أعربت سارة شهيل المديرة التنفيذية لمراكز إيواء النساء والأطفال ضحايا الاتجار بالبشر عن نية المراكز في توسيع دائرة اهتماماتها، ليصبح أحد مراكز الإشعاع الإنساني ليمد جسور العلم والمعرفة والثقافة في هذا المجال، عبر ورش عمل تهم الجوانب الإنسانية، وتقدم التدريبات لكل المحتاجين لذلك.
وأوضحت أن هذه الفكرة تخدم انتشار المراكز وتساعد في نشر الوعي، وتخرجها من إطار رعاية ضحايا الاتجار بالبشر إلى دائرة أشمل، لتشكل المراكز مرتكزاً إشعاعياً للتدريب على التعاطي مع القضايا الإنسانية.
وأشارت شهيل إلى أن مراكز إيواء التي تحتفل بمرور ثلاث سنوات على إقامتها تعمل من خلال مراكزها الثلاثة في كل من رأس الخيمة والشارقة والمركز الرئيسي في أبوظبي على استقبال الضحايا والعمل على مساندتهم نفسياً ومعنوياً، من خلال مختصين يقومون بالسهر عليهم، في مقر عائلي، يضمن لهم استقراراً نفسياً، ويحترم خصوصيتهم كاملة.
كما أوضحت أن المركز يهتم بتعليم الكتابة والقراءة، والأعمال اليدوية، وبه مشاغل لتعليم الرسم، وبعض الفنون الأخرى للتنفيس من جهة عن الضحايا وإتاحة الفرصة لهم للتعبير عن ذواتهم ومكنوناتهم النفسية من خلال مختلف هذه الفنون والأعمال اليدوية التي يفرغون فيها شحناتهم، ومن جانب آخر يمنح إيواء للضحايا فرصة تعلم حرفة تساعد مستقبلاً الضحية على كسب قوتها من خلالها.
وأكدت شهيل أن المراكز من خلال البرنامج اليومي الذي تقدمه للضحايا يعمل على شغل تفكير الضحية وإبعاده عما تعرضت له من عنف وامتهان لكرامتها، ويذكر أن الضحية تتراوح مدة إقامتها في المراكز ما بين أقل من شهر و8 أشهر.
وعي مجتمعي
وقالت شهيل، إن أعداد ضحايا الاتجار بالبشر في تراجع نظراً للوعي المجتمعي، ونظراً للدور الذي تلعبه وسائل الإعلام الذي تقوم به بإلقاء الضوء على القوانين التي تكافح هذا النوع من الاتجار، وفضح بعض التصرفات التي تخص هذا الجانب، بالإضافة إلى برامج التوعية التي تقدمها «إيواء» والجهات المشاركة وذات العلاقة بموضوع الاتجار بالبشر.
ولفتت شهيل إلى أن المراكز شاركت بوفد يتكون من مجموعة من الموظفات في منتدى الدوحة التأسيسي الثاني لمكافحة الاتجار بالبشر مؤخراً في قطر، الذي نظمته المؤسسة القطرية لمكافحة الاتجار بالبشر بالتنسيق مع جامعة الدول العربية ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لدول الخليج العربية، موضحة أن المنتدى بحث توحيد الجهود العربية في مكافحة الاتجار بالبشر، وأن مشاركة إيواء ألقت الضوء على الدور الذي تقوم به المراكز.
وأشارت إلى أن مراكز إيواء النساء والأطفال، هي كيان غير ربحي تم افتتاحها عام 2008، متمثلة في أول مركز في أبوظبي، وهي تعمل تحت مظلة الهلال الأحمر الإماراتية، وتوجد ثلاثة مراكز لإيواء النساء والأطفال في أبوظبي والشارقة، ثم رأس الخيمة، موضحة أن كل المراكز آوت منذ افتتاحها إلى اليوم 157 ضحية، في جميع فروعها.
وبينت أن المركز الرئيسي في أبوظبي يستوعب 60 ضحية دفعة واحدة، ويتوافر فيه 3 مشرفات واختصاصيتان يعملن بشكل دوري عن طريق الورديات ليكن موجودات يومياً، كما أشارت إلى أن المركز دشن خدمة الخط الساخن بـ 6 لغات لاستقبال المكالمات من الضحايا أو المبلغين عن هذه القضايا، والخدمة متوافرة 24 على 24 ساعة.
أكبر دفعة
وقالت: في بداية صيف 2010، استقبل المركز 43 ضحية دفعة واحدة، وكلهن من جنسية آسيوية، واستمررن في المركز 3 أشهر إلى أن تم استيفاء شروط مغادرة البلاد وسافرن أيضاً دفعة واحدة، مشيرة إلى أن عملهن في المركز في تقديم الرعاية الاجتماعية والنفسية، ويتجاوز ذلك إلى مصاحبة الضحايا إلى المستشفيات، حيث يتم الكشف الطبي عليهن جميعاً، وتقوم المراكز بتقديم التطعيمات اللازمة أيضاً للأطفال، كما ترافقهم إلى النيابة العامة وفي جلسات المحكمة وعند استخراج الأوراق الثبوتية من سفاراتهم، وعند الانتهاء من كل الإجراءات تقوم مسؤولة التنسيق والمتابعة بالتواصل مع مراكز إيواء شبيهة في بلد الضحية، وذلك عن طريق مؤسسات دولية موثوقة لاستقبال الضحية واستكمال علاجها وإعادة الإدماج في المجتمع عند الحاجة. تتم مرافقة الضحايا إلى المطار والتأكد من مغادرتهم، كما يتم الاتصال بهم في بلادهم للاطمئنان عليهم.
رسالة إنسانية
وأضافت شهيل أن مراكز الإيواء تعمل على تحقيق رسالة إنسانية قوامها حماية النساء والأطفال ضحايا الاتجار بالبشر والاستغلال الجنسي وضمان احترام إنسانيتهم والتخفيف من معاناتهم، وسعت المراكز على وجه الخصوص لتوفير المأوى المناسب للنساء والأطفال في مراكز متخصصة في مختلف إمارات الدولة، وقدمت أوجه الرعاية الاجتماعية والقانونية والنفسية والطبية والتعليمية والمهنية للذين يتم إيواؤهم بالمراكز، وإقامة برامج توعية وتأهيلية ودمج النساء والأطفال مع أقرانهم في مجتمعاتهم المحلية أو في أوطانهم وتنفيذ برامج التدريب وإعادة التأهيل والتعريف بالحقوق والواجبات، وتلبية احتياجات النساء والأطفال الذين يتم إيواؤهم وحل مشكلاتهم وحماية حقوقهم، إلى جانب مساعدة الضحايا في مراحل التحقيقات لدى الشرطة وأمام المحاكم وتأمين حق الدفاع عنهم، ودعم الضحايا في العودة الآمنة إلى أوطانهم لجمع شملهم والتنسيق والتعاون مع الجهات المعنية للاهتمام بالقضايا الاجتماعية التي تتعلق بالنساء والأطفال.