استحق الزمالك الفوز بلقب الدوري الثالث عشر في تاريخه، ففي النهاية كان هو الفريق الأفضل على مدى السباق المثير الذي استمرّ مع منافسه الأهلي حتى الأمتار الأخيرة.. وهذا الفوز هو في مصلحة الكرة المصرية، وفي غاية الأهمية لمسابقة الدوري التي تعد أهم منتج للعبة في مصر، فكرة القدم في أية دولة ليست المنتخبات فقط، ولكنها المسابقات المحلية، والتحكيم والتدريب والملاعب والجمهور والبث التلفزيوني، والبرامج والتغطيات الإعلامية، وتنظيم هذا كله، وفقاً لقواعد احترافية شديدة الدقة والعمق.
إن الدوري الإنجليزي اكتسب قوته مع انطلاق البريميرليج، بما تضمنه من فتح الباب أمام اللاعبين الأجانب، ومن أهم مظاهر قوة البريميرليج أنك تنتظر كل موسم بطلاً بين ستة أو خمسة فرق، وأنك لا تستطيع أن تتوقع نتيجة مباراة، مهما كانت قوة أحد طرفيها. ومعلوم أن تراجع القيمة الفنية والتسويقية للدوري الألماني سببه قوة بايرن ميونيخ وسيطرته، وأن ذلك هو نفسه سبب تراجع المستوى الفني والتسويقي للدوري الفرنسي، حيث يسيطر عليه باريس سان جيرمان.
مع اقتراب فوز الزمالك بالدوري، صنعت مواقع التواصل الاجتماعي نغمة: «الدولة تريد فوز الزمالك بالدوري».. وهو أمر عجيب حقاً، فالدولة لم تجعل الأهلي يفقد 8 نقاط كاملة في آخر 8 مباريات، وهي التي دفعت الزمالك إلى الأمام نحو اللقب بفارق 4 نقاط. فقد خسر الأهلي هذه النقاط بالتعادل مع البنك الأهلي وبيراميدز والإسماعيلي وطلائع الجيش وفي بعض هذه المباريات كان الأهلي يتقدم، ثم يلحق به منافسه بالتعادل..
الإثارة يمكن أن تضفي القوة على الدوري المصري، والإثارة تصنع بالنتائج وبتغيرها وبعدم توقعها، لكن القوة تصنع بالمنافسة، وبتعدد المنافسين، وبالصراع في الملعب. أتحدث عن صراع القوة وليس الاشتباك اللفظي بين جماهير أكبر ناديين، فالغضب أصاب جمهور الأهلي، ليس فقط لفقد الدوري، وإنما لفوز الزمالك به. وأجزم أن حجم الغضب سيتغير لو كان البطل فريقاً آخر.
الأهلي هو البطل الأول في الكرة المصرية، فهو الفائز بالدوري 42 مرة، والفائز بكأس مصر 37 مرة، والفائز بكأس السوبر المصري11 مرة. فهل حقق هذه البطولات كلها، لأن الدولة أرادت له الصدارة منذ أكثر من مائة عام؟!
** أشياء كثيرة يجب تغييرها في تنظيم كرة القدم في مصر. وأول تلك الأشياء عقوبات صارمة تجاه التجاوزات، لأن شارع الكرة المصرية لم يعد يلعب بكرة مطاطية محشوة بالهواء، وإنما اللعب في هذه الأيام بكرة نار!