منى الحمودي (أبوظبي)
الإبداع والابتكار لا يتوقفان في دائرة الصحة بأبوظبي، حيث تعمل الدائرة بشكل مستمر على تقديم أفضل الحلول الذكية في مجال الرعاية الصحية، من خلال استشراف مستقبل الذكاء الاصطناعي، والاستفادة من تقنياته اليوم. فمؤخراً أطلقت دائرة الصحة أبوظبي، الجهة التنظيمية لقطاع الرعاية الصحية في إمارة أبوظبي عدة تطبيقات وتقنيات الذكاء الاصطناعي التي ستحدث نقلة نوعية في قطاع الرعاية الصحية، وستساهم في الارتقاء بجودة حياة المرضى، حيث تحرص «صحة أبوظبي» من خلال ذلك، على دفع ثقافة الابتكار، والمساهمة في تعزيز التعاون المعرفي بين القطاعات الصناعية والخدمية المختلفة، للمضي نحو مستقبل الذكاء الاصطناعي والابتكار في قطاع الرعاية الصحية، بما يتماشى مع أهداف برنامج أبوظبي للمسرعات التنموية «غداً 21»، وإحداث نقلة نوعية في منظومة الرعاية الصحية، وتحقيق أعلى مستويات الكفاءة في القطاع الصحي، وتعزيز جودة مخرجاته، ممهدةً الطريق لتحقيق رؤيتها «أبوظبي مجتمع معافى».
وتؤكد «صحة أبوظبي»، ومن خلال تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف أنظمتها الصحية، حرصها على وضع صحة أفراد المجتمع على رأس قائمة أولوياتها، حيث تكرس الدائرة الإمكانات والجهود كافة والتوظيف الفعّال للذكاء الاصطناعي، بما يتماشى مع رؤية الإمارات للوصول إلى اقتصاد قائم على المعرفة، من خلال استخدام تقنيات التطور الرقمي لتمكين المجتمع من اتخاذ قرارات صحيّة أفضل، وشمل ذلك إطلاق أنظمة متعددة، منها مختبر الذكاء الاصطناعي، وتطبيق مدربي الصحي، والمساعد المعرفي الافتراضي والموقع الإلكتروني المتطور، بالإضافة إلى لوحة البيانات المفتوحة، ومشروع تبادل المعلومات الصحية «ملفي».
مختبر الذكاء الاصطناعي
يجسد مختبر الذكاء الاصطناعي الخطوة الأحدث في جهود قطاع الرعاية الصحية في إمارة أبوظبي، حيث صممت هذه المبادرة الأولى من نوعها لتمهد الطريق أمام استخدام التقنيات المبتكرة ضمن قطاع الرعاية الصحية، حيث تجتمع فيه التكنولوجيا والابتكار معاً لتوليد أروع الأفكار، وذلك من خلال تعزيز ثقافة العمل المشترك، والتعاون في سبيل تبني أساليب عملٍ جديدة، من خلال الابتكار وبناء الأفكار الإبداعية.
يعد مختبر الذكاء الاصطناعي المبادرة الأولى من نوعها التي تطلقها جهة تنظيمية لقطاع الرعاية الصحية في المنطقة، ممهدة الطريق أمام غيرها من المؤسسات الحكومية لتعزيز جهود الابتكار في التكنولوجيا لدعم تحقيق أهداف الأجندة الوطنية للذكاء الاصطناعي.
وتتطلع دائرة الصحة أبوظبي، من خلال مختبر الذكاء الاصطناعي، إلى مواصلة تطوير باقة متكاملة من حلول الرعاية الصحية الرائدة، عبر التقنيات الناشئة، بما يشمل الذكاء الاصطناعي، و«بلوك شين»، و«البنوك الحيوية»، وعلم الوراثة، والتحليلات التنبؤية، والرعاية الصحية عن بعد باستخدام إنترنت الأشياء الطبية (IoMT)، وغيرها الكثير من التقنيات الحديثة.
ويتم التركيز في مختبر الذكاء الاصطناعي على الابتكار من خلال أربعة محاور استراتيجية رئيسة، هي العافية والوقاية، إدارة الأمراض المزمنة، الرعاية السريرية والإدارة التنظيمية.
المساعد المعرفي الافتراضي
كجزء من الاستراتيجية الشاملة لدائرة الصحة الرامية إلى الارتقاء بجودة الخدمات الصحية المقدمة، مع التركيز في الوقت نفسه على وضع حلول تستشرف المستقبل، أطلقت دائرة الصحة أبوظبي، «المساعد المعرفي الافتراضي»، المصمم باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي للمساعدة في تقديم الإجابات عن أي استفسارات متعلقة بدائرة الصحة.
يتوافر «المساعد المعرفي الافتراضي» باللغتين العربية والإنجليزية، ويتوافق بشكل كامل مع أهداف الدائرة لتحسين تقديم الخدمات وتجربة المستخدم، مع التركيز على التراخيص الطبية في المرحلة الأولى، حيث يجيب في المرحلة الأولى عن الاستفسارات كافة المتعلقة بالتراخيص الطبية للمهنيين الصحيين والمنشآت الصحية، على أن يشمل جميع خدمات الدائرة في المستقبل القريب.
وحرصت «صحة أبوظبي» على أن يستشرف المساعد المعرفي الافتراضي الاحتياجات المستقبلية، ويوفر الوقت، ويضمن الدقة، ويقدم تجربة فردية متكاملة ويواصل التطور باستمرار، بما يمكن مستخدميه من الوصول إلى المعلومات بسرعة وكفاءة عالية.
الموقع الإلكتروني المتطور
دشنت دائرة الصحة أبوظبي موقعها الإلكتروني الجديد والمتطور، الذي يسخر أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، ويُمكّن المستخدمين من الاطلاع على أحدث الأخبار والبيانات والابتكارات من خلال واجهة مميزة وسهلة الاستخدام، تجمع بين أساليب التسويق الحديثة والتقنيات الذكية.
تم تصميم الموقع الإلكتروني ليزود جميع فئات المجتمع بالمعلومات الصحية الضرورية التي يحتاجون إليها، بدءاً من العاملين في قطاع الرعاية الصحية، وصولاً إلى غيرهم من أفراد المجتمع، حيث سيكون المصدر الوحيد لجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بدائرة الصحة، وكل ما يخص الرعاية الصحية في إمارة أبوظبي، والتي يُمكن الوصول إليها بضغطة زر واحدة وعلى مدار الساعة. كما يمكنك الاطلاع على المقالات المتعلقة بالصحة، وتلقّي المنشورات والتحديثات المتعلقة بالتوعية المجتمعية، بالإضافة إلى سهولة وسرعة الوصول إلى جميع خدمات دائرة الصحة.
ويعد الموقع الإلكتروني الجديد منصة متكاملة تجمع بين التقنيات الذكية وتقنيات التسويق، من خلال توظيف الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة، مثل «إنترنت الأشياء» (IoT) وتعلّم الآلة.
ويمنح الموقع مستخدميه فرصة مميزة للاستمتاع بتجربة تتناسب مع مختلف احتياجاتهم الفردية، ففي كل مرة يقومون فيها بالدخول إلى الموقع المعتمد على تقنية الذكاء الاصطناعي، يتم تقديم محتوى مخصص وفريد ومناسب للمستخدم، وفقاً لتجربته السابقة وعمليات التصفح التي قام بها، من خلال تقنية تتبع الاستخدام المتقدمة المعتمدة في الموقع، التي تتبع كل تفاعل وسلوك أو نشاط، وتخزينه على المنصة التي تعمل على توفير رؤى وتحليلات قوية للبيانات كافة تسهم في توفير تجربة استخدام شخصية غير مسبوقة.
«مدربي الصحي»
يعد تطبيق «مدربي الصحي» للهواتف الذكية، المنصة الرقمية الأولى من نوعها المتخصصة بالصحة واللياقة، والمصممة خصيصاً لسكان إمارة أبوظبي والتي تدعم اللغة العربية لإرساء أعلى معايير الوقاية الصحية، وتشجع الناس على اتباع أسلوب حياة صحي من خلال استنادها بشكل أساسي إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي وتوظيفها في تمكين الناس للمضي قدماً بصحتهم نحو الأفضل، حيث يقدم تطبيق «مدربي الصحي»، تجربة استثنائية تساعد الشخص على تحسين صحته نحو الأفضل، وذلك من خلال ربط المستخدمين في مختلف أنحاء إمارة أبوظبي، وتمكينهم من استخدام الأجهزة والبرامج المفضلة لديهم لمتابعة النشاط البدني والصحي.
ويمكن للشخص استخدام التطبيق بمنتهى السهولة، فكل ما عليه فعله هو تحميل التطبيق، وربط ومزامنة أجهزته، ومن ثم إنشاء ملفه الشخصي. وبالتالي تقوم الشاشة الرئيسة بعرض المعلومات الهامة بلمحة سريعة وبكل سهولة عبر ثلاث بطاقات شاشة ذكية. ويمكن للمستخدم متابعة لياقته وصحته ومنافسة الآخرين والأصدقاء والزملاء في المشي أو حرق السعرات الحرارية أو ممارسة التمارين الرياضية وغيرها. كما يتيح التطبيق للمستخدم مراقبة نشاطه البدني، ونومه، وصحته الذهنية، والحصول على نقاط صحية يمكن استبدالها بمكافآت مذهلة.
ومن خلال ميزة «تحليل» يمكن للمستخدم الحصول على معلومات من استبيان النظام الغذائي وفحص «وقاية» والمعدل الصحي والمقارنة الذاتية لتحليل وضعه ونظامه الصحي بشكل عام. ويوفر استبيان النظام الغذائي في التطبيق تتبع الأغذية المتناولة، ويقدم أفكاراً لكيفية تحسين النظام الغذائي.
ومع فحص «وقاية»، يمكن للمستخدم إتمام الفحص الطبي الخاص به مباشرة من خلال التطبيق. فكل ما عليه فعله هو إدخال بياناته الصحية لتحديد معدله الصحي والتعرف إلى مدى تأثير البيانات المدخلة في خانات مؤشر كتلة الجسم، وضغط الدم، وفيتامين «د»، وغيرها الكثير على تحديد هذا المعدل. ويمكن أيضاً استعراض النتائج مباشرة عبر التطبيق إذا كان الشخص قد قام بالفعل بإتمام فحص «وقاية» في أحد المراكز الصحية في إمارة أبوظبي التي توفر هذا الفحص.
لوحة البيانات المفتوحة
تستعرض «لوحة البيانات المفتوحة» أحدث الإحصائيات والبيانات الصحية المتوفرة بشكل دائم بطريقة مرئية ومميزة. كما تقوم بتلبية الاحتياجات المتزايدة لبيانات صحية آنية، وتزويد مختلف الجهات المعنية الحكومية والخاصة في الإمارة بتصورات تمكنهم من المساهمة في تحسين توفر خدمات الرعاية الصحية وجودة مخرجاتها واستدامتها المالية. وتتميز اللوحة بأنها تمكن مستخدميها من التفاعل معها بطرق عدة، بما في ذلك تخصيص البحث عبر «الفلاتر» التفاعلية المتوافرة، التي تمكن المستخدم من استعراض بيانات ضمن فترة زمنية محددة، وكذلك إمكانية استعراض التوجهات والتغييرات المتعلقة بنظام الرعاية الصحية في أبوظبي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمستخدم مقارنة إحصائيات محلية مختارة مع الأرقام العالمية ضمن العنصر نفسه. الجدير بالذكر أن اللوحة تشمل إحصائيات يتم تحديثها بشكل لحظي بحسب قاعدة بيانات الدائرة، وذلك من خلال منظومة تستند إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي.
نظام تبادل المعلومات الصحية (ملفي)
يعمل نظام تبادل المعلومات الصحية «ملفي» على إضافة التقارير الطبية كافة للمريض، من الفحوص الروتينية والاستشارات أو العلاجات الطارئة، وصولاً إلى الفحوص المخبرية والتقارير الإشعاعية، إلى ملفه الشخصي، فضلاً عن تخزين سجله الطبي بطريقة آمنة تتيح الاطلاع عليه بشكل فوري عند الحاجة. ويعزز «ملفي» من وسائل تطبيق وتنسيق الرعاية الصحية، مع الحرص على عدم الإفراط أو الازدواجية في استخدام الفحوص المخبرية، بما يعزز من دقة العلاجات الطبية.
ويعتبر الهدف الرئيس لمنصة «ملفي» هو تعزيز جودة الرعاية الصحية والعلاجات الطبية التي يحصل عليها سكان أبوظبي، وتشمل المزايا، وصول موحد لبيانات المرضى، تحسين جودة الرعاية والارتقاء بالصحة العامة.
يساهم «ملفي» في تحسين تجربة المرضى ومستوى رضاهم بشكل كبير، ويمنح المرضى وعائلاتهم راحة البال عبر حصول على الرعاية الأفضل، والأكثر أماناً أينما كانوا في أبوظبي أو خارجها في مرحلة لاحقة.
توفر منصة «ملفي» قاعدة بيانات مركزية للمعلومات الصحية العامة في الوقت الفعلي، مما يتيح مراقبة المتلازمات وإدارة الأمراض المزمنة، عبر تحديد مخاطر انتشار الأمراض ومكافحة الأوبئة، بما يمكن الحكومة من وضع خطط للاستجابة الطبية؛ بهدف الحفاظ على الصحة والسلامة العامة. في المستقبل، وباستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، ستعمل منصة «ملفي» على الحد من تفاقم المرض بشكل كبير، والارتقاء بالرعاية الصحية لتعزيز جودة الحياة.
يعتبر «ملفي» أول منصة مبتكرة في المنطقة لتبادل المعلومات الطبية، تتيح توفير الرعاية الصحية بوسائل أكثر تركيزاً على المريض.
