الإثنين 11 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
علوم الدار

باحثات يتخطين "الصورة النمطية"

باحثات يتخطين "الصورة النمطية"
14 فبراير 2021 00:27

دينا جوني (دبي) 

سجّلت المرأة نسبة جيدة في اختصاصات الهندسة والتكنولوجيا والرياضيات، وأثبتت مهارات فائقة في هذه الاختصاصات الجامعية، فيما سجلت حضوراً واسعاً في سوق العمل بمختلف مجالاته العلمية.  
«الاتحاد»، التقت عالمات صاعدات من الإمارات والمملكة العربية السعودية للإضاءة على التحديات التي تواجه المرأة في المجال العلمي والبحثي، وسبل تخطيها، بالإضافة إلى تأثير الدعم الذي تلقاه المرأة من القيادة الرشيدة، وتعزيز حضورها في مختلف المجالات.

  • مريم الهاشمي
    مريم الهاشمي

أكدت د. مريم طارق خليل الهاشمي من الإمارات العربية المتحدة، أن السبب الرئيس في انخفاض نسبة الإناث في مجالات عمل العلوم والتكنولوجيا مقارنة بنسبتهن خلال الدراسة الجامعية، والتي تزيد عن أعداد الذكور، هو صعوبة تحقيق التوازن بين مسؤوليات البحث العلمي والأسرة، وقد تكون للصور النمطية المجتمعية والتحيز الجنسي أيضاً دور في هذا التحدي، لكن بنسبة أقل بسبب تدارك المجتمع لأهمية دور المرأة في العلم.
ولفتت إلى أن للمرأة نظرة مختلفة عن الرجل في الأبحاث العلمية ويكمل كل منهما الآخر. لهذا السبب، يمكن للنساء والرجال أن ينظروا إلى المشكلة نفسها من وجهات نظر مختلفة، وكل منهم يأتي بحل إبداعي للمشكلة، ليزيد ذلك من نطاق الاختراعات الممكنة، ومع ذلك، هناك سمات معروفة يجب أن يتمتع بها أي عالم، بغض النظر عن الجنس تشمل هذه الفضول والمثابرة والصبر والاهتمام بالتفاصيل. وتتمثل رؤية العُلماء في جعل العالم مكاناً أفضل للعيش، من خلال إيجاد حلول للمشكلات القائمة. 

وأشارت إلى أهم التحديات التي تواجهها المرأة في سوق العمل في مجالات العلوم والتكنولوجيا هي تحقيق التوازن بين مسؤوليات البحث العلمي، مسؤوليات الأسرة، وتخطي الصور النمطية المجتمعية والتحيز الجنسي الكامن في هذا المجال الذي يهيمن عليه الذكور. وكل ذلك يعدّ من أسباب تراجع نسبة الإناث في تلك المجالات العلمية. واعتبرت أن إيجاد حلول للتحديات هو مسؤولية مشتركة، موجّهة رسالة لزميلاتها بضرورة تكوين رؤية لمستقبلهن لتكون دافعاً للإكمال والمثابرة في مجال العلوم إن كن يستمتعن به. 
ولتعزيز انخراط الفتيات في العلوم والتكنولوجيا، اقترحت الهاشمي بتعريف الطالبات من الصغر بأهمية العلم وتشجيعهن وإشراكهن في العلوم والتكنولوجيا في المنزل وفي المدرسة، وعلى أولياء الأمور والأساتذة تعزيز ثقتهن بأنفسهن. وفي مراحل متقدمة يمكن تشجيع النساء على الانضمام إلى البحث العلمي، من خلال توفير المرونة في العمل والتعريف بالعالمات واكتشافاتهن في المؤتمرات ووسائل الإعلام ومعرض العلوم وغيرها.

وتابعت مريم الهاشمي: يجب على الإدارات الاعتراف بكفاءة المرأة والسعي لتحقيق المساواة في التمثيل بين الجنسين من خلال تخصيص مناصب للمرأة في هيئات البحث العلمي وترشيح النساء للجوائز والمناصب القيادية، والتأكد من أن يكون صوت المرأة مسموعاً.
وأضافت: قطعت الإمارات شوطاً طويلاً لتحقيق المساواة بين الجنسين وتعزيز وتمكين المرأة بفضل القيادة الرشيدة. إلا أنه مع ذلك، لا تزال المرأة تشغل مناصب قيادية أقل في مجالات العلوم من الرجل. ويرجع ذلك جزئياً إلى الدعم الذي تحتاجه المرأة لتحقيق التوازن بين مسؤوليات البحث والأسرة. ومن ناحية أخرى هو بسبب التحيزات الهيكلية الكامنة في مكان العمل، حيث يُنظر على سبيل المثال إلى المرشحين الذكور على أنهم أكثر كفاءة من المرشحات المؤهلات على قدم المساواة. 

  • لما العبدي
    لما العبدي

برامج تحفيزية
وتعتقد لما العبدي من المملكة العربية السعودية، أن سبب تراجع انخراط النساء في هذه القطاعات هو انخفاض نسبة التوظيف في المجالات العلمية، بالإضافة إلى ميل الإناث إلى مجالات التعليم والتدريس أكثر من المجالات البحثية، أما إيجاد الوظيفة والبيئة العلمية المناسبة للمرأة وظروفها، والتي تساعد على تنمية طموحها وشغفها في الإضافة إلى مجالها، فهي من أبرز التحديات التي تواجهها. 
وقالت: «الإلهام والإلهام والإلهام للفتيات» وإيجاد قدوات من بيئتهن تبث فيهن روح الحماس والأمل ليصلن إلى ما هو أعلى وأسمى، بالإضافة إلى وجود برامج تحفيزية وتدريبية خاصة بالفتيات لدعمهن في هذه المجالات.

  • مينا العاني
    مينا العاني

الدعم المعنوي
عندما يتعلق الأمر بمشاركة المرأة في البحوث بصورة عامة وعلى مستوى العالم فإننا نراها تتناقص كأنبوب يتسرب منه الماء، تقول مينا العاني من الإمارات العربية المتحدة: النساء يسعين بنشاط للحصول على درجة البكالوريوس والماجستير، وقد زاد عددهن عن عدد الرجال على هذا المستوى، حيث تبلغ نسبتهن 53% من الخريجين، إلا أن أعدادهن تتناقص بشكل حاد على مستوى الساعين لنيل درجة الدكتوراه، والتي يمثل الرجال فيها حوالي 72% على مستوى العالم. وبذلك فإن النسبة العالية من النساء في التعليم العالي لا تترجم بالضرورة إلى مشاركة أكبر في البحوث، وأشارت إلى أن تحفيز الفتيات في الانخراط بالعلوم يتم عن طريق الدعم المعنوي والمادي وتعزيزه، وكذلك الجوائز العلمية التي تعزز من رغبة الفتيات في العلوم والتكنولوجيا.
وأضافت: تسعى القيادة الرشيدة في الإمارات إلى تمكين وبناء قدرات المرأة، وتذليل الصعوبات أمام مشاركتها في كل المجالات، لتكون عنصراً فاعلاً ورائدا في التنمية المستدامة، ولتتبوأ المكانة اللائقة بها، لتكون نموذجاً مشرفاً لريادة المرأة في كل المحافل المحلية والإقليمية والدولية، وذلك من خلال تحقيق جملة من الأولويات، هي أولاً: البناء على الإنجازات المتحققة للمرأة في دولة الإمارات، والحفاظ على استدامة تلك الإنجازات والمكاسب، والاستمرار في بناء قدرات المرأة بما يضمن توسيع نطاق مشاركتها التنموية. وثانياً: الحفاظ على النسيج الاجتماعي وتماسكه من خلال تكامل الأدوار بين الرجل والمرأة، لبناء مجتمع قوي ومتماسك قادر على مواكبة التغيرات المستجدة.

نسب عالمية
في الوقت الحاضر، تمثل النساء أقل من %30 من الباحثين في جميع أنحاء العالم. ووفقاً لبيانات يونسكو (2014 - 2016)، فإن زهاء %30 وحسب من جميع الطالبات يخترن مجالات ذات صلة بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في التعليم العالي. وعلى الصعيد العالمي، فإن نسبة التحاق الطالبات منخفضة في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصال (%3)، والعلوم الطبيعية والرياضيات والإحصاء (%) والهندسة والتصنيع والتشييد (%8).
وتتجنب النساء والفتيات المجالات ذات الصلة بالعلوم بسبب التحيزات والقولبة النمطية الجنسانية القائمة منذ أمد بعيد. وكما هو الحال على أرض الواقع، فإن ما يُعرض على الشاشات يعكس تحيزات مماثلة حيث أظهرت دراسة عن التحيز الجنساني بلا حدود لعام 2015 التي أجراها معهد جينا ديفيس أن نسبة النساء في الشخصيات التي تظهر على الشاشة ولها وظائف في مجال العلوم والتكنولوجيا هي %12 وحسب.

شهادات لا توظـف في سوق العمل
شرح ريمي شادابو، المدير الإداري لـ«لوريال الشرق الأوسط» أنه لا تزال المرأة ممثلة تمثيلاً ضعيفاً في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وتتلقى دعماً أقل من الرجل. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن النساء يشكّلن حوالي 50% أو أكثر من إجمالي طلاب العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في منطقة الشرق الأوسط. ووفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ‏(اليونسكو)، فإن 38% من الخريجين في هذه الاختصاصات في المملكة العربية السعودية من النساء، لكن 17% منهن فقط تمثل القوى العاملة. كما تفيد دراسة أجرتها «المجلة العالمية للتعليم» في هذا الإطار، أن نسبة 61% و71% و55% من طلاب الجامعات في دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان ومملكة البحرين هم على التوالي من الإناث. 
قد تدفع هذه الأرقام إلى الاعتقاد بأنه لا يوجد نقص في تمثيل الإناث في مهن العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات اليوم، ولكن، ولأسباب مختلفة، لا تُوظف هذه الشهادات العلمية من قبل النساء للعمل في المجال في جميع أنحاء المنطقة. من هنا نطمح من خلال برنامج «لوريال – اليونسكو من أجل المرأة في العلم» إلى إبراز قوة العالمات العربيات للعالم، وتسليط الضوء على أبحاثهن المتميزة، وتشجيع الشابات للحصول على شهادات علمية في هذه المجالات.

وأضاف ريمي شادابو: دولة الإمارات العربية المتحدة تواصل تمهيد الطريق أمام المرأة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات من خلال تمكينها وتوفير البرامج التعليمية وتكافؤ الفرص. وبصفتها رائدة في مهمة تطوير التكنولوجيا الأكثر تقدماً، فإن معالي سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة، هي خير مثال يُحتذى به لجميع النساء اللواتي يطمحن إلى أن يصبحن عالمات.
وقال: إن وجود المزيد من النساء في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، يضفي منظوراً فريداً من نوعه، وهو أمر بالغ الأهمية للإبداع لأنه يزيد من الأبحاث المتميزة، ويساهم في إيجاد الحلول لأكثر المعضلات الإنسانية إلحاحاً، وهذا التنوع هو مفتاح الحل لتضييق الفجوة بين الجنسين في هذه المجالات، والمساهمة في تمكين المرأة وتمتين النمو الاقتصادي في دول مجلس التعاون الخليجي.

  • سوريتا بورمان
    سوريتا بورمان

تعزيز رؤية الإمارات 2071
قالت سوريتا بورمان مديرة قسم البنات في مدرسة ويس جرين الدولية: تولي مدرسة ويس جرين الدولية مادتي العلوم والتكنولوجيا اهتماماً ملحوظاً، لذا نحرص دائماً على توفير كافة الإمكانات التي من شأنها المساهمة في تعزيز طاقات طلابنا وطالباتنا، سواء من خلال منهاج عصري يواكب التطورات ويضم مادتي البرمجة والحاسوب ويعمل على تدريسهما كادر تدريسي متميز لديه المعرفة والخبرة الواسعة، أو عبر الأنشطة العملية الرامية إلى تشجيع الطلاب على الانخراط في مجالي العلوم والحاسوب. 
وأضافت: وننظم أيضاً معرضاً سنوياً يوفر لجميع طلابنا منصة متميزة تتيح لهم تقديم نماذج الأعمال في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والفنون والرياضيات وتساعدهم على تنفيذها على أرض الواقع. وتشمل هذه النماذج المبتكرة تصميم المشاريع القائمة على الهندسة وتنفيذها وإيجاد الحلول المستدامة التي تعود بالفائدة على مجتمعاتنا والعالم بأسره. كما يستضيف المعرض مجموعة من المتحدثين والخبراء الجامعيين الذين يشاركون تجاربهم في هذه المجالات مع طلابنا. 

وتماشياً مع رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة الطموحة وأجندة رؤية مئوية الإمارات 2071، أضفنا مادة علوم الحاسوب إلى قائمة المواد التي ندرسها حالياً لمن تتراوح أعمارهم بين 14 و18 عاماً. ويميل طلابنا إلى دراسة العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات بفضل منهاجنا الأكاديمي المتطور والمتجدد باستمرار الذي نسعى من خلاله إلى ضمان تقديم أسس تعليمية متكاملة تركز على التكنولوجيا والعلوم، وتسهم في صقل مهارات الطلاب التي تمكنهم من إيجاد حلول للقضايا العالمية الراهنة. 
وتابعت: كما يسجل طلابنا نتائج أكاديمية جيدة في هذا المجال. ولدينا حالياً 247 طالباً وطالبة يدرسون برنامج الشهادة الدولية العامة للتعليم الثانوي، 52% منهم ذكور، و48% من الإناث، 
وتحرص مدرستنا على توفير فرص متساوية ومتوازنة لجميع الطلاب عبر تقديم مجموعة واسعة من المواضيع التعليمية. ونقوم أيضاً بتوجيههم للمشاركة في معارض الوظائف والمعارض الجامعية لتمكينهم من اكتساب رؤية موسعة حول البرامج والوظائف المتوفرة في سوق العمل.

 

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©