شروق عوض (دبي)
ارتفع إجمالي محطات رصد جودة الهواء في دولة الإمارات إلى 52 محطةً خلال العام 2019، بزيادة 10 %، مقارنة مع 47 محطة في العام 2018، كما ارتفعت نسبة الأيام الخضراء المسجلة إلى 81% على مدى العام 2019، بزيادة 10%، مقارنة مع 71% من الأيام الخضراء لعام 2018.
وأوضحت المهندسة عائشة العبدولي، مدير إدارة التنمية الخضراء وشؤون البيئة في وزارة التغير المناخي والبيئة في تصريحات لـ «الاتحاد»، أنّ تلك النتائج جاءت بناء على المتابعة والرصد الدائمين اللذين تنفذهما الوزارة، بالتعاون مع الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية المعنية، حيث شهدت الفترة الماضية تحسناً ملحوظاً في نسب جودة الهواء مقارنة بالأعوام السابقة، إذ سجلت 52 محطة لرصد جودة الهواء المحيط والموزعة على مستوى إمارات الدولة ما نسبته 81% من الأيام الخضراء لعام 2019 ، مقارنة لما سجلته 47 محطة رصد جودة الهواء المحيط بنسبة 71% من الأيام الخضراء للعام 2018.
وأكدت العبدولي أنّ وزارة التغير المناخي والبيئة تمكنت خلال عام 2019 من تطوير وتحديث منظومة متابعة ورصد جودة الهواء التي تعمل بموجبها حيث تم الانتهاء من المشروع الوطني لجرد انبعاثات ملوثات جودة الهواء، كما تم الانتهاء من إعداد اللائحة الفنية لضبط أنظمة قياسات جودة الهواء بالتعاون مع هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس، وتم البدء بالعمل بموجب استراتيجية جودة الهواء ما بعد 2021.
وذكرت بأنه بموازاة الجهود التي بذلتها الوزارة خلال العام 2019، فقد تمت كذلك العديد من المبادرات التي ساهمت بدورها في تعزيز جودة الهواء على مستوى دولة الإمارات، ومنها مصادقة إمارة دبي على معاهدة C40 ، وإطلاق خطة إمارة دبي لتحويل 50% من أسطول مركبات الأجرة في دبي لمركبات هجينة وكهربائية بحلول عام 2021، واستبدال أسطول حافلات المواصلات العامة بحافلات جديدة مطابقة للمواصفات الأوروبية «يورو 5» و«يورو 6». ولفتت إلى أنه ضمن تلك المبادرات على مستوى الدولة، تم إعداد استراتيجية المركبات المنخفضة الانبعاثات، واستراتيجية المناطق ذات الانبعاثات المنخفضة، والتحول لاستخدام وقود الغاز في المركبات الحكومية لإمارة أبوظبي، وافتتاح محطة «نور أبوظبي» والتي تعد أكبر محطة مستقلة للطاقة الشمسية في العالم بقدرة إنتاجية قدرها 1177 ميغاوات، وإطلاق مشروع الربط الإلكتروني بين شبكة مراقبة جودة الهواء ببلدية الفجيرة والمنشآت الصناعية، بالإضافة إلى العديد من المشاريع التي ساهمت في تحسين نتائج جودة الهواء على مستوى الدولة.وشددت على أن أهمية المحافظة على جودة الهواء في دولة الإمارات ترتقي إلى مستوى الأولويات الوطنية الرئيسية من أجل تحقيق الاستدامة البيئية وتوفير أفضل شروط الحياة الصحية لجميع أفراد المجتمع، كما تضع الدولة «مؤشر نسبة جودة الهواء» ضمن 52 مؤشراً وطنياً رئيساً تضمنتها أجندتها الوطنية 2021 التي تستهدف رفع جودة الهواء إلى نسبة 90 بالمئة في عام 2021.
انخفاض تركيز «ثنائي
أكسيد النيتروجين»
على صعيد متصل، أطلق مركز محمد بن راشد للفضاء صورة رسومات متبادلة (GIF) توضح التراجع الملحوظ في مستوى انبعاث غاز ثنائي أكسيد النيتروجين في الهواء لدول مجلس التعاون الخليجي، في الفترة ما بين 26 نوفمبر 2019 إلى 27 مارس 2020، وقد نشرت إدارة الاستشعار عن بُعد في المركز نتائج أولية باستخدام بيانات من القمر الاصطناعي التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، والتي تُشير إلى انخفاض مستوى تركيز غاز ثنائي أكسيد النيتروجين في أواخر شهر فبراير كنتيجة لاتباع التدابير الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، كما يقوم مركز محمد بن راشد للفضاء برصد هذه التغيرات الجديدة، من خلال عرض هذه الصورة لتوضيح مدى التأثير الناتج عن الإجراءات الاحترازية للوقاية من كورونا.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن غاز ثنائي أكسيد النيتروجين ناجم عن المحركات، وعمليات توليد الطاقة ومخلفات العمليات الصناعية تلك المواد التي تقلص انبعاثها في الهواء على خلفية تأثيرات تعليق حركة السيارات، والطائرات، ضمن الإجراءات الاحترازية لمجابهة كورونا. وقد أدّى ذلك إلى انحسار تركيز غاز ثنائي أكسيد النيتروجين في الهواء ليصبح أكثر نقاءً.
5 ملوثات رئيسية
رصدت «الاتحاد» نتائج تطبيق وزارة التغير المناخي والبيئة الذكي والخاص بمؤشر جودة هواء الإمارات عن طريق الأقمار الاصطناعية خلال شهر فبراير الماضي، حيث ظهرت خريطة دولة الإمارات الجغرافية التي يرتكز عليها التطبيق باللون الأخضر، وهو مؤشر على تراجع ملحوظ في تراكيز الملوثات الخمسة في مختلف أرجاء الدولة بشكل عام ومستوى انبعاث غاز ثنائي أكسيد النيتروجين في الهواء بشكل خاص. ويستند حساب وزارة التغير المناخي والبيئة لمؤشر جودة الهواء على قياس خمسة ملوثات رئيسية، هي (ثاني أكسيد النيتروجين، وأول أكسيد الكربون، والأوزون الأرضي، وثاني أكسيد الكبريت، والجسيمات بقطر أقل من 10 ميكرون و2.5 ميكرون)، ونظراً لأهمية معرفة الجمهور بجودة الهواء في منطقة ما، فقد تم الاتفاق على مستويات توضح جودة الهواء تعتمد على التدرج اللوني ويسهل فهمها من قبل عامة الجمهور، إذ يظهر في مؤشر جودة الهواء اليومي اللون، وقيمة جودة الهواء والملوثات السائدة التي تؤثر على جودة الهواء، كما تم تقسيم مستويات جودة الهواء من 0 إلى 500 درجة، وتمثل الدرجة 0-50 تراكيز الملوثات الخمسة ضمن الحدود المسموح بها وتم تحديدها باللون الأخضر، أي لا تمثل خطراً على الصحة العامة.