الثلاثاء 12 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة

«بخل» الزوجة منعطف خطير أمام الأسرة ويعرضها لهزات عاطفية

«بخل» الزوجة منعطف خطير أمام الأسرة ويعرضها لهزات عاطفية
28 يناير 2012
المال حلقة مهمة في العلاقات الأسرية هذه الأيام، وهو ضرورة فرضتها الحياة العصرية نتيجة زيادة المتطلبات الأسرية وارتفاع الأسعار، ومن ثم فإن وجود زوج بخيل يحمل آثاراً سيئة على الاستقرار الأسري، ويعرضها لهزات عنيفة قد تودي بها، ولكن مع دخول المرأة سوق العمل أصبح للنساء دور بشكل أو بآخر في عملية الإنفاق الأسري. ونشر ملحق دنيا الصفحة الثالثة عدد الاثنين 23 يناير الجاري موضوعاً بعنوان«السؤال عن راتب الزوجة يستفز الموظفات ويثير الأعصاب»، تناول بعض الجوانب المهمة في حال كانت الزوجة موظفة أو لديها دخل شهري، ومدى إسهاماتها في النفقات الأسرية، فوردت بعد هذا الموضوع العديد من التساؤلات التي نطرحها عن الزوجة البخيلة، وهل توافر تلك الصفة بها يؤثر في علاقتها بزوجها، ومن ثم في مسيرة الحياة الأسرية. قسمت بعض الآراء الزوجات إلى أنواع منها: قال جميل الغفوري 36 سنة، ويعمل وسيطاً عقارياً، إن الحياة صارت الآن معقدة وطلبات البيت لا تنتهي ومرتب الزوج مهما كان كبيراً، فهو في النهاية محدود، وغالباً ما يوجهه الزوج إلى أقساط شهرية، وإيجار السكن ومصاريف البيت والأولاد والسيارة، ومن هنا من الطبيعي أن يتعرض الرجل لبعض الأزمات المادية، وهنا على زوجته أن تقف دوماً إلى جانبه، خاصة وإن كانت تعمل ولديها راتب ودخل ثابت، ولكن ذلك يكون على سبيل التطوع منها، وليس فرضاً من الرجل، لأن الرجل الشرقي من الصعب أن يطلب من زوجته المال مهما اشتدت به الظروف، حتى لا تتأثر صورته في عينها. حالات طارئة وأضاف الغفوري: ومع ذلك فإنه من الطبيعي أن يواجه الرجل بعض الأزمات المادية في حياته، أو حالة زيادة طارئة في المصروفات والأعباء المادية الخاصة بالأسرة، ويجب على الزوجة الوقوف إلى جانبه في تلك الحالات، دون أن تضطره إلى طلب ذلك، حتى لا تشعره بالحرج، وعن نفسه أكد الغفوري أنه عندما سمح لزوجته بالعمل في بداية حياتهما الزوجية، كان ذلك بدافع التخلص من ملل الجلوس في المنزل، وليس نظراً إلى راتبها، وهذا يجعله دائماً كبيراً في عيني زوجته، وقال ايضاً إنه عانى قليلاً في البداية من حرص زوجته مادياً، ولم يكن بخلاً بالمعنى المعروف، حيث كانت تحرص على الاحتفاظ بكامل راتبها، ولا تسهم منه في أي شي في مصاريف البيت، ولكن مع مرور الوقت وتزايد إحساسها بالمسؤولية تجاه زوجها، وإدراكها أنه يعاملها بكرم، ولا يبخل عليها بأي شيء، صارت تتعامل معه بأريحية ولم يعد لديها ذلك الحرص على المال، الذي كانت تتسم به في بداية حياتهما، والذي كان يسبب له بعض الضيق، ولكن كان يهون عليه هذا السلوك حسن أخلاقها، وقلة درايتها بأمور الحياة التي تزايدت واكتسبتها بمرور السنوات. أما صديقه حسان 32 سنة، ويعمل في مجال المبيعات، قال من جانبه إن اتصاف الزوجة بالبخل بالتأكيد يقلل من حب الزوج لها، ويجعله يشعر أن هناك فوارق أو حواجز تفصل بينهما، وهذا البخل له مظاهر عديدة، منها أنها تتغافل عن الأزمات المادية التي قد يمر بها، ولا تسارع بمناقشته فيها أو مساعدته، كما أن الزوجة البخيلة قد تسبب لزوجها الشعور بالحرج أمام الأهل والأصدقاء عندما يرغب في استضافتهم، فلا تقوم بأصول الضيافة الصحيحة معهم، ما قد يجعل صورته سيئة أمامهم. مشاركة الحياة ولفت حسان إلى نقطة مهمة وهي أن الحياة صارت الآن مشاركة، وعلى الزوجة أن تشعر أن زوجها مكبل بأعباء عديدة حتى لو يشكو أو يعبر لها عن ذلك، ولذا يجب عليها أن تشعر به وأن تنظر إلى الأمور بنظرة عامة، ولا تتخيل أن زوجها مسخر لخدمتها وتلبية كل احتياجاتها فقط، وحين يكون في حاجتها لا تمد له يد المساعدة، وأكد بن عمر على أنه رأى حالة لأحد أصدقائه، كان كريماً للغاية مع زوجته وساعدها على إيجاد فرصة عمل بمرتب جيد، وكان يتكفل بكافة مصاريف البيت، وتوفير مستوى معيشي راق لها، ولكنها كانت تضغط عليه دائماً وتطالبه بشراء كثير من السلع، التي ربما لا حاجة ضرورية لها، وفي الوقت نفسه قد تسهم معه بقليل من المال في نفقات البيت، ولكنها تطلبها منه مرة أخرى، على الرغم من كرمه الشديد معها، فبدأ يشعر بالضيق وأن زوجته تعامله بشكل رسمي تماماً يخلو من أي عاطفة، ما جعله تدريجياً يقل اهتمامه بها والبيت، ويعيش قصة حب مع إنسانة أخرى، ويخطط حالياً للزواج منها، بعد ما شعر بنكران الجميل من جانب زوجته، وأن حبها له مقترن بما يعطيه لها من مظاهر حياة كريمة، وفي نفس الوقت لا تشعره أنها شريكة له في مواجهة متطلبات الحياة المتزايدة. ومن النساء تحدثت غالية المهيري 29 سنة، مشيرة إلى أنه من النادر أن نجد نساء بخيلات هذه الأيام، بل على العكس فأغلبهن أصبحن مهووسات بالشراء وإنفاق الكثير على مظاهر الحياة بشكل مبالغ فيه، وهناك قلة منهن يتسمن بالبخل، ولكن ذلك لا يؤثر على علاقتها بزوجها فقط، ولكن حتى بصديقاتها والمحيطين بها، حيث يبتعد عنها الناس، لأنها لم تتعود على العطاء، بل الأخذ فقط، وأوضحت المهيري أن هناك بالفعل زوجات يبخلن بأموالهن على الزوج والبيت، لكن سلوكيات الزوج هي التي تدفعهن لذلك، من حيث الدخول في مشاريع خاسرة، أو تفضيله لأهله عليها، هنا يجب على الزوجة معالجة الموضوع بحكمة ومناقشة زوجها فيما يفعله، حتى يصفو الأمر بينهما ولا يرى فيها صورة سيئة للمرأة البخيلة غير الوفية لزوجها وأولادها. أهل الزوج وذكرت أسماء محمود 37 سنة، وتعمل مدرسة أن بخل الزوجة يظهر بشكل واضح في الأمور التي تعتقد أنها خارج نطاق الأسرة مثل رفضها وتذمرها من زوجها حين يهم بمساعدة أهله وأفراد أسرته، خاصة إذا كان ميسور الحال، هنا ترفض كثير من الزوجات هذا السلوك اعتقاداً منهن أن ذلك سيؤثر في مستقبلها وأولادها، وهذه الحالة منتشرة وتحدث بالفعل في كثير من البيوت، وتتسبب في خلق حساسيات بين الزوجة وأهل الزوج، وأرجعت محمود هذا النمط السلبي من السيدات إلى قلة الوعي، وعدم إدراك أن بر الزوج بأهله هو نوع من البر بأسرته، ويجعل من الزوج إنساناً رحيماً بكل من حوله، وبالتأكيد سينصب أغلب هذا السلوك الطيب من الزوج على بيته وأسرته، سواء كان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر، وترى محمود أنه يجب على الزوجات التخلي عن هذا السلوك ومعرفة أنهن لا يعشن في العالم بمفردهن، ومثل ما أنت تقدر على العطاء الآن قد تكون بحاجة لغيرك مستقبلاً. تحديد المفاهيم من ناحيته ذكر الدكتور جاسم المرزوقي، استشاري الإرشاد والصحة النفسية وعضو جمعية الإمارات للصحة النفسية، أنه قبل التطرق لقضية بخل المرأة علينا أن نكون منصفين ونقوم أولاً بتحديد المفاهيم، ومعرفة وضع المرأة داخل الأسرة، وهل هي معيلة للأسرة، أم أنها في معيلة زوجها، وهو يتولى الإنفاق عليها، ويتولى كافة شؤون البيت؟. وشدد المرزوقي على أن إدارة كافة شؤون الأسرة المادية ترجع له وحده، ويديرها بحسب ظروفه وحسب حق القوامة الذي أعطاه الله إياه وبحسب قدرته المادية تصديقاً لأوامر الدين الحنيف، حتى لا يضع نفسه في مآزق مادية، ويضطر إلى طلب المساعدة من زوجته، وهو يخالف تعاليم الدين، وتقاليدنا التي تربينا عليها. ومع ذلك أشار المرزوقي أنه بحسب مفاهيم اليوم أصبحت المرأة تشارك الرجل البناء والتخطيط لميزانية الأسرة ورؤية المستقبل، وبحسب الشرع فهذا لا يعتبر فرضاً على المرأة، ولكنه يدخل في إطار كرم المرأة وحسن أخلاقها. وتحدث المرزوقي عن اعتقاد بعض الرجال أنهم سمحوا لزوجاتهم بالعمل واقتطاع جزء من وقت البيت، وينتظرون منهن المساعدة في مصروف البيت، وبين أن ذلك يؤدي لحدوث خلط بين الأدوار داخل الأسرة، ما ينجم عنه حدوث مشاكل أكبر من المادية تمتد إلى تربية الأبناء وكافة شؤون الأسرة، ما يهدد كيان الأسرة ككل بعدم الاستقرار، وحدوث المزيد من المشكلات، أما في حالة توافر صفة البخل في الزوجة بشكل فعلي، فذلك يرجع بالتأكيد إلى ظروف النشأة، التي جعلتها تكتسب هذه الصفة، وغيرها من السمات الإنسانية التي غالباً ما تكون ردود أفعال للنشأة التي تربينا عليها. وهناك أسباب أخرى قد تدفع الزوجة إلى هذا البخل، منها أن يكون الزوج معدداً، ولديه أكثر من زوجة، هنا يشتد حرص الزوجة على أموالها بشكل كبير. كما أن بعض الرجال يصرفون أموالاً بشكل مبالغ فيه على أمور غير مهمة بالنسبة للمرأة مثل الهوايات المكلفة والسيارات الفارهة، ومنهم من ينفقها في اللهو والمحرمات، وبالتأكيد يصبح سلوك بخل المرأة إيجابياً في الموقفين الأخيرين. المرأة الذكية قال الدكتور جاسم المرزوقي، استشاري الإرشاد والصحة النفسية وعضو جمعية الإمارات للصحة النفسية: في حال توافر الزوج الصالح الذي يؤدي كل ما عليه تجاه الأسرة، على المرأة الذكية أن تكسب زوجها وتساعده على تحقيق الاستقرار والتخفيف من الأعباء العديدة التي يحملها على كاهله، وتشاركه بعض الأعباء المادية، وتشعره أنه لا يواجه الحياة بمفرده، وهذا السلوك يعكس حسن أخلاق الزوجة، وحرصها على كيان الأسرة والابتعاد بها عن أي من العواصف المادية التي تحدث كثيراً هذه الأيام.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©