منطقة تسكن الجبال وتحتمي بها، معشوقة الوادي والسيل وتدفق الماء، هناك حيث تستريح بين كفوف المرتفعات الجبلية، وحدها هذه المنطقة سلبت ألباب القدامى وتربعت على مساحة تحيط بها الشامخات من الجبال وتزهر في أحضانها المزارع وأشجار النخيل، ماء عذب يأتي من قمم الجبال ويجري في طريق متعرج لتنبت على أطرافه مساكن العاشقين لهذه المنطقة الجميلة، ولكي تستمر الحياة ويثبت ناسها أقدامهم على أرضهم حبيبة الوادي والجبل لابد أن يكون لها ركائز في الأرض مع حب الإنسان الحتاوي لأرضه، وقديماً لم يكن شيء مناسباً للعيش هنا غير الزراعة والرعي. أرض أمدها الله بنعمة الوادي وهطول الأمطار في فصل الشتاء، ومع هبوب الروايح في الصيف التي تحمل إليها أيضاً زخات من المطر بين فترة وأخرى، لتكمل دائرة استمرار الماء في الوديان والشعاب وتسقي غابات النخيل والمزارع وتطفئ لهيب الصيف وحرارة الجبال.
هذه المنطقة كانت قديماً حصناً ودفاعات طبيعية، كانت مثل مناطق أخرى في الإمارات، إنها الظهر الحامي والقوي في الأزمنة الماضية، فإنسان الجبل قوي وصلب وشجاع ومقدام، لا يترك أرضه أبداً مهما كانت الظروف الحياتية، بالإضافة إلى كل هذه الأمور المهمة. كانت المنطقة الداخلية منتجة وعامرة بخيرات الأرض وعلى الخصوص الزراعة، فوفرة الماء جعلت هذه الجوهرة/ القرية الجميلة من أهم المناطق الداخلية في الأزمنة القديمة الماضية. ولعلّ من أهم ما اشتهرت به في ذلك الزمن زراعة أشجار الغليون، الشجرة التي لا تظهر إلا في مناطق محددة في الإمارات، مثل حتا ومنطقة الخران برأس الخيمة.لعب أهلها وناسها القدامى دوراً مؤثراً في التاريخ القديم، إنها الحصن الفاصل والمهم في حركة التاريخ، فضلاً عن أهمية المنطقة الزراعية والإنتاجية من نخيل ومحاصيل أخرى. وشجرة الغليون شديدة الاخضرار، وذات أوراق طويلة وجميلة تزدان بها الحقول.
تمضي هذه البديعة الجميلة/ حتا ويزداد الاهتمام بها الآن في ظل التطور الكبير المنفرج على كل شيء جميل ويقدم دولة الإمارات بصورة أجمل، ولذلك نالت حتا وما تزال الأفكار والمشاريع الجديدة التي تظهر تباعاً لتقدمها كواحدة من أجمل مناطق الإمارات في الجانب السياحي، وأظن أن الاهتمام بالزراعة والإنتاج الزراعي أيضاً سيزيدها جمالاً وروعة.