عبدالله القواسمة (أبوظبي)
يحتدم الصراع اليوم وغداً على لقب النسخة 12 لسباق ريد بل الجوي في سماء مدينة أبوظبي، بمشاركة 14 طياراً، يتنافسون بسرعة 370 كم في الساعة، وقوة جذب تبلغ «12 جي»، سعياً لتحقيق الزمن الأسرع للفوز بأولى جولات هذا الحدث العالمي الذي انطلقت نسخته الأولى 2003.
وتتجه أنظار الآلاف من عشاق هذه الرياضة صوب المتسابق التشيكي مارتن سونكا «41 عاماً» الذي ظفر بلقب بطولة العالم العام الماضي، وهو المنتظر أن يخوض صراعاً شرساً مع بقية الطيارين، يتقدمهم البريطاني مات هول وصيف النسخة الماضية، إلى جانب الأميركي مايكل جوليان، والفرنسي ميكا براجوت اللذين حلا في المركزين الثالث والرابع، والياباني يوشيهيدي مورويا صاحب المركز الخامس وبطل العالم في نسخة عام 2017.
ويعول سونكا في جولة أبوظبي على تطوره اللافت وخبرته المتراكمة على مدار المواسم الست الماضية التي شهدت مشاركته في هذا السباق، إذ كان توج جهوده باحتلال المركز الرابع في 2015، ثم وصافة بطولة العالم 2017، ليعقب ذلك تتويجه بلقب النسخة الماضية عام 2018، علماً بأن سونكا كان قد بدأ مسيرته مع الطيران في عمر الـ17 كطيار في سلاح الجو التشيكي، كما كان أحد أعضاء فريق عرض القوات الجوية التشيكية، حيث يحمل شهادة الماجستير في العلوم العسكرية.
وإلى جانب الطيارين الـ14 المشاركين، ضمن فئة الماسترز «الأساتذة»، تبرز مشاركة 26 طياراً ضمن فئة التحدي، الذين يمثلون 17 دولة، حيث تعتبر هذه الفئة إحدى الفئات المهمة التي تمنح المشاركين فرصة التكيف مع طبيعة هذا السباق الصعبة، كما تساهم في تهيئتهم مستقبلاً للوجود ضمن فئة «الماسترز».
ويعتبر سباق ريد بل الجوي إحدى سلسلة السباقات الجوية التي تفرض على المشاركين اجتياز مسار مملوء بالعقبات بشكل فردي، ويفوز به صاحب الزمن الأسرع، حيث يتضمن مسار السباق العديد من المنعطفات الضيقة والمتعرجة التي تحددها أبراج هوائية.
ويشترط بالسباق أن يقام فوق المياه القريبة من المدن، بحيث تتوافر بالقرب من مسرح الحدث المطارات المهيئة، والتي تتمتع بالبنية التحتية الملائمة لاحتضان الفرق المشاركة، علماً بأن الجولات العالمية عادة ما تقام في عطلات نهاية الأسبوع، مما يساهم في جذب الآلاف من المشاهدين بشكل مباشر أو عبر شاشات التلفاز، فيما يمتاز المشاركون في مثل هذه السباقات بالخبرة الكبيرة في قيادة مختلف أنواع الطائرات.
وكانت البطولة قد توقفت لمدة ثلاثة أعوام «2011، 2012 و2013» حيث تخلل هذه الفترة إعادة هيكلة أنظمة السلامة المعمول بها، وإجراء تعديلات شاملة عليها، قبل أن تستأنف السباقات مجدداً في 2014، علماً بأن الفائز بالمركز الأول في كل جولة عالمية يحصل على 25 نقطة، والثاني على 22 نقطة، الثالث 20 نقطة، الرابع 18 نقطة، الخامس 14 نقطة، السادس 13 نقطة في حين لا يحصل صاحب المركز الأخير أي الرابع عشر على أي نقطة.
وكانت النسخة الماضية قد حققت الكثير من العوائد السياحية والاقتصادية لإمارة أبوظبي، بعدما تابعها من على منطقة الكورنيش أكثر من خمسين ألف متفرج، من بينهم 15 ألف سائح، في حين قدم ما يقرب من 2500 مشجع من شتى أنحاء العالم خصيصاً لمتابعة هذا الحدث.
ويواكب السباق العديد من الفعاليات التي ستقام في المنشآت المخصصة حول الكورنيش، تتضمن مجموعة من العروض الترفيهية الاستثنائية والأنشطة، والعروض التفاعلية في قرية المشجعين للحدث، من بينها فعالية «جيت باك مان»، ومنافسات التأهل لمنافسة الانزلاق للسيارات، وبطولة أبوظبي لخماسيات كرة القدم، وبطولة نيمار المصغرة لكرة القدم، وهي الفعاليات التي من شأنها تعزيز التفاعل المجتمعي مع الحدث العالمي.