أكد معالي محمد أحمد البواردي الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي أن حكومة الإمارة وجهت غرفة تجارة وصناعة أبوظبي وأكاديمية الإمارات التابعة لها لإجراء دراسة موسعة حول مدى استيعاب سوق العمل في الإمارة لذوي الإعاقة.
وقال البواردي لـ”الاتحاد” إن الدراسة تشمل طبيعة الوظائف المناسبة لذوي الإعاقة ومدى كفاءة هؤلاء العاملين وإسهاماتهم في دفع عملية التنمية في الإمارة، وكذلك الصعوبات التي يواجهونها عند البحث عن وظيفة.
جاء ذلك خلال رعاية البواردي أمس حفل أكاديمية الإمارات التابعة لغرفة تجارة وصناعة أبوظبي لتخريج دفعة جديدة من برنامج “الجسر” لذوي الإعاقة، والذي تنفذه الأكاديمية بالتعاون مع عدد من الوزارات والهيئات بهدف إكساب المشاركين البالغ عددهم 25 متدرباً ومتدربة من ذوي الإعاقة المهارات الوظيفية والتطبيقية اللازمة لسوق العمل في تلك الجهات.
وثمّن البواردي جهود شرطة أبوظبي ومؤسسات القطاع العام والخاص، في تنفيذ رؤية وتوجيهات قيادتنا العليا في مجالات الدعم الإنساني، ومساعدة ذوي الإعاقة في توفير فرص العمل والمساهمة في تحسين ظروفهم والمشاركة في بناء الوطن.
وحضر حفل التخرج بقصر الإمارات محمد الرميثي رئيس مجلس إدارة الغرفة، ومحمد راشد الهاملي مدير عام الغرفة، وخليفة محمد المزروعي رئيس شركة أبوظبي للمطارات، ومحمد حارب اليوسف المدير التنفيذي بدائرة النقل والدكتور أحمد خليفة المطوع المدير التنفيذي لصندوق خليفة لتطوير المشاريع، وعبد المنعم الكندي الرئيس التنفيذي لشركة أدكو، ومريم سيف القبيسي رئيس قطاع ذوي الإعاقة بمؤسسة زايد العليا والدكتور مجدي عبد الحافظ الرئيس التنفيذي لأكاديمية الإمارات.
وأكد البوادي أن تخريج هذه الدفعة من ذوي الإعاقة “يعتبر واجبا وطنيا ومسؤولية مجتمعية مشتركة ينبغي تضافر جهود الجميع في أدائها”، مشيرا إلى أن نهوض الأمم وتقدمها يقاس بما يحصل عليه ذوو الإعاقة من رعاية واهتمام ليس من جانب الجهات الحكومية فحسب بل من قبل القطاع الخاص والهيئات المجتمعية، وذلك باعتبار أن دمج هذه الفئات في عملية التنمية الوطنية “مسؤولية الجميع”.
وأشار معاليه إلى أن رعاية ذوي الإعاقة يحظى باهتمام كبير من القيادة الرشيدة باعتبار أن هذه الفئات ركنا أساسيا من أركان التنمية الوطنية، ولا ينبغي أن يكون أحد من هذه الفئات بغير عمل ما دام قادرا على العطاء.
وثمن معاليه مبادرة أكاديمية الإمارات والشركات والهيئات المشاركة معها في برنامج “الجسر” لذوي الإعاقة.
كما استمع إلى ملاحظات عدد من المشاركين في الدورة، ومنهم المتدربة مريم العلي التي سبق لها التدريب في الأكاديمية وعملت بعد ذلك في مكتب للمحاماة، ثم التحقت بوزارة العدل، والمتدرب زايد التميمي.
ودعا معاليه إلى لاهتمام بجمعية الصم في الإمارات وتوفير الدعم المناسب لها، وكذلك تشجيع الجهات الحكومية المحلية على استيعاب ذوي الإعاقة.
ومن جانبه، قال محمد الرميثى لـ”الاتحاد” إن هذه المبادرة من الأكاديمية والجهات المشاركة معها تترجم استراتيجية الغرفة والأكاديمية بشأن تأهيل مختلف شرائح المجتمع للعمل.
وأكد محمد راشد الهاملي في كلمته الافتتاحية للحفل على أهمية هذه المبادرة من أكاديمية الإمارات والشركاء الاستراتيجيين الذين أولوا هذه الفئة الحيوية من أبناء الوطن رعايتهم وفتحوا أمامهم آفاقاً واسعة للتنمية المهنية والترقي الوظيفي من خلال برنامج “الجسر” الذي يعتبر الأول من نوعه.
وأوضح الهاملي أن البرنامج يعتبر حلقة وصل بين الأكاديمية ومؤسسات قطاع الأعمال المشاركة، إذ تم تصميمه خصيصا لهذه الفئة من ذوي الإعاقة، حيث يجد كل منهم ذاته في العمل الوظيفي الذي يؤديه.
وتضمنت الخطة الأكاديمية للبرنامج عدداً من المساقات الدراسية التطبيقية التي تمكن هؤلاء الموظفين من إنجاز الأعمال الموكلة إليهم وفق أرقى معايير الجودة في الأداء.
وقال خليفة محمد المزروعي رئيس شركة أبوظبي للمطارات “التزاماً من الشركة بدورها المحوري في تطوير ودفع قطاع الطيران في الدولة إلى أرقى المستويات الدولية وإدراكاً منها لأهمية دعم الكادر البشري لتحقيق ذلك، تسعى شركة أبوظبي للمطارات للإسهام بمختلف الفعاليات والبرامج التي من شأنها تطوير المواهب المحلية ودعم المجتمع بجميع فئاته”. وأضاف المزروعي “من خلال برنامج الجسر لتطوير ذوي الإعاقة تسنى للشركة الفرصة للإسهام بشكل فعال في دعم هذه الفئة وتهيئة فرص لدمجها في المجتمع ككل، وهو جزءٌ لا يتجزأ من رسالة شركة أبوظبي للمطارات في الالتزام بمسؤوليتها الاجتماعية وتحقيق التنمية المستدامة للنهوض بالقدرات والطاقات الوطنية تحت رعاية وتوجيهات قيادتنا الرشيدة”.
وقدم الدكتور مجدي عبدالحافظ الرئيس التنفيذي للأكاديمية عرضا علميا حول تطور أنشطة الأكاديمية، والتي استفاد منها أكثر من 10 آلاف مواطن ومواطنة من مختلف التخصصات التطبيقية.