يا كاتب التاريخ، اغلق الصفحات، فقد طوى النجم الأسطوري ليونيل ميسي آخر صفحاته مع قلعة البارسا، في نبأ كان أشبه بالزلزال الذي كانت له توابع عدة وأصداء واسعة في كل أنحاء العالم. من كان يتوقع أن تنتهي رحلة الإبداع للأسطورة الأرجنتينية مع البارسا، وهو النجم الذي هيمن على كل ملامح الإبداع في الفريق الكتالوني منذ عام 2004 وحتى الآن، ليصبح، في رأي البرشلونيين أعظم لاعب في التاريخ. ومن كان يتصور ألا يكمل (الأسطورة) مشواره حتى النهاية داخل أسوار الكامب نو؟ ومن كان يتخيل أن تصحو الجماهير في كل أنحاء العالم على الخبر (الصدمة)، لاسيما أن ما حققه ميسي مع برشلونة من الصعب جداً أن يكرره لاعب آخر، فمن يستطيع أن يكرر الأرقام القياسية التي حققها ميسي طوال مشواره مع الفريق الإسباني (لعب 778 مباراة وسجل 672 هدفاً وصنع 305 أهداف ونال 35 لقباً محلياً وقارياً وعالمياً)، ومن يستطيع أن يعيد أمجاد ميسي الذي فاز بـ 10 بطولات للدوري، و7 بطولات للكأس، و8 بطولات سوبر إسباني، و4 بطولات لدوري أبطال أوروبا، و3 بطولات سوبر أوروبي، و3 بطولات كأس العالم للأندية. ولا أبالغ عندما أقول إن برشلونة، بقدر ما خسر برحيل إنييستا، وبقدر ما خسر بانتهاء مهمة تشافي، وبقدر ما خسر هجومياً بانتقال سواريز لصفوف أتليتكو، إلا أن الخسارة الأكبر ستكون برحيل ميسي الذي تسلّم الراية من البرازيلي الرائع رونالدينيهو ليحلق مع البارسا عالياً ويصنع معه تاريخاً أدهش العالم. ولا عزاء لجماهير البارسا على وجه الخصوص، ولا عزاء لـ (الليجا) التي باتت مسابقة (يتيمة) بغياب كريستيانو رونالدو ومن بعده ميسي، ليفقد (الكلاسيكو) كل عناصر الإثارة والتشويق والإبداع. ×××× طوى أولمبياد طوكيو آخر صفحاته أمس بعد أيام من التنافس الساخن، حيث تحدى الرياضيون قدراتهم من أجل اعتلاء منصات التتويج، وقدم منتخب مصر لكرة اليد مستويات رائعة نال بها المركز الرابع لأول مرة في تاريخ الأولمبياد وكان قاب قوسين أو أدنى من العودة بالميدالية البرونزية، لولا الخسارة بفارق هدفين أمام إسبانيا، ويكفيه شرفاً أنه بات أحد أقوى 4 منتخبات على مستوى العالم، وأنه خسر في نصف النهائي أمام منتخب فرنسا الذي قهر الدنمارك وكسب الذهبية، مثلما حدث مع منتخب مصر الكروي الذي ودع البطولة خاسراً أمام البرازيل الذي شق طريقه بعد ذلك ليحتفظ بذهبية البطولة.