطفولة المبكرة داخل الإمارة وخارجها، وإعداد البحوث والدراسات المتخصصة في مجال الطفولة المبكرة والاطلاع على أفضل الممارسات المحلية والإقليمية والعالمية، واقتراح أفضل الحلول والتوصيات.

استقطاب الموهوبين
شهدت الأشهر الماضية مشاركة أكثر من 40 شخصية من صنّاع القرار والسياسات و25 متخصصاً في حماية الطفل من 20 جهة حكومية في برامج الهيئة، إضافة لإعداد نموذج متكامل للتعامل مع الحالات يدعم عملية التغيير، وتعزيز عملية تنفيذ القانون المحلي ودعم الجهود المتعلقة بتطوير السياسات والأبحاث الخاصة بحماية الطفل، وبناء قدرات الكوادر البشرية المؤهلة، حيث تم وضع استراتيجية لتطوير القوى العاملة مدتها 10 سنوات لتعزيز استقطاب الموهوبين للعمل.
وانتهت الهيئة مؤخراً من إعداد سجل مهن العاملين في قطاع تنمية الطفولة المبكرة، ويتضمن 105 وظائف مختلفة، فضلاً عن تطوير إطار العرض والطلب لأبرز 46 وظيفة للسنوات العشر القادمة، وإعداد إطار الكفاءات الموحد للعاملين في قطاع الطفولة المبكرة، وتطوير برنامجين تخصصيين مع جامعة نيويورك أبوظبي بمشاركة 100 متدرب، لتأهيل صنَّاع السياسات في إمارة أبوظبي، وتطوير وتنفيذ برنامج أساسيات الطفولة المبكرة للمهنيين العاملين في قطاع الطفولة المبكرة، بالإضافة إلى إعداد أدلة متكاملة للوالدين حول العناية بالطفل من مرحلة الحمل وحتى سن الثامنة، بالتنسيق مع عدد من الجامعات المرموقة مثل سياتل وهارفارد، مع مراعاة الثقافة والقيم المحلية بهدف تعزيز مهارات وخبرات أولياء الأمور في تقديم الرعاية الأمثل لأطفالهم.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©