(دبي) - لازالت قصة شفاء أسامواه جيان نجم غانا وهداف العين بسرعة غير متوقعة من الإصابة التي كانت تهدد مشاركته في كأس الأمم الافريقية، هي الأكثر سيطرة في الأحاديث التي تدور في أروقة كأس الأمم الأفريقية المقامة حالياً في الجابون وغينيا الاستوائية، حيث تهتم الصحف الأفريقية، وخاصة الغانية بنقل تفاصيل وأسرار قصة علاج جيان على يد الطبيبة الصربية ماريانا كوفازيفيتش، والتي تعتمد على طرق علاجية غير تقليدية، ويمكن وصفها بالنادرة، حيث تستخدم سوائل مشيمة الخيول في تدليك موضع الإصابات العضلية مما يعجل بالشفاء بنسب تفوق بكثير العلاجات الطبية المعروفة.
وجاءت مشاركة جيان في مباراة منتخب بلاده التي فاز بها بهدف نظيف على بوتسوانا، لتؤكد أنه أصبح في حالة جيدة من الناحية البدنية، إلى حد انه حصل على مكان في التشكيلة الأساسية لمنتخب النجوم السوداء، وجاء ظهور جيان ليحمل رسالة اطمئنان لجماهير العين، خاصة ان المباريات الأخيرة للفريق تؤكد حاجة الفريق لقدراته التهديفية، وروح البحث عن الفوز التي تكون في أعلى مستوياتها حينما يكون جيان موجوداً في الملعب.
وعلق جيان على طريقة تعامل الطبيبة الصربية مع إصابته، فأكد انه اعتقد بأنها مجرد “ساحرة” أو “مجنونة”، لأنها تعاملت مع الإصابة لمدة 4 ساعات فقط، ثم طلبت منه أن يجري في الملعب كيفما شاء، وكأنه تعافى بصورة تامة، لمجرد تلقي العلاج لمدة ساعات من إصابة تم تشخيصها طبياً بأنها سوف تستمر لمدة 4 أسابيع.
وفي تصريحات نقلها موقع “ويسترن غانا” قال جيان: “حينما تم تشخيص الإصابة على انها سوف تستمر لمدة 4 أسابيع، شعرت بالقلق والخوف من عدم المشاركة في كأس الأمم الافريقية، ولكن رغبتي في المشاركة دفعني إلى تجربة العلاج غير التقليدي الذي أعرف بعض التفاصيل عنه من قبل، وقامت الطبيبة الصربية ماريانا بالتعامل مع الإصابة لمدة 4 ساعات، كنت أعتقد انها سوف تطلب مني عدم خوض أي تدريبات بدنية لعدة أيام مثلاً، ولكن المفاجأة التي أذهلتني إنها طلبت مني الركض فوراً، بل والدخول في سباقات سرعة، ولي مجرد الركض الخفيف”.
وتابع جيان: “قلت لنفسي إن هذه الطبيبة مجنونة أو ساحرة، ثم بدأت في الركض والشكوك تسيطر على تفكيري، إذ كيف يمكنني أن أفعل ذلك والإصابة لازالت في بداياتها وفقاً للتشخيص الطبي، ثم فوجئت بأنني لا أشعر بأي آلام، وأمارس التدريبات واللعب بالكرة بالصورة الاعتيادية، وفي البداية كان ديريك بواتينج على مقربة مني، فوجدته يشعر بالذهول هو الآخر مما يحدث، وعلى أي حال أنا مدين بالكثير لهذه الطبية، ولطريقة العلاج غير التقليدي التي كان لها تأثير مذهل على سرعة الشفاء والتعافي والعودة إلى الملاعب.
توحيد القلوب
وعلى صعيد متصل قال جيان إن كرة القدم يمكنها توحيد قلوب الفرقاء في غانا، وجعل البلاد أكثر استقراراً في عام الانتخابات، وتعهد نجم العين بتقديم الذي ببذل قصارى جهده هو وبقية رفاقه في منتخب النجوم السوداء من أجل منح غانا لقب البطولة الذي طال انتظاره، حيث كانت المرة الأخيرة التي يحتفل خلالها الشعب الغاني بالمجد الكروي القاري عام 1982.
وفي تصريحات نقلتها الصحف الغانية، قال جيان: “كرة القدم يمكنها أن توحد بين قلوبنا، وهي من الأشياء القليلة في الحياة التي تدفع الشعوب لنسيان همومها السياسية أو خلافاتها الدينية، ولذلك نسعى إلى الفوز بلقب أمم أفريقيا، لأننا في عام الانتخابات السياسية في غانا، ومن المتوقع أن يشهد تجاذباًَ وسخونة في المناقشات بين الجميع، ولا يمكن تهدئة الأوضاع إلا من خلال انتصار كروي رفيع المستوى، مثل الظفر باللقب القاري من أجل إعادة توحيد قلوب الجميع في غانا”.
وأضاف: “على المستوى الشخصي يسيطر على حلم تقديم عمل عظيم لغانا، وأتعهد بأن أفعل كل ما أستطيع لكي لا أخذل جماهيرنا، معنوياتي وروحي القتالية في أعلى درجاتهما، وكل ما نتمناه من جماهيرنا أن تساندنا معنوياً على الأقل، وأن تثق في أننا لن نخذلهم، قال لي الأطباء أنني أصبحت لائقاً بدنياً، ويمكنني الحكم على نفسي من الناحيتين البدنية والفنية، وهو الأمر الذي يجعلني أقول بكل ثقة إنني جاهز ومستعد لحمل غانا مع بقية رفاقي إلى أبعد نقطة ممكنة في البطولة”.
كما أكد جيان ان المفاجآت واردة في البطولة الافريقية، في إشارة إلى ان المنتخبات الصغيرة والمتوسطة القوة، سوف يكون لها كلمتها في النسخة الحالية، حيث ترجح الترشيحات كفة غانا، وكوت ديفوار، وبدرجة أقل السنغال، ولكن تظل المفاجآت واردة من الجميع على حد اعتقاد جيان.
