جزيرة صير بونعير أميرة موسم القفال السنوي الذي يقام ضمن فعاليات مهرجانها البيئي منذ عشرة أعوام تقريبا، وهو موسم سباق لسباق السفن الشراعية وأحد المشاريع الحضارية البارزة في الجزيرة، التي أصبحت قبلة السياح الذين يعشقون الإبحار إلى مناطق مختلفة من الدولة ليبتهجوا وهم يلتقون وجها لوجه مع مناطقها الساحلية الأكثر جاذبية كالجزر والمحميات الطبيعية.
في هذا السياق، قالت هناء السويدي، مدير عام هيئة البيئة والمحميات الطبيعية، رئيس لجنة التوعية والتثقيف البيئي بالشارقة إن صدور قانون منع التدهور البيئي في جزيرة صير بونعير جعل منها محمية تستعيد عافيتها عاما بعد عام، خاصة أن للجزيرة أهمية تاريخية حيث عرفت عند أهل البحر باسم صير القواسم، ولها بصمات تاريخية واضحة لدى البحارة القدماء لأنها مرتبطة بحضارة عرفها أهل الخليج عامة والإمارات خاصة.
وتضيف أن من تبقى من غواصين يتوافدون كل عام وبصحبتهم عشاق البحر، إلى شواطئ الجزيرة، للمشاركة في فعاليات مهرجان سباق السفن الشراعية المعروف بمهرجان “القفال”، لافتة إلى أن الهدف منه هو إحياء تراث الغوص، وإبراز أهميته التاريخية المرتبطة بتاريخ تطور حضارة الشعوب التي تعيش على شواطئ حوض الخليج العربي. وتبين السويدي أنه بإمكان السائح وهو يتجول في الجزيرة أن يصادف الشجر الذي كان يستظل عنده الغواصون، وبجواره بئر شهدت أحداثا تاريخية، لا تزال محفوظة في ذاكرة القلة القليلة ممن تبقى من الغواصين، موضحة أن البئر كانت تعتبر مصدرا للصراع والاقتتال أثناء عملية التزود بالمياه بين مجاميع الغواصين الذين يتوافدون على الجزيرة من مختلف المناطق.
وتتابع “تلك البئر لها حكايات أخرى تدلل على عمق ارتباطها التاريخي بحياة الغواصين حيث يذكر أن لمياهها فوائد علاجية في عسر الهضم وتنظيف المعدة، وذكره غواصون أن ماءها شديد المرارة”.
وتشكل جزيرة صير بونعير مركزا رئيسيا لسفن الغوص فقد كانت مرسى أو بندرا للسفن، وهي كذلك تشكل ملجأ في الحالات الاستثنائية مثل العواصف الطبيعية، ما يؤكد أن للجزيرة خصوصياتها التاريخية التي تجدر الإشارة إليها وتسجيلها، لتكون ذخيرة معرفية للأجيال القادمة.
وتقول السويدي “للجزيرة أهمية اقتصادية أيضا فقد وجد أن لها رمال تميل إلى اللون الأحمر، وذلك يشير إلى أن باطن أرضها يحتوي على المواد المعدنية، وأكد غواصون الذين تم اصطحابهم في جولة ميدانية أن الجزيرة غنية بأكسيد الحديد والكبريت، والتي تم استغلالها بكثافة في السابق، حيث كانت تستخدم لأغراض التعدين، وشوهدت في أعماق الجزيرة بعض المناجم التي تؤكد حقيقة ذلك”.
وتضيف أن لجزيرة صير بونعير نظام بيئي متميز، حيث تهب عليها رياح مختلفة طوال أيام السنة ومنها رياح المزر والغياضة واليولات والكوس وأيضا الثريا، إلى جانب رياح الشمال واللحيمر وشمال الثمانين، وأربعون المريعي والغربي والمطلعي والسهيلي، ويحتوي ذلك النظام على بيئات مختلفة غنية بتنوعها البيولوجي، ولذلك تشكل بيئة خاصة وملجأ هام للطيور البحرية التي تزورها في معظم فصول السنة، ويمكن للزائر مشاهدة طيور الخرشنة وطائر الغواي الخشاش والصر وكذلك الباشق، التعادلي، غراب البحر أو اللوهه أو أم صنين، وفي الشتاء تشاهد طيور النورس، وتلجأ إليها بعض الطيور البرية مثل الأصرد، الحمام البري بوسليح الورقا والقوبع، بالإضافة إلى الطيور الجارحة مثل الصقر والشاهين وتوجد في الجزيرة سحلية الضب التي تشاهد بكثرة.