الإثنين 11 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
اقتصاد

«أبل» تسعى إلى التغلب على المصاعب في الصين

«أبل» تسعى إلى التغلب على المصاعب في الصين
28 يناير 2012
تزداد حيرة شركة أبل بين مزايا ومخاطر مزاولة نشاطاتها في الصين، وهو أمر كان من الصعب عليها اتخاذ إجراء فيه، إلى أن جاء الفرج فجأة مؤخراً. إذ حدث نتيجة ضغوط من نشطاء في الولايات المتحدة وخارجها، أن أصدرت آبل تقريراً مؤلفاً من 27 صفحة يوضح أحوال العمل في سلسلة توريدها الموزعة في أنحاء آسيا عموماً، وفي الصين على وجه الخصوص. جاء التقرير عقب وقوع مشاجرة غير متوقعة خارج أحد متاجر آبل في بكين، بعد أن عجز هواة أجهزة آبل عن الحصول على أحدث منتجاتها آي فون 4 أس. ألزمت الشرطة آبل بإغلاق المتجر، معللة ذلك بأن الوضع لم يكن آمناً. ثم قالت آبل إنها ستتوقف مؤقتاً عن بيع جميع هواتف آي فون في متاجرها الخمسة في الصين. وانتقدت السلطات الصينية تلك الاضطرابات، وسارع تنفيذيو آبل إلى احتواء الموقف، بعد أن عرض فيلم فيديو تلك المشاجرة في أنحاء العالم. وقال تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة آبل إن الحادث كان مؤسفاً وإن آبل تعلمت دروساً منه، وسوف تغير بعض الأشياء وأضاف أن السلامة تشكل الأهمية القصوى للشركة. تشكل السوق الصينية أهمية متنامية لآبل، وفي الخريف الماضي قالت آبل إن الصين تعد أسرع مناطقها نمواً بما تحققه فيها من مبيعات تقارب 13 مليار دولار سنوياً. وبلغ الإقبال على أجهزة آي فون وآي باد وماك أقصاه في عام 2011 إلى درجة أن نحو 40 ألف متسوق كانوا يترددون على متاجر آبل في بكين وشنغهاي يومياً. يذكر أن لدى آبل متجرين في بكين وثلاثة متاجر في شنغهاي رغم توافر منتجاتها عن طريق شركات أخرى. غير أن تعميق الروابط مع الصين جلب مجموعة جديدة من التعقيدات. ففي عام 2009 قررت آبل أن تبدأ بيع آي فون في الصين دون وصلة انترنت واي - فاي اللاسلكية انصياعاً لقوانين الحكومة. كما واجهت آبل نشطاء غربيين وآسيويين اشتكوا من أحوال العمل عند موردي الشركة الآسيويين. وقال كوك إن تحسين أحوال العمل طالما كان إحدى أولويات الشركة. وأضاف أنه يؤمن بأن آبل تعزز معايير الصناعة. ومن شأن تقرير آبل أن يثير غضب السلطات الصينية، التي طالما سعت إلى وضع حد لانتقادات أعراف مزاولة الأنشطة التجارية في الصين. ويعتبر ذلك التقرير أكثر تقارير آبل شمولية في ذلك الشأن إذ أنه استند إلى 229 تدقيقاً لشركات تجري أعمالاً وخدمات لحساب الشركة. وقالت آبل إنه بناء على توجيهاتها، توقف الموردون عن عمليات الفحص التمييزي. كما قالت آبل إنها وجدت 112 مرفقاً لم تكن تقوم على الوجه الصحيح بعمليات التخزين والنقل والمناولة لكيماويات خطيرة. وقالت الشركة إنها بصدد اتخاذ خطوات لتعزيز مراقبة وتحسين أحوال العمل في المصانع، بما يشمل تكثيف عمليات التدقيق في ماليزيا وسنغافورة. وقالت آبل إن نحو ثلث مورديها لم يلتزموا بمعاييرها فيما يخص الأجور والمزايا. كما اكتشفت التدقيقات أن خمس منشآت تشغل عمالاً دون السن القانونية. وقال كوك الذي سبق أن أشرف على سلسلة توريد الشركة بصفته مدير التشغيل الأسبق: «قضيت وقتاً طويلاً في المصانع، ونحن بالتأكيد سبّاقون في هذا المجال». وأضاف: «إن الأمر أشبه بابتكار منتجات، في مقدورنا اكتشاف العيوب ومعالجتها ووضع مفاهيم جديدة». ورغم أن آبل اعتادت على عدم التصريح إلا ببعض مورديها، فإن القائمة الجديدة تشمل 156 شركة تشكل 97% من إنفاقها على المواد والتصنيع والتجميع. وهي تشمل شركات تكنولوجيا عالمية مثل سوني وانتل وشركات أخرى أقل شهرة، مثل تبانجين لايشن باتري ش م م. ويشير التقرير إلى أحد أكبر شركاء آبل في مجال التصنيع وهو شركة هون هاي بريسيجن اندستري التي تعرف أيضاً باسم فوكسكون التي وقعت بها موجة من حوادث انتحار موظفين في أحد مصانعها في شينزين بالصين عام 2010. كما حدث في العام الماضي أن انفجاراً قتل أربعة عمال وأصاب 18 عاملاً في أحد مصانع فوكسكون في تشينجدو. وقالت آبل إنها وضعت متطلبات جديدة للشركات التي تتعامل مع الأتربة القابلة للاشتعال عقب الانفجار الذي وقع في تشينجدو وانفجار في مصنع مورد آخر في شنغهاي أصاب 59 عاملاً. كما قالت آبل إنها انضمت إلى اتحاد العمالة العادلة ووافقت بالتالي على خضوع مورديها لمراقبة خارجية. وقال كوك إن ساعات العمل مسألة معقدة وأضاف أنه في مقدور الشركة أن تعزز هذه المسألة من خلال مراقبة هذه المصانع مراقبة لصيقة. وقال ايرون كرامر رئيس مجموعة بي اس آر غير الهادفة للربح المتمركزة في سان فرانسيسكو المعنية بمسائل البيئة وحقوق الإنسان، إن آبل بصفتها أحد أعضاء المجموعة، ليست الوحيدة التي تصدر تقارير أحوال عمل تفصيلية. غير أنه قال إنها تفعل ذلك في ظل تدقيق شديد. يأتي ذلك، في الوقت الذي لا تزال تعاني فيه آبل من تداعيات الشجار الذي وقع في بكين. إذ أنه كثيراً ما تأتي إطلاقات منتجات آبل الهامة بازدحامات مكثفة ومشاغبات أحياناً. غير أن كوك قال إن آبل اتخذت جميع الاحتياطيات الاحترازية اللازمة. وكانت المشكلة قد بدأت في متجر آبل في حي سانليتن الراقي في بكين. حيث كان هواة آبل منتظرين قبل فتح المتجر في جو بارد قارس لإطلاق آي فون 4 اس فغضبوا من الوضع وقام أحدهم بإلقاء البيض على واجهة المتجر لعدم فتحه في الوقت المتوقع. وقالت وكالة أنباء «شينخوا» الحكومية إن العديد من المنتظرين في الطابور كانوا من بائعي السوق السوداء، غير أنه لم يتسن تأكيد تلك الأنباء مباشرة. ولم يكن من الواضح متى ستفتح أبواب المتجر حسب بعض الواقفين في الطابور، رغم وجود لافتات توجه المتسوقين إلى أماكن الاصطفاف. عن: وول ستريت جورنال ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©