أسامة أحمد (الشارقة) - وضع الدكتور عبدالله مسفر المدرب السابق لمنتخبنا الأول لكرة القدم ظاهرة غزارة الأهداف في 3 جولات من عمر دوري المحترفين في ميزان التحليل والتقييم، مؤكداً أن الانفجار التهديفي في دورينا أعاد للمراقبين والمتابعين للمسابقة مشهد الرمضانية، واصفاً هذه الظاهرة بأنها غير صحية، خاصة أن السيناريو تكرر في كأس “اتصالات”، رغم أن بعض الأندية لا تعطيها أهمية، مما يؤدي إلى نوع من الإهمال على صعيد اللاعبين أنفسهم، فضلاً عن نظرة الأندية للمسابقة بمنظار إعداد للدوري فقط، مما ينعكس ذلك على المستوى الفني العام لكأس “اتصالات”.
وقال: إن ظاهرة غزارة الأهداف أطلت برأسها في النسخة الحالية لدورينا بعد طول غياب، حيث تجد فريقاً يكسب اليوم بالستة ويخسر غداً بالأربعة وهكذا؟
وأرجع مدرب منتخبنا السابق ظاهرة الانفجار التهديفي في أول 3 جولات للدوري إلى فشل التنظيم الدفاعي في بعض الأندية، وغياب الدفاع الفردي، وأن المدافعين ارتكبوا أخطاء بدائية لا يرتكبها اللاعب الناشئ، مما ينذر بالخطر في الجولات المقبلة، إذا استمرت هذه الأخطاء، وبالتالي استمرار سيناريو غزارة الأهداف.
وأضاف: إن الأخطاء الفنية من حراس المرمى تسببت في ولوج العديد من الأهداف السهلة وبطريقة ساذجة، وأن ضعف المدافعين في بعض الأندية جعل المهاجمين مثل ميسي وكريستيانو رونالدو يسجلون عدداً هائلاً من الأهداف، مع التأكيد على أن هذه الأهداف التي تم تسجيلها، ليست فقط لتفوق هؤلاء المهاجمين، خاصة أن دورينا لا يملك لاعبين بمستوى ميسي أو رونالدو.
ويواصل مدرب منتخبنا الوطني السابق حديثه عن ظاهرة غزارة الأهداف، مشيراً إلى أن بعض الأندية لازالت في “غيبوبة”، رغم وصول قطار دورينا إلى محطته الثالثة، من منطلق أنها غير مستوعبة للنقلة التي حدثت لها باللعب في دوري المحترفين، بعد أن لعبت بتكتيكات ضعيفة خلال الجولات الماضية، ولا تتعامل مع المباريات بواقعية، وأن التفاوت الفني بين هذه الفرق أوجد هذا الواقع في أول 3 جولات لدورينا.
وقال مسفر: إن ما حدث في أول 3 جولات من مسابقة الدوري يتطلب من بعض الأندية مراجعة الحسابات وترتيب الأوراق خلال فترة التوقف الحالية، وذلك بإعادة التنظيم الدفاعي، بما يتناسب مع إمكاناتها.
وحمل مدرب منتخبنا الوطني السابق مسؤولية هذه الظاهرة السلبية إلى المدربين، من منطلق أنهم لم ينجحوا في توظيف إمكانات اللاعبين، من أجل خدمة التنظيم الدفاعي، وأن ضعف التكتيك الفردي المباشر كان له المرود السلبي في غزارة هذه الأهداف.
وقال: لا أعفي اللاعبين من تحمل جزء من هذه المسؤولية عقب وقوعهم في فخ الأخطاء البدائية والساذجة إضافة إلى الضعف الواضح لدى بعض حراس المرمى، مما أدى إلى ارتكابهم أخطاء بالجملة، وأن ارتكاب الأخطاء داخل “الصندوق” كان وراء ركلات الجزاء وحصول بعض اللاعبين على البطاقات الحمراء، خاصة أن أخطاء الدفاع والحراس كانت واضحة للعيان.
وفيما يتعلق بتركيز الأندية على استقدام المهاجمين الأجانب لتسجيل الأهداف وكسب المباريات حتى تحقق هدفها المتمثل في الوصول إلى منصات التتويج، وإغفال الجانب الدفاعي، قال مدرب منتخبنا السابق، إن الجولات الماضية أثبتت عملياً تفوق المهاجمين، مع فشل واضح من أغلب المدافعين على صعيد المواطنين والأجانب.
وقال: إن صفقات المدافعين الأجانب فاشلة، وأن الأندية التي سعت للاستقرار على صعيد اللاعبين الأجانب ظهرت بمستوى جيد في بداية الدوري، بعكس الأندية التي جددت جلد لاعبيها الأجانب، خاصة أن بعض الأجانب الجدد لم يقدموا ما يقنع حتى الآن.
وعن محطته التدريبية المقبلة أكد الدكتور مسفر أن انتهاء عقده متأخراً مع اتحاد كرة القدم كان وراء عدم ارتباطه بتدريب أحد أندية دوري المحترفين خلال الفترة الماضية.
وقال: ثقتي كبيرة في تحقيق نجاحات أكثر ما حققه المدربون الأجانب على صعيد تدريب الأندية في حالة توفر الظروف المناسبة لذلك.
وكانت الجولة الثالثة لدورينا قد شهدت 39 هدفاً بمعدل 5.57 هدف في كل مباراة، وهو الأمر الذي يعيد طرح السؤال القديم المتجدد، هل يعاني دورينا ضعفاً دفاعياً ؟ أم أن للأمر علاقة بالقدرات الخاصة للمهاجمين؟، خاصة أن جميع الأندية، خاصة القمة الراغبة في المنافسة على اللقب تحرص على جلب أفضل العناصر الهجومية الأجنبية.
الإحصائيات تشير إلى أن 4 مهاجمين، وهم أسامواه جيان مهاجم العين، والوصلاوي ألفارو، وجرافيتي هداف الأهلي، وكاريكا الذي أعاد اكتشاف نفسه مع الشعب سجلوا 24 هدفاً في 3 جولات فقط، مما يؤكد تمتعهم بقدرات هجومية خاصة، في مواجهة دفاعات وحراس مرمى لا يمكنهم الوقوف في وجه هذا الانفجار التهديفي.
ويبدو أن معدل الأهداف الكبير في دورينا لا يرتبط فقط بضعف الدفاع وقوة الهجوم فحسب، ولكن قد يكون له علاقة باتساع رقعة الأندية الساعية إلى الظفر باللقب، وهي أندية النصر، والعين، والأهلي، والجزيرة، والوصل، والوحدة، فضلاًَ عن العروض الهجومية القوية التي يقدمها الشعب الذي أحرز 11 هدفاً ليحتل المرتبة الثانية في القوة الهجومية بعد العين الذي أحرز 14 هدفاً حتى الآن، وقد تكون هناك أسباب تكتيكية لارتفاع معدل الأهداف تتمثل في “انفلات البدايات”، حيث يسعى الجميع للهجوم في بداية الموسم متحرراً من قيود الدفاع.
وبالبحث عن أفضل الحلول لمشكلة الضعف الدفاعي، فقد توصل روبرتو مانشيني المدير الفني لـ”مان سيتي” إلى ضرورة الاستعانة بمدرب متخصص في الأساليب الدفاعية، وهو أنجيلو جريجوتشي، بعد أن استقبلت شباك “سيتي” أهدافاً في جميع المباريات خلال الموسم الحالي، عدا مواجهته الأخيرة التي فاز بها بثلاثية نظيفة على سندرلاند.