أكد معالي محمد بن ظاعن الهاملي وزير الطاقة رئيس المؤتمر الوزاري لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول “أوابك” أمس أن الكثير من الدول العربية، وفى مقدمتها دولة الإمارات توظف استثمارات ضخمة في قطاع البتروكيماويات كونها تمتلك احتياطيات كبيرة من الغاز الذي يشكل السلعة الأساسية في هذه الصناعة.
نوه معاليه في ختام أعمال المؤتمر الوزاري بالقاهرة بالنتائج الإيجابية التي توصل اليها المؤتمر.
وقال في تصريح للصحفيين عقب الاجتماع إن هذه النتائج ستسهم في ترسيخ وتعزيز التعاون العربي في مجال الصناعة النفطية على المستوى العربي.
وأضاف معاليه أن الشركات المنبثقة عن منظمة أوابك تعمل بشكل جيد في مختلف القطاعات الاستثمارية والخدمية والناقلات وغيرها من القطاعات بشكل يعكس التطلعات الايجابية التي ينتظر ان تحققها هذه الشركات.
وأعرب معاليه عن اعتقاده بأن الدول العربية ومن بينها الدول النفطية تعمل على زيادة حجم التعاون الاقتصادي والتجاري فيما ينها مستفيدة من مناخ الاستقرار وتوفر الامكانيات في معظم الدول العربية، مشيرا في هذا الصدد إلى الاجتماعات المكثفة التي تعقد على مستوى وزراء الاقتصاد والمالية العرب حاليا في إطار الاعداد للقمة الاقتصادية الثانية التي تعقد في 19 يناير القادم بشرم الشيخ بجمهورية مصر العربية.
وفي سياق متصل، قال معالي وزير الطاقة “إن أسعار النفط الحالية لا تعكس أساسيات السوق”، موضحا أن الأسعار لا تعبر عن العوامل الأساسية في السوق وينبغي أن يرتفع مستوى الالتزام بمستويات الإنتاج المستهدفة التي اتفقت عليها أوبك.
وقال للصحفيين في القاهرة عند سؤاله عن رأيه في مستويات التزام أوبك إنه يريد أن يراها أعلى من ذلك كثيرا.
وقال الهاملي إن إنتاج الإمارات من النفط يتفق مع حصص أوبك. وقد بدا في بداية الأمر أن الهاملي يؤكد ما أشار إليه أحد الصحفيين من أن الأسعار الحالية تعبر عن العوامل الأساسية لكنه أوضح موقفه بعد ذلك قائلا إن الأسعار ينبغي أن تعبر عن العوامل الأساسية وإنها حاليا ليست كذلك. وأضاف أن المخزونات مرتفعة جدا وتفوق متوسط خمس سنوات.
العمل الاقتصادي العربي
ومن جهة أخرى، أجمع معظم الوزراء على ان مؤتمر اوابك خرج بتوصيات مهمة ستسهم في تعزيز العمل الاقتصادي العربي في صناعة النفط والغاز. ونوه وزير النفط السوري سفيان العلاو بنتائج المؤتمر، مؤكدا ان الشركات العربية المنبثقة عن أوابك تمكنت من تحقيق نتائج مهمة على صعيد التكامل والتعاون في مختلف مجالات الصناعة النفطية.
وقال العلاو إن الازمة المالية العالمية تركت تأثيرات سلبية على الصناعة النفطة وخصوصا صناعة البتروكيماويات في الدول العربية.ولكنه شدد على ان الدول العربية بدأت بتجاوز الازمة وأن عجلة المشاريع فى الصناعة النفطية العربية ستبدأ بقوه في الفترة القادمة.
وأعرب الوزير السوري في هذا الصدد عن أمله في زيادة حجم التعاون بين سوريا ومصر في مجال الغاز وزيادة حجم صادرات الغاز المصرية الى سوريا عبر خط الغاز العربي حسب الامكانيات المتاحة في هيئة البترول المصرية.
وكشف الوزير السوري عن ان وزارته ستطرح في يناير المقبل اربع مناطق امتياز جديدة للاستكشاف والتنقيب عن النفط والغاز في سوريا أمام الشركات العالمية. وبدوره أكد وزير الطاقة القطري عبد الله بن حمد العطية أن المؤتمر الوزاري حقق نتائج مهمة في إطار توسيع وزيادة حجم التعاون بين الدول العربية في مجالات صناعة النفط والغاز.
وشدد الوزير القطري التي تعتبر بلاده في مقدمة الدول المصدرة للغاز على المستوى العالمي، ان تعرض أسعار الغاز للضغوط في المرحة الحالية لن يستمر طويلا.
وقال إن الغاز سيشهد نموا كبيرا في الطلب خلال المرحلة القادمة نظرا لطبيعته وكونه مادة نظيفة حسب المعايير البيئية، مشيرا الى ان قوانين تصدير النفط لا يمكن تطبيقها على الغاز باعتبار أن عقود الغاز طويلة الأجل.
الاجتماع الـ 85
وقد بدأت في القاهرة أمس أعمال المؤتمر الوزاري الـ 85 لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول “أوابك” برئاسة معالي محمد بن ظاعن الهاملي وزير الطاقة وبحضور وزراء الطاقة والنفط في الدول العربية الأعضاء في المنظمة وكبار المسؤولين في وزارات النفط.
ورحب معالي وزير الطاقة في كلمة افتتاحية للمؤتمر برؤساء وأعضاء الوفود المشاركة في هذا الاجتماع، معرباً عن عميق شكره لجمهورية مصر العربية رئيسا وحكومة وشعبا لاحتضانها اجتماع “أوابك”.
كما رحب معاليه بمعالي يوسف اليوسفي وزير الطاقة الجزائري ومعالي عبد الكريم اللعيبي وزير النفط العراقي اللذين يشاركان في اجتماع أوابك للمرة الأولى متمنياً لهما التوفيق في النهوض بقطاع النفط في بلديهما.
وألقى عباس تقي الأمين العام لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول “أوابك” كلمة استعرض فيها أعمال المنظمة ونشاطات الأمانة العامة للمنظمة في العام الحالي وخططها المستقبلية للسنوات القادمة.
وبحث المؤتمر الوزاري عددا من القضايا التي تتصل بالتعاون العربي في مجال صناعة النفط والغاز ويركز في هذا الصدد على متابعة تأثيرات الأزمة المالية العالمية على قطاع البترول في الدول العربية والاقتصاد العربي.
واطلع المؤتمر على تقرير بشأن نتائج مؤتمر الطاقة العربي التاسع الذي عقد في في مايو الماضي في الدوحة ونشاط الأمانة العامة فيما يختص بالتعاون مع التكتلات الإقليمية والعالمية في مجال شؤون البيئة وتغير المناخ.
واطلع المؤتمر الوزاري أيضا على الندوات والاجتماعات التي شاركت فيها الأمانة العامة للمنظمة ومن أبرزها الاجتماعات التي عقدت في إطار جامعة الدول العربية والخاصة بشؤون الطاقة والتغير المناخي.
وأطلع المؤتمر على الدراسات التي أعدتها الدائرة الاقتصادية في الأمانة العامة للمنظمة بشأن التطورات النفطية في عدد من مناطق العالم وتأثيرها على الدول العربية.
كان المكتب التنفيذي للمنظمة قد اختتم أمس الأول في القاهرة يومين من الاجتماعات برئاسة ناصر محمد الشرهان المدير التنفيذي لوزارة الطاقة بحث فيها الموضوعات المطروحة على المؤتمر واتخذ بشأنها التوصيات المناسبة التي تم رفعها للمؤتمر الوزاري.