الإثنين 11 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
الترفيه

"الخيول والهجن".. موروث الماضي والحاضر

"الخيول والهجن".. موروث الماضي والحاضر
28 ديسمبر 2018 02:27

نسرين درزي (أبوظبي)

يؤكد مهرجان الشيخ زايد التراثي 2018، من خلال جناح الهجن والخيول العربية، أن الإمارات تعد من أكثر الدول التي تهتم بموروثاتها الحضارية والثقافية، وتسعى جاهدة للحفاظ عليها وصونها وتعريف الشعوب بها، باعتبارها جزءاً أساسياً من هوية أبنائها وثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم الأصيلة.
هنا لا تقتصر الرؤية على تقديم معلومات عن أنوع الخيول العربية الأصيلة في الإمارات، والأدوات المستخدمة في تجهيزها للتدريب أو السباقات، وإنما يقوم خبراء بمساعدة الضيوف الصغار بممارسة رياضة الفروسية، بحسب قدراتهم.

ساحة العرض
خلال جولة ميدانية بجناح الخيول والهجن، روى محمد النويس قصصاً عن شغف أبنائه في تعلم مهارات جديدة في هذا السياق، وقال: «إن المهرجان على أهمية موقعه في منطقة الوثبة يساهم في بناء جيل من الفرسان، قادر على المنافسة، ويمتلك الموهبة لفهم الجوانب المتعلقة بالخيل والفروسية، وهو يتردد مع أبنائه إلى ساحة العرض في المهرجان ليتاح لهم التدرب في مكان فسيح يعزز موهبتهم وتعلقهم بهذه الرياضة. ويعتبر أنه كلما انتشرت هذه التعاليم أكثر وأكثر في صفوف الجيل الجديد أصبح من السهل توارثها».
وتحدثت منى الصايغ عن إعجابها بجناح الخيول والهجن من باب إحياء الموروث الإماراتي في مجال الاهتمام برياضة الفروسية والاعتناء بالخيول، وذكرت أن من المفيد تعليم الصغار أهمية العناية بالحيوانات وتحريك عواطفهم تجاهها، وهذا ما يسعى إليه المهرجان من خلال تنمية الصفات القيادية للأطفال، وإكسابهم الثقة بالنفس، وحثهم على الصبر وتنشيط أذهانهم. واعتبرت أن جلسات النقاش المفتوحة حول صفات الفرسان تنمي روح الابتكار والإبداع لدى الجيل الجديد، ولاسيما أن هذه الرياضة العريقة تتميز بمكانة خاصة في الدولة.
وعبر سيف العامري عن تقديره لدولة الإمارات بإيصال دورها الأساسي في الحفاظ على الخيول الأصيلة، ومما عرفه حديثاً أن جمعية الخيول العربية طبقت استخدام تسجيل الهوية الإلكترونية لكل الخيول العربية المحلية، من خلال زرع رقاقة تحديد الهوية، وبعدها بدأت الجمعية في استكشاف سبل توسيع نطاق أهدافها، ودعوة «الواهو» لاستضافة مؤتمرها لعام 1996 في الإمارات التي كانت بدأت في حينه تمتلك تاريخاً طويلاً مع الحصان العربي.

نشر ثقافة الفروسية بين النشء

ميزات وأسماء
وتحدث الفارس خالد القبيسي عن الحصان العربي الأصيل، وذكر أنه من سلالات الخيول الشهيرة حول العالم، ويمتاز بخفته وقوامه الرشيق وبنيته الجسمانية المتكاملة والقوية والمتينة، والصبر والذكاء والشجاعة والوفاء لصاحبه، وقال: «إنه يحب الموسيقى، كما أن قابليته على تناول الطعام قليلة وبسيطة. ويوجد في البلاد العربية الكثير من أنواع الأحصنة الأصيلة، وهي تختلف فيما بينها على أساس الشكل الخارجي مما يعود إلى طبيعة البيئة التي يعيش فيها الحصان».
وقالت الفارسة نورة محمد: «إن الخيول العربية الأصيلة تقسم إلى 5 مجموعات رئيسة، وهي الصقلاوية والشويمات والكحيلان والعبيان وأم القرى». وأوضحت أن هذه التقسيمات كانت سائدة في نهاية القرن التاسع عشر، لكن مع بداية القرن العشرين أوجدت الدراسات الجديدة أن الحصان العربي الأصيل يتألف من 3 أنواع رئيسة. الصقلاوي، ويمتاز بجماله الباهر ذي الطابع الأنثوي، ويعد مناسباً لأغراض المهرجانات والاحتفالات والاستعراضات. النوع الثاني الكحيلان، وهو الأفضل لمحبي رياضة ركوب الخيل، ويتميز بطابعه الذكوري إذ يميل لونه دائماً إلى البني مع ضخامة حجمه وعضلاته. أما النوع الثالث فهو المعنكي، ويستخدم لأغراض السباق، ويمتاز بطول رأسه وعنقه وضخامة حجمه وعيونه الأصغر مقارنة بالأحصنة الأخرى.
وأوضح الفارس سعيد الأحمد أن الأسماء التي تطلق على الخيول مستمدة من لونها أو من صفة تمتعت بها، فالعبيان عرفت باسمها، لأنها ردت عباءة راكبها بوساطة ذيلها، والكيحلان أطلق عليها هذا الاسم للسواد المحيط بعينيها، فيما نالت الشويمات اسمها من كثرة الشامات المطبوعة على جسدها. والصقلاويات اكتسبت اسمها لشعرها الناعم المنسدل ومن سرعتها في الركض، فيما عرفت العرقوبيات باسمها للالتواء الحاصل في عرقوبها.

الميدان الدولي
يظهر معرض الخيول العربية في مهرجان الشيخ زايد التراثي الدور الكبير الذي تلعبه دولة الإمارات في مؤتمر «الواهو» الخاص بالفروسية، ويكشف تفاصيل عن أول مشاركة في المنتدى العالمي الذي عقد في المغرب نوفمبر 1986، ومنذ ذلك الحين لم تغب الإمارات أبداً عن الميدان الدولي باتخاذ كل الخطوات اللازمة لتحسين وضع الحصان العربي. وفي أغسطس 1988، دخلت إسطبلات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، المنافسات الدولية، وشاركت الدولة عام 1990 في اجتماع سكوتسديل بولاية أريزونا، وبعدها كانت المشاركة في جمهورية مصر العربية، حتى توالت الاجتماعات، ومما تضمنته مؤتمر خاص للإبلاغ عن النمو السريع الذي تشهده الإمارات في مختلف الميادين، من ضمنها رياضة الفروسية.

الهجن تجذب الزوار

أصول الخيول
ويشرح المعرض كيف كانت البدايات بسيطة لوضع اسم الإمارات على خريطة رياضة الفروسية العالمية، ولكن بفضل الإنجازات الكبيرة التي حققتها جمعية الإمارات للخيول العربية تم عام 1989 إصدار أول كتاب عن أصول الخيول في الدولة، وذلك بعد بضعة أشهر من إنشائها. وفي أقل من عام تم تسليم نسخة من الكتاب لـ «الواهو». وهكذا أصبحت الإمارات عضواً كامل العضوية في المنظمة. وسعت الجمعية إلى استخدام كل وسائل الاتصالات الدولية والطرق المختلفة لتسجيل وفحص المعلومات، وفي مايو 1993، أصبحت الجمعية مرتبطة بقاعدة البيانات لتسجيل الخيول في الولايات المتحدة الأميركية، وانضمت عام 1994 إلى شبكة المعلومات الدولية لتسجيل الخيول العربية، لتكون الثانية عالمياً بعد كندا.

إنجازات المطايا
ويكشف مهرجان الشيخ زايد التراثي، من خلال جناح هجن الرئاسة، الكثير من التفاصيل بالصوت والصورة عن سباقات الهجن العربية الأصيلة، ويضيء على عام الإنجازات الذهبية في الموسم الرياضي 2017- 2018، الذي كان حافلاً ومتميزاً، وكيف استطاعت هجن الرئاسة أن تترك لها بصمات ذهبية في الميادين ومضامير السباقات في كل مشاركاتها من حيث قوتها وسرعتها وأدائها التنافسي. ويشرح المعرض الدائم لمحبي المطايا عن وصول هجن الرئاسة إلى منصات التكريم، وتتويجها بأهم الجوائز والرموز. ويبرز الجناح اهتمامات القيادة الرشيدة برياضة سباقات الهجن التي تأتي من منطلق ارتباطها بمنظومة الموروث الشعبي والدعم الذي يوليه صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، من أجل الحفاظ على مكونات التراث المحلي وغرسه في نفوس الأجيال. ويعرف الجناح زواره إلى اهتمامات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بالهجن، ودعمه لكل الأنشطة والسباقات المتعلقة بها، وحرصه على المحميات الطبيعية المخصصة للرعي، وإنشاء مراكز بحثية ومختبرات علمية لتطوير السلالات والارتقاء بالنوعيات الأصيلة من الهجن.
ويخصص المهرجان مساحة واسعة للكبار والصغار لركوب الخيول والجمال يومياً بدءاً من الساعة 5:00 عصراً عند ميدان الخيول والهجن. يرافق الجميع مشرفون محترفون للمساعدة والتدريب.

الهجن موروث يبقى على مر الزمن

أفضل وسيلة نقل
وتحدث أحمد العامري، أحد متابعي سباقات الهجن العربية الأصيلة، عن الأهمية التي كان يوليها «زايد الخير» للرياضات التراثية، عبر تسخير كل اللازم لتحظى بمكانتها اللائقة، وقال: «إن حكيم العرب أمر بالحفاظ على الإبل لأهميتها القصوى في حياة المواطنين في السابق كأفضل وسيلة نقل ومصدر للترحال والغذاء».
وأبدت بدرية الكثيري رضاها عن العروض المتواصلة التي يقدمها الجناح، وأكثرها لافتاً للنظر مشاركات هجن الرئاسة في السباقات المحلية والدولية عبر شاشة عرض كبيرة، يتم التحكم فيها عبر إلكترونياً. وتتيح الشاشة للزوار الكثير من الأيقونات للتعرف إلى أكبر قدر من المعلومات حول هجن الرئاسة.
وأشار علي جمعة إلى ضرورة نقل موروث عرضة الهجن إلى الجيل الجديد، لما تمثله سباقات الهجن العربية الأصيلة في ذاكرة المواطنين. وهي من أهم الرياضات التراثية وأكثرها شعبية في الدولة. وذكر أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، قدم لمالكي الإبل دعماً سنوياً لتمكينهم من الاستمرار في الحفاظ عليها.
وتستمر الأجنحة الإماراتية ضمن مهرجان الشيخ زايد التراثي في تقديم رسالتها في الحفاظ على التراث عبر الرياضات التراثية، مثل معارض الخيل والهجن والصقارة والسلوقي، ومن خلال أجنحة الحي التراثي الإماراتي، المتمثلة في «ذاكرة الوطن» و«تمورنا تراثنا» و«الإنسان والإمارات» و«العادات والتقاليد» و«الواحة الزراعية».

جوائز
يعرض جناح هجن الرئاسة عدداً من جوائز موسم 2017 - 2018، بينها جائزة زايد الكبرى، وجائزة الملك عبد العزيز للهجن، وجائزة محمد بن سلمان لسباقات الهجن، وجائزة مهرجان سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم للهجن العربية الأصيلة، وجائزة المهرجان الختامي السنوي لسباق الهجن العربية الأصيلة في الوثبة، وجائزة مهرجان ختامي المرموم.

النشء في ميدان الفروسية

معارض
يتضمن المهرجان الكثير من المعارض، منها معرض «الخيل» الذي يبرز اهتمامات زايد الخير بالخيل، ومسيرة مهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان العالمي للخيول العربية الأصيلة، ومعرض «الهجن» الذي يوضح علاقة الشيخ زايد بالهجن العربية الأصيلة واهتمامه بها، كما يقدم عرضاً لسيرة أفضل مطايا هجن الرئاسة.

إرث
حرصاً من دولة الإمارات على إرث رياضة الفروسية، واستقدام أفضل الخبرات لتطويرها، وضمان استمرارها، التحقت إسطبلات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لتصبح عضواً منتسباً في منظمة «الواهو» عام 1986، وتم تأسيس مكتب لمحفوظات الخيل، مجهز بكل وسائل الاتصالات المحلية والدولية، لبدء عملية التسجيل.

العرضة
العرضة فن وتراث ورياضة وتاريخ توارثه أبناء الإمارات منذ القدم، تعبيراً عن الاحتفال والابتهاج، من خلال استعراض فريد ومميز لمطايا الهجن، ويشهد المهرجان عروضاً يومية عند المنصة الرئيسة، بدءاً من الساعة 4:30 عصراً.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©