الإثنين 11 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
علوم الدار

متطوعون: عملنا إنساني وواجب وطني

متطوعون: عملنا إنساني وواجب وطني
6 ديسمبر 2020 01:48

منى الحمودي (أبوظبي) 

عبرت مجموعة من المتطوعين في اليوم العالمي للتطوع عن اعتزازهم بالعمل التطوعي، باعتباره عملاً إنسانياً وصورة من صور الإحسان للبشرية، خصوصاً في هذا الوقت الاستثنائي الذي يمر به العالم بسبب انتشار جائحة كوفيد-19، والذي شهد الكثير من نماذج التضحية بالنفس والإيثار والبذل في سبيل خدمة أفراد المجتمع، والحفاظ على صحتهم وسلامتهم. وتأتي مراكز فحص كوفيد– 19 أحد أكثر المواقع دلالة على العمل التطوعي لمجموعة من شباب وشابات الوطن والمقيمين عليه، والذين آثروا التواجد لخدمة المجتمع وتلبية نداء الوطن في مكافحة الجائحة.
ويقول عبدالله محمد الشامسي، «طالب مبتعث»: تطوعت للمرة الأولى في هذا العام 2020، وذلك عند عودتي للدولة من أستراليا، بعد تطبيق إجراءات الدولة لعودة الطلبة بسبب الجائحة، والآن أستكمل الدراسة عن بُعد.
وأضاف: «أبلغت جامعتي بأنني متطوع حالياً لخدمة وطني وخدمة مرضى كوفيد- 19، وبدورهم شكروني وساندوني، ورأيت أنه من واجبي تجاه وطني خدمة المجتمع، وتقديم لو القليل في زمن انتشر فيه الخوف من المرض في العالم، لذلك قررت أن أكون من المتطوعين في هذه الجائحة، وأكون عند حسن ظن الجميع بي».
وأشار الشامسي إلى أنه مستمر في العمل التطوعي الذي بدأ به قبل حوالي ستة أشهر، حيث تطوع في مراكز الفحص من خلال استقبال مرضى كوفيد- 19 ومتابعة إجراءاتهم، كما تطوع في حملة الإمارات للتطوع تحت شعار «من أجل أهلنا في لبنان»، والتي تزامنت مع تطوعه في فترة كوفيد- 19.
ويرى الشامسي أن العمل التطوعي فرصة لرد الجميل للوطن وخدمة الناس في هذه الأرض الطيبة وخدمة أهلها، والذين من الواجب خدمتهم خاصة في هذا الوقت الصعب الذي قد يتخوف الكثير من التطوع به.

وأكد على ثقافة التطوع في دولة الإمارات حاضرة دائماً وأبداً، وأنها أحد سمات المواطنين في هذا الوطن منذ نشأته وتأسيسه على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، وأن المعادن الطيبة لا تظهر إلا بالأوقات الصعبة، والجميع يؤمن بعمل الخير والوقوف مع بعضنا البعض، مستذكراً قول المغفور له الشيخ زايد عندما قال: ياذا الشباب الباني بادر وقم بجهود..لا تقلد الدلهاني لي ما وراهم زود.
من جانبها، أوضحت شمسة العتيبة: «خريجة إدارة الرعاية الصحية»، بأنها بدأت هذا العام بأول تجربة تطوع لها في «مركز تقييم كوفيد المتميز» على أرض مركز أبوظبي الوطني للمعارض، حيث ترى أن العمل التطوعي مبدأ إنساني جميل، يجب على كل فرد جعله جزءاً من حياته.
وقالت: «أعتبر التطوع نقطة تحول وتغييراً إيجابياً لي كإنسانة لم تجد الشجاعة ولم تعرف معنى لذة العطاء من دون مقابل، وكل يوم عمل في المركز يجعلني أرغب بأن أكرّس كامل جهدي ووقتي لرؤية ابتسامة شخص أنهى الحجر المنزلي بنجاح وسماع دعاء يثلج القلب من كبار السن وكأننا أبناء وبنات لهم، ووداع عائلة بعد الاطمئنان أنهم بخير ويستطيعون المغادرة من بعد رحلة فحوص طويلة». وأضافت: «في هذا التطوع وجدت نفسي اكتشفت بأن الأفعال ولو كانت بسيطة تجلب فرحة لا توصف، وفي هذا التطوع استطعت أن أرد، ولو القليل من جميل هذا الوطن علي، واكتشفت من أنا وماذا أريد أن أكون مستقبلاً». وأشارت إلى أن هذا العام كان عام كفاح في وقت جائحه صعبة، لكنها جمعت القلوب وتكاتفت فيها الأيادي مع الوطن لتجاوز المحنه معاً، وكان لها الشرف والفخر بأن قدمت لو القليل في مواجهة الجائحة حتى القضاء عليها. من جهتها، لفتت نور سعيد «طالبة مختبرات طبية» بأنها بدأت التطوع منذ عام 2011، من خلال الهلال الأحمر الطلابي، معرض واجهة التعليم ومؤتمر شباب الشرق الأوسط وحالياً متطوعة في مركز تقييم كوفيد المتميز. وأشارت إلى أنها تلخص معاني العمل التطوعي في عدة مفردات منها التكافل، التعاون، المشاركة، العطاء، الثقة، والتضحية، وهو من أبرز السمات التي تُقاس بها الإنسانية. منوهةً بأن التطوع في هذه الفترة الصعبة لهُ منظور مختلف، لأنه يتطلب الشجاعة الكبيرة وهو واجب تجاه الوطن الغالي الذي يجب أن نتسابق في ما بيننا ونتطوع كتفاً بكتف في ظل هذه الأزمة لنتجاوزها سريعاً بإذن الله، وبنظرها من أعطى في الدنيا بلا مقابل أجرهُ كبير في الآخرة بإذن الله.
ويرى سيف علي الذهب،«طالب إعلام في جامعة أبوظبي»، الذي بدأ العمل التطوعي عام 2012 في عدة مواقع وحالياً في مراكز المسح الوطني، والتي يعتبرها تجربة مختلفة تماماً عن كل تجارب التطوع التي مر بها.
وأكد أن التطوع بالنسبة له أجمل أشكال العطاء وهو استثمار ناجح للشخص في الدنيا والآخرة يكسب من خلاله ثقة الناس وخبرات ومهارات متنوعة وكسب الأجر والثواب.
وقال: علمنا التطوع الكثير، تعلمنا أن عمل الخير دون مقابل له طعم آخر، وأن خدمة الوطن واجب على كل فرد، خصوصاً في الأوقات الصعبة، وأن نداء الوطن هو الدافع الأكبر لنكون مشاركين وحاضرين في وقت الأزمة، كون أن واجبنا ودورنا الوطني كأفراد من مختلف فئات المجتمع أن نستثمر طاقتنا ومواهبنا ونسخرها لخدمة المجتمع وهذا ما استشعرناه في هذه الأزمة.

التطوع في وقت الأزمة مختلف
عمر علي الهاشمي، «طالب صحة وسلامة في جامعة أبوظبي»، يشير إلى أنه بدأ التطوع في عام 2016 مع مؤسسة الإمارات في برنامج تكاتف للمبادرات المجتمعية وبرنامج ساند لتعزيز الاستجابة في حالات الطوارئ. ويبين أن التطوع في وقت الأزمة يعتبر مختلفاً تماماً عن كل برامج التطوع التي عمل بها، بدايةً من برنامج المسح الوطني الذي تم بنجاح، ومن ثم التطوع في مراكز الفحص منذ أبريل الماضي، حيث كان مختلفاً بسبب الجائحة التي تسبب في ابتعاده عن أسرته لفترة طويلة، ويشير إلى أنه خلال فترة تطوعه في المركز كان حريصاً على متابعة دراسته وتنفيذ المشاريع وأداء الاختبارات، وبالرغم من صعوبة التحدي، لكنه تخطاه بفضل وجود فريق متميز ومتعاون من المتطوعين الذي كانوا حريصين على بعضهم بعضاً تماماً، كما هو حرصهم على خدمة الوطن وكل أفراد المجتمع.

اختصاصات
المتطوعون قدموا من مختلف الشرائح والفئات والتخصصات والمجالات، هناك من هم متخصصون بالمجال الطبي من شاركوا في مراكز المسح، والمتخصصون في العمل الميداني شاركوا بالمهام الميدانية، أما المتطوعون الإعلاميون شاركوا بالتغطيات الإعلامية أثناء الحظر بنشر مواد التوعية وتوصيلها بشكل سليم وآمن للجميع، بالإضافة لمتطوعين متخصصين في مجالات الهندسة والتعليم، الذين شاركوا تطوعاً في ظل الأزمة لخدمة الوطن ومن يعيش على أرضه، خصوصاً وأن العطاء وخدمة الوطن يجتمعان بأمر واحد، وهذا معنى التطوع.

رد الجميل
تقول أميرة صالح أحمد عبدالله (متطوعة في أزمة كوفيد- 19) في مركز أدنيك: «تطوعت في أكثر من حملة وفعالية، وللتطوع معان كثيرة وأهمها العطاء، وهذا الشيء تعلمناه من قادتنا وغرسه أهلنا فينا، وجائحة كورونا أتاحت فرصة لنا للتطوع والعطاء، لرد جزء قليل من خير دولتنا علينا، وهذه الأزمة علمتنا أن معظم شبابنا معطاء وجاهز للتضحية من أجل دولتنا، ولدي كمية من السعادة لا توصف وأنا أواجه هذه الأزمة في الصفوف الأولى مع إخواني وإخواتي المتطوعين».

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©