طوكيو (رويترز)
يعتزم مديرو الأصول اليابانيون، المشاركة على نحو أكبر، في الأسواق الناشئة خلال العام المقبل، في ظل تراجع عوائد السندات في وجهات الاستثمار التقليدية مثل أوروبا، مما يجبرهم على السعي لأصول أعلى مخاطرة.
وتحقق اليابان فائضاً كبيراً في ميزان المعاملات الجارية، ويقوم المستثمرون اليابانيون بتدويره على نحو دوري، عبر شراء سندات في أسواق عند درجة جديرة بالاستثمار في أوروبا، وفي الآونة الأخيرة في الصين، للتنويع بعيداً عن أسعار الفائدة شديدة الانخفاض في الداخل.
لكن التوقعات بسياسة نقدية أكثر تيسيراً من جانب البنوك المركزية الرئيسة في العالم، بفعل تباطؤ النمو والحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، أدت لمزيد من التراجع في السندات، وأجبرت المستثمرين اليابانيين، مثل شركات التأمين وصناديق التقاعد، للبحث بعيداً عن هذه الأسواق.
وقال أكيرا تاكي، مدير صندوق الدخل الثابت العالمي، في شركة وان لإدارة الأصول في طوكيو: «سنزيد الانكشاف في المكسيك في العام المقبل، ونتطلع لفرصة لدخول جنوب أفريقيا التي تملك واحداً من أعلى منحنيات العائد».
وتجذب إيطاليا وجنوب أفريقيا مديري الأموال، نظراً لأنهما من ضمن بضع دول لا تزال تملك منحنى عائد مرتفعاً. وتتجاوز العوائد طويلة الأجل في البلدين العوائد الأقل أجلاً بكثير.
التيسير الكمي
وأرسل بنك اليابان إشارات واضحة بأنه لن يسمح لمنحنى العائد بالصعود لمساعدة البنوك المحلية والمستثمرين في تحقيق مكاسب، لكن بعد أعوام من التيسير الكمي، لا يشعر مديرو محافظ مثل تاكي بالرضا.
والفارق بين السندات الحكومية في جنوب أفريقيا لأجل عامين وأجل عشرة أعوام يبلغ نحو 150 نقطة أساس، مقارنة مع عشر نقاط أساس فارق بين السندات اليابانية بنفس الآجال.
وعلى النقيض من ذلك، فإن منحنيات العائد في الولايات المتحدة وغيرها من الأسواق المتقدمة منخفضة، بفعل انحسار ضغوط التضخم والضبابية بشأن النمو.
النزاع التجاري
ولا يتوقع المستثمرون اليابانيون أن يظل التضخم فاتراً في 2020 فحسب، بل يرون أن الولايات المتحدة والصين ستواصلان خلافهما بشأن السياسة التجارية، مما يعني أن شهية المستثمرين العالميين للملاذات الآمنة ستستمر.
وأحد الأسباب لاختيار المزيد من المستثمرين اليابانيين الدين السيادي في الأسواق الناشئة، هو أن الاستثمارات الأخرى الرائجة ذات العائد المرتفع أصبحت شديدة الازدحام. وعلى مدى أعوام، اشترى المستثمرون حزم القروض المعروفة بالتزامات القروض المضمونة للحصول على عوائد أفضل.
صعود الأسهم
إلى ذلك، أغلقت الأسهم اليابانية على ارتفاع أمس، لتصعد بعد تراجع سجلته خلال الجلسة، على مدى ثمانية أيام تشكل عمليات التسوية النهائية لعام 2019 ومدفوعة بتوقعات توقيع اتفاق تجاري بين الصين والولايات المتحدة في مطلع العام الجديد.
وأغلق المؤشر نيكي القياسي مرتفعاً 0.6% إلى 23924 نقطة، لتبلغ مكاسبه منذ بداية العام 19.5%.
وصعد المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.57%.
الطلب العالمي
وكانت موجة الارتفاع واسعة النطاق، إذ يعول المستثمرون على نهاية لحرب تجارية استمرت لفترة طويلة، لدعم السوق التي تضررت، على نحو غير متناسب، بفعل ضعف الطلب العالمي، لكن بقيادة القطاع الصناعي وقطاع السلع المنزلية غير الأساسية.
وبموجب نظام التسوية في اليابان خلال يومين من يوم التداول، فإن التداولات التي تمت أمس ستجري تسويتها يوم الاثنين، وهو آخر يوم للتداول في العام.
وكانت أحجام التداولات أقل من المعتاد. وبلغ حجم التداولات على المنصة الرئيسة لبورصة طوكيو للأوراق المالية 0.82 مليار ين، مقارنة مع المتوسط البالغ 1.17 مليار في الثلاثين يوماً الفائتة.
وتصدر سهم موراتا للتصنيع الذي ارتفع 2.88 % الأسهم الرابحة على المؤشر توبكس الأساسي لأكبر 30 شركة، وتلته مجموعة سوفت بنك، وتقدم 195 سهماً على المؤشر نيكي، مقابل تراجع 22.
صعود الدولار
وفي سوق القطع، صعد الدولار على نحو طفيف، مقابل الين الياباني، فيما تماسكت العملات التي تتأثر بالمخاطر أمس، بفضل تفاؤل بشأن انحسار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين ومؤشرات على تعافي الاقتصاد العالمي.
وأعلنت بكين، أمس الأول، أنها على تواصل وثيق مع واشنطن، فيما يتعلق بحفل توقيع اتفاق تجاري بعد يوم من تصريح للرئيس الأميركي دونالد ترامب، ذكر فيه أنه سيكون هناك حفل توقيع مع نظيره الصيني شي جين بينغ، للاتفاق التجاري الذي توصل إليه الجانبان في الآونة الأخيرة.
وارتفع الدولار 0.2 مقابل الين إلى 109.54 ين، وظل على مقربة من أعلى مستوى في ستة أشهر عند 109.73 ين، الذي لامسه في وقت سابق من الشهر الجاري.
ولم يطرأ تغير يذكر على اليورو وجرى تداوله مقابل 1.10905 دولار.
وتماسك الدولار الأسترالي عند 0.6927 دولار أميركي، عند أقل بقليل من أعلى مستوياته، خلال أربعة شهور، البالغ 0.6939 دولار الذي لامسه في الشهر الجاري، فيما جرى تداول نظيره النيوزيلندي مقابل 0.6648 دولار أميركي بالقرب من أعلى مستوياته في خمسة شهور.
وفي أنحاء أخرى، جرى تداول الجنيه الإسترليني مقابل 1.2986 دولار أعلى قليلاً من مستوياته قبل عطلة عيد الميلاد، وإن ظل أدنى بكثير من ذروة بلغها في 13 ديسمبر عند 1.3516 دولار.
محادثات تجارية مع بريطانيا فور «بريكست»
أعرب رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، أمس، عن رغبته في بدء المحادثات التجارية مع بريطانيا، فور خروجها المقرر من الاتحاد الأوروبي «بريكست» نهاية يناير المقبل.
ونقلت وكالة أنباء «جي جي برس» اليابانية عن آبي قوله في اجتماع لمجلس المستشارين في اتحاد رجال الأعمال الياباني: «آمل في بدء المفاوضات التجارية بمجرد دخول (بريطانيا) فترة انتقالية».
وتأمل اليابان وبريطانيا في التفاوض مجددا على اتفاقية شراكة اقتصادية ثنائية، وتطبيقها في مطلع عام 2021.