أعلنت حركة “حماس” إسرائيل أمس أنهما ستنفذان غداً الثلاثاء المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى وتشمل 477 أسيراً وأسيرة والجندي الإسرائيلي جلعاد شليط، فيما تزينت غزة لاستقبال الفلسطينيين الموعودين بالحرية من الرزوح في سجون الاحتلال الإسرائيلي ما لم يعطل أي حدث طارئ إطلاق سراحهم.
ونشرت “حماس ووزارة العدل مصلحة السجون الإسرائيليتان أسماء 450 أسيراً فلسطينياً وعربياً وأجنبياً و27 أسيرة فلسطينية سيتم تبادلهم بشاليط، وهم 338 من الضفة الغربية المحتلة و130 من قطاع غزة و6 من الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1948 وواحد من هضبة الجولان السورية المحتلة وأجنبيان.
وباشرت شرطة سجون الاحتلال نقل الأسرى إلى سجن “كتسيعوت” في النقب والأسيرات إلى سجن “هشارون” قُرب تل أبيب استعدادا للإفراج عنهم. وتوقع المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية وكبار مسؤولي وزارة العدل الإسرائيلية أن ترفض المحكمة العليا الإسرائيلية دعاوى إسرائيليين لمنع تنفيذ الصفقة بعدما تنظر فيها اليوم الاثنين.
ومن المقرر أن تجري عملية التبادل على حدود شبه جزيرة المصرية مع قطاع غزة، ومن ثم يتم إبعاد عدد من الأسرى والأسيرات إلى دول أخرى ونقل الباقين إلى ديارهم في القطاع والضفة الغربية المحتلة والأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1948وتسليم شاليط لوفد إسرائيلي وصل إلى القاهرة لهذا الغرض.
وسيتم إبعاد 50 أسيرا إلى الخارج و18 أسيراً إلى قطاع غزة لمدة 3 سنوات و145 آخرين إلى القطاع لفترة لم تحدد والأسيرة أحلام التميمي إلى الأردن والأسيرة آمنة منى إلى قطاع غزة.
وقال مدير مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الجنرال يعقوب عميدرور “يفترض أن يجري كل شيء طبقا للتوقعات، إلا إذا تدخلت المحكمة العليا (الإسرائيلية) أو قام طرف ما في غزة بأعمال استفزازية”.
وتشمل القائمة أسماء 40 من قادة الفصائل الفلسطينية بينهم عميد الأسرى الموصوف بأنه أقدم سجين سياسي في العالم نائل البرغوثي، وروحي مشتهى، ويحيى السنوار، وسليم الكيالي، وأحمد أبو حصيرة، وفؤاد الرازم، وناصر نزال، وجهاد يغمور، وعبدالهادي غنيم، ومحمد حمادة، وسامي يونس أكبر السجناء عمراً (78 عاماً)، ومحمد دغلس، ومحمد الشراتحة، ووليد انجاص، ونصر يتايمة، وكريستيان البندك، وعبدالعزيز صالحة.
وقررت الحكومة الفلسطينية المقالة التابعة لحركة “حماس” في قطاع غزة اعتبار يوم تحرير الأسرى “إجازة وطنية”.
وقال الناطق باسمها طاهر النونو خلال مؤتمر صحفي بعد اجتماعها في غزة، “إن الحكومة الفلسطينية تدعو الشعب الفلسطيني إلى الخروج لاستقبال الأسرى الأبطال يوم التطبيق، والذي سيعد يوماً وطنياً وتعلن هذا اليوم إجازة وطنية، كما تؤكد التزامها تجاه المحررين الأبطال بكل ما يلزمهم ليعيشوا حياة كريمة”.
وذكر مصدر في حماس أنه تم تجهيز مستلزمات الحياة كافة وشقق سكنية مجهزة لجميع الأسرى الذين سيتم نقلهم من الضفة الغربية إلى القطاع.
في غضون ذلك، عكف أهالي الأسرى وناشطي الفصائل الفلسطينية في مدينة غزة على تزيين الشوارع الرئيسة بالأعلام الفلسطينية وصور للأسرى المنوي الإفراج عنهم ولافتات تشيد بالصفقة. وقال القيادي في الحركة إسماعيل رضوان “إن الصفقة انتصار تاريخي للمقاومة، فالوطن كله يتزين لاستقبالهم أبطالا”.
وتنهمك الفلسطينية الطاعنة في السن رايقة الكيالي (100 عام) في تزيين بيت ابنها ابنها سليم الكيالي الذي أمضى نحو 30 عاماً في الأسر استعداداً لاستقباله. ووضع ناشطون صورة كبيرة للكيالي في واجهة المنزل عليها عبارة “أهلاً وسهلاً بالقائد البطل”، فيما بدأت أمه وزوجته أم دعاء استقبال مهنئين. وقال أخوه حسن “أسعد لحظات الحياة ستكون عندما تعانق أمي شقيقي سليم. نحن لم نره منذ 1996 لأننا حرمنا زيارته في سجنه، وأخيراً سيرى حبيبي سليم حفيدته من ابنته الوحيدة دعاء”.
وفي مخيم خان يونس للاجئين الفلسطينيين جنوب القطاع، ترتسم ابتسامة عريضة على وجه الحاج إبراهيم والد يحيى السنوار وهو يستقبل وفود فصائل فلسطينية وأقاربه لتقبل تهانيهم، فيما يراقب أحفاده وهم يقدمون الحلوى والقهوة العربية للضيوف.
9 أسيرات ما زلن مجهولات المصير
رام الله (الاتحاد) - غزة :علاء المشهراوي
أعلنت وزارة الأسرى والمحررين في الحكومة الفلسطينية المقالة التابعة لحركة “حماس” في قطاع غزة أمس أن هناك 9 أسيرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي ما زلن مجهولات المصير، حيث لم يتم إدراج أسمائهن في صفقة تبادل الأسرى بين الحركة والحكومة الإسرائيلية التي شملت أسماء 27 أسيرة.
وطالب بيان الوزارة مدير “مركز الأسرى للدراسات” الفلسطيني الأسير المحرر رأفت حمدونة بالتأكد من أسماء الأسيرات التسع. وأوضح أن رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” خالد مشعل أكد أنه تم الاتفاق على تحرير كل الأسيرات ضمن الصفقة وعددهن 27 أسيرة ولكن العدد الحقيقي هو 36 أسيرة.
وهن من فلسطين المحتلة عام 1948: ورود ماهر قاسم المحكوم عليها بالسجن 6 سنوات منذ عام 2006، ولينا أحمد جربونة المحكوم عليها بالسجن 17 سنة منذ عام 2002، وخديجة كامل أبو عياش المحكوم عليها بالسجن 3 سنوات منذ عام 2009. ومن الضفة الغربية المحتلة عام 1967: سعاد أحمد نزال المحكوم عليها بالسجن عامين و8 أشهر، والموقوفات بشرى جمال الطويل وفداء عاطف أبو سنينة ومنى حسين قعدان وهنية منير ناصر ورانيه هلسة أبو صبيح.
وتمنى حمدونة أن تكتمل الصفقة بتحرير الأسيرات كافة وأكد أن النصر والفرحة الكبيرة سيكونان يوم دخول الأسيرات والأسرى المحررين بيوتهم معززين مكرمين.
إلى ذلك، قال المتحدث باسم “ألوية ناصر صلاح الدين” الجناح المسلح لحركة “لجان المقاومة الشعبية” أبو مجاهد إن الاتفاق تم على أن تشمل الصفقة كل الأسيرات الفلسطينيات في السجون الإسرائيلية، حتى لو اعتقلت أسيرة قبل ساعة من موعد تبادل الأسرى. وأضاف أن إسرائيل وافقت على هذه النقطة، وأي تراجع عنها يحملها مسؤولية فشل تنفيذ الصفقة.
