تنطلق اليوم أحدث نسخة لدوري الخليج العربي، الذي بات مناسبة تستحق المتابعة لما يقدمه من متعة كروية، فانتزعت المسابقة مكانة متميزة على الصعيدين الآسيوي والعربي.
وأسباب التميز لا تخفى على أحد، وسبق أن لخصها سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان في حوار تشرفت بإجرائه مع سموه خلال رئاسته نادي العين وقت أن كان «الزعيم» يهيمن على مقدرات الكرة الإماراتية، وقتئذٍ سألت سموه هل تعتقد أن ظاهرة «القطب الأوحد» تصب في مصلحة الكرة الإماراتية، ولأن سموه يضع مصلحة كرة بلاده فوق كل اعتبار كانت إجابته انعكاساً لتلك الروح الوطنية، حيث قال «بالتأكيد ظاهرة القطب الأوحد لا تخدم الكرة الإماراتية».
وأتصور أن اتساع دائرة المنافسة على لقب أقوى وأهم مسابقة محلية، كان من أهم أسباب التشويق والإثارة والمتعة التي تقدمها المسابقة، بدليل أن ثمانية أندية تذوقت «شهد» الدوري، كما أنه أصبح من المألوف أن يتواصل التنافس الساخن على لقب المسابقة حتى الأمتار الأخيرة، ولا أدل على ذلك مما حدث ما بين «فخر أبوظبي» وبين «السماوي» اللذين تلاعبا بأعصاب الجماهير، حتى صافرة النهاية التي توجت الفريق الجزراوي بطلاً للمسابقة للمرة الثالثة في تاريخه، بينما خسر فريق بني ياس اللقب، بينما كسب احترام الجميع لما قدمه من قوة إرادة وثقافة الانتصار، وإن خذلته التعادلات في الأمتار الأخيرة.
وإذا كانت نسخة «الكورونا» باحت بكل أسرارها، وقدمت كل حيثيات تفوق الدوري الإماراتي، فإن «نسخة 2022» المتزامنة مع التصفيات الحاسمة لكأس العالم، من شأنها أن تلعب دوراً محورياً في تقديم كوكبة النجوم القادرين على تشريف كرة بلادهم في المحفل المونديالي، استثماراً للتصفيات الأولية التي صححت كثيراً من المفاهيم ووضعت «الأبيض» من جديد على الطريق الصحيح، والأهم أن المنتخب كسب ثقة جماهيره التي اهتزت كثيراً في مرحلة الذهاب، قبل أن يأتي من بعيد ويتصدر مجموعته بكل الجدارة والاستحقاق.
وإذا كانت مسابقة الدوري، التي عاصرتها على الطبيعة لمدة 30 سنة، تحظى بكل الاهتمام على كل الصعد، فإن رابطة دوري المحترفين برئاسة الأخ عبد الله ناصر الجنيبي تبقى علامة فارقة في النجاحات التي حققتها المسابقة بمبادراتها التي لا سقف لها، انطلاقاً من قناعة الرابطة بضرورة ربط كرة القدم بالشأن المجتمعي، وستبقى مبادرتها بتكريم «الجيش الأبيض»، أو ما يسمى «خط الدفاع الأول» الذين بذلوا أقصى الجهد في مواجهة فيروس كورونا، محل تقدير الجميع.
وكل ما نأمله أن تعود الجماهير لمدرجات الدوري، حتى تكتمل متعة المسابقة، بعد أن عانت المدرجات تبعات «الكورونا»، ولعل عودة الجماهير للملاعب الأوروبية تكون حافزاً لعودة الحياة إلى مدرجاتنا العربية مرة أخرى.
وكل عام وعشاق الكرة الإماراتية «كرة النجوم والملايين» بألف خير.