شعبان بلال (القاهرة)
لعبت الوساطة المصرية دورا هاما في وقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد تصعيد عسكري استمر 11 يوماً، وأسفر عن مقتل وإصابة المئات.
وعلى مدار أيام، كثفت القاهرة من خلال وزارة الخارجية وأجهزتها المختلفة، اتصالاتها وأرسلت وفودا إلى كافة الأطراف لوقف إطلاق النار في غزة والتهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وسط تنسيق وتعاون مع الولايات المتحدة.
وظهرت جهود مصر في اتصال أجراه الرئيس الأميركي جو بايدن بنظيره المصري عبد الفتاح السيسي تقديرا لجهود القاهرة الحثيثة مع جميع أطراف القضية وهي التحركات التي تتسم بالاتزان والحكمة من أجل وقف العنف والتصعيد في ظل التطورات الأخيرة وتحقيق الأمن والسلام للمنطقة بأسرها.
وأكدت مصر أهمية حماية الأرواح والوقف الفوري لإطلاق النار في الأراضي الفلسطينية واستدامته والحيلولة دون أية استفزازات في القدس مع احترام الوضع القانوني والتاريخي للأماكن المقدسة، مشيرة إلى نجاح الجهود المصرية في التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار.
وأعرب مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك السفير محمد إدريس عن الأمل في أن يسهم وقف إطلاق النار في اتخاذ عدد من الإجراءات السريعة الملموسة على الأرض، بما يؤدي إلى هدوء الأوضاع وإعادة الإعمار في قطاع غزة، وبما يتيح النظر في كيفية إحياء والشروع في مفاوضات سلام حقيقية جادة للوصول إلى حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية.
وقال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير جمال بيومي إن القاهرة تبذل كل الجهود من أجل أن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة وينعم بالأمن والسلام والاستقرار في ظل الدولة الفلسطينية المنشودة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف لـ "الاتحاد" أن نجاح الجهود المصرية في وقف إطلاق النار والتهدئة يدل على قوة الدبلوماسية المصرية التي أثبتت أنها محل ثقة في هذه الأزمة، مشيرا إلى أن استقرار الأوضاع في الأراضي الفلسطينية هو جزء من الأمن القومي المصري كما هو الحال في ليبيا.
وأوضح بيومي أنه منذ بداية الأزمة زار وفد أمني مصري، كلا من إسرائيل وقطاع غزة من أجل التهدئة، بالإضافة إلى جهود الدبلوماسية المصرية من مشاركة وزير الخارجية المصري في اجتماع وزراء خارجية الدول العربية وكذلك اجتماع الدول الإسلامية، والتنسيق مع الولايات المتحدة.
وشملت الجهود المصرية، حسب مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أيضا زيارة الرئيس السيسي إلى فرنسا التي كانت تستهدف أيضا التهدئة وحل الأزمة، بالإضافة إلى جهود أخرى في مجلس الأمن لوقف إطلاق النار.
