شقة مفروشة للإيجار، أجهزة لإنقاص الوزن، مربية منزلية، سيارة لاندروفر للبيع، فرص استثمارية لمن يرغب، شركة (...) لخدمات التنظيف ومكافحة الحشرات، مطلوب سائق منزل. هذا قليل من كثير. فقد باتت الإعلانات العشوائية والملصقات الدعائية تملأ أعمدة الإنارة وأبواب الشقق والمنازل وواجهات المحال، وزجاج السيارات، مما يشوه المنظر العام، ويتسبب في تكديس الأوراق الترويجية وتناثرها بشكل عشوائي.. هذا بالإضافة إلى أنَّ البعض لا يعطي لهذه النشرات الإعلانية أي اهتمام، حيث يقوم بإلقائها في غير أماكنها المخصصة. وعلى الرغم مما تسببه هذه الظاهرة من إزعاج للمستهلكين، ومن تأثير سلبي على المنظر العام، إلا أنَّ ثمَّة وجهة نظر أخرى ترى أنها وسيلة مهمة للإعلان، والتعرف إلى العروض التنافسية.
يعلق عبدالله يوسف على الأمر قائلاً: “ظاهرة الإعلانات التي تلصق في كل مكان بشكل عشوائي غير مفيدة”. مضيفاً: “بقدر ما هي مزعجة، فإنَّ الشخص عندما يخرج من البيت في الصباح، ويجد أوراقاً إعلانية قد وضعت على باب منزله، لا بدَّ له أن ينزعج من هذا التصرف، فهو لا يعلم متى أتى هذا الشخص الذي وضع الإعلان، ومن هو، وربما قد تهب الرياح، وتنتشر هذه الأوراق بفناء المنزل، وتفقده نظافته”.
يوضح يوسف متابعاً: “إن كثيراً من الأماكن قد تشوهت، والسبب هذه الإعلانات التي يهدف أصحابها لتوفير المال، ولا يهمهم المصلحة العامة”. مطالباً “بضرورة فرض عقوبات صارمة على من يقوم بهذا الأمر، باعتبار ذلك الحل الأمثل لردع هذه الشركات الرخيصة، والتي يدير بعضها عمالة غير نظامية”.
أسلوب مرفوض
من جانبه يلفت نبهان أحمد إلى أن هذه الملصقات تعتبر وسيلة أقرب إلى المستفيد من الوسائل الأخرى.
ويشرح رأيه بالقول: “إن وجود تلك الإعلانات لفترة طويلة يساعد على زيادة المستهلكين لهذا الإعلان، بالإضافة إلى كونه لا يحتاج مبلغاً كبيراً من المال، مثلما يحتاج الإعلان عبر الصحف والشاشات الإلكترونية والقنوات الإعلامية المتخصصة وغيرها، وإن كان هذا النمط من الإعلان يعد أسلوباً غير مقبول من الشركات الكبرى ذات الرقي والساعية إلى التميز”. ويؤكد نبهان: “تأتي الشركات، التي تعمل في نقل الأثاث وغسيل الخزانات ورشّ المبيدات والحشرات، في مقدمة قائمة الشركات التي تعتمد هذا الأسلوب الدعائي، لتسهيل الوصول إليها”.
بدوره يشير نواف المعمري ( طالب جامعي) إلى أنَّ توزيع هذه الملصقات الإعلانية والتسويقية على أبواب العمارة أو واجهات المحال أو أعمدة الإنارة يعكس عدم احترام حق الآخر، الأمر الذي يدعو لوضع حد لمثل هذه التصرفات غير اللائقة من خلال فرض عقوبات صارمة على الشركات والمؤسسات التي تمارسها، والتي تلحق أضراراً بأصحاب المنازل، وتشوه المنظر الجمالي الخارجي للمنزل، وتنتهك الحقوق الخاصة، وتلحق الضرر بالشركات الإعلانية المرخصة التي تعتمد وسائل توزيع حضارية”. ويضيف المعمري: “البعض يساهم عمداً في تشويه المنظر العام، وذلك من خلال رمي الأوراق الدعائية، بعد قراءتها، في غير الأماكن المخصصة لها”.
عمالة وافدة
من جهته يلفت مهند أحمد( موظف) إلى أن هذه المسألة من الصعب السيطرة عليها، ويوضح سبب ذلك بالقول: “معظم الذين يضعون هذه اللوحات والملصقات هم من العمالة الوافدة، وهم يختارون الوقت المناسب لوضعها، بخلاف الأوراق الصغيرة الإعلانية التي يقومون بتوزيعها على السيارات أو التي يضعونها على زجاج السيارات المتوقفة أمام المنازل أو الأسواق”.
ورداً على السؤال كيف نقضي على هذه المشكلة التي أصبحت واسعة الانتشار. يرى مهند أنه “لا بد من تشكيل لجنة من الجهات ذات العلاقة لدراسة هذه المشكلة، ووضع الحل المناسب لها ومحاسبة من يتعمد تشويه الشارع أو جدرانه”.
أمَّا مبارك سعيد (موظف) فيبدي رأيه قائلاً: “إن أغلب هذه اللوحات التي توضع، سيئة الخط، ومكتوبة باليد، وأحياناً تحمل أخطاء إملائية كثيرة، وبلغة عربية مكسرة، ولكن غياب الرقيب أدى دوراً كبيراً في انتشار هذه الظاهرة. ويعرب مبارك عن تمنياته بأن “تزول هذه الظاهرة، وتكون شوارعنا خالية من هذا العبث غير الحضاري الذي يهدد نظافة وجمال المدن”.
إلى ذلك يقول محمد جعفر، أحد سكان منطقة الخالدية، بأبوظبي: “لقد اعتاد أصحاب الإعلانات على وضع تلك القصاصات البيضاء، الإعلان، في الطرق بصورة عشوائية دون ترخيص رسمي من البلدية، وتنتشر تلك الأوراق خاصة على واجهات العمارات، أو أعمدة الإنارة، أو كابينة الهاتف العمومي بالشارع، الأمر الذي يشوّه المنظر العام”. مطالباً الجهات المختصة بسرعة إزالة تلك الإعلانات، سواء في الشوارع الداخلية أو الخارجية، لأنَّ من شأنها تشويه جمال المدينة.
تفتيش في الشارقة
تجتهد بلدية الشارقة في مكافحة ظاهرة الإعلانات العشوائية على واجهات البنايات وجدران المحال التجارية التي تفشت بشكل بات يهدد الواجهة الثقافية للإمارة من جهة، ويزيد من الأعباء على الجهات الأمنية من جهة ثانية.
وتنتشر لافتات وملصقات تعلن عن منتجات أو خدمات في أنحاء متفرقة في الشارقة، على الرغم من تركزها في المناطق ذات الكثافة السكانية، وسط تأكيدات بلدية الشارقة أن الإعلانات العشوائية تعتبر من المخالفات العامة التي نص القانون على تغريم مرتكبها.
وقال المهندس سلطان عبدالله المعلا، مدير عام بلدية الشارقة، إن البلدية تنفذ حملات تفتيشية لإزالة جميع الملصقات عن الجدران وعن مواقف الحافلات وصناديق الهواتف الثابتة، موضحاً أن هذه الحملات تتم بين الفترة والأخرى بحسب انتشار الملصقات وأن هذا السلوك الفردي من قبل الناس يتطلب متابعة مستمرة من قبل بلدية الشارقة.