عواصم (وكالات)
ارتفعت حصيلة المتعافين من فيروس «كورونا الجديد» أمس إلى 1382 بينهم 1370 في الصين، حيث أكدت السلطات الصحية خروج 261 شخصاً من المستشفيات بعد شفائهم. كما تأكدت معالجة 12 في الخارج بينهم 5 في تايلاند واثنان في أستراليا، وحالة واحدة في كل من اليابان وفيتنام وماليزيا ومكاو وتايوان. وبلغ عدد الوفيات 565 (563 في داخل الأراضي الصينية ووفاة واحدة في كل من الفلبين وهونج كونج). فيما وصل عدد الإصابات إلى 28353 بينهم 28088 في الداخل و259 في 25 دولة.
وأكد الرئيس الصيني شي جين بينج أمس تحقيق نتائج إيجابية في جهود الوقاية والسيطرة في مكافحة الفيروس، وقال إن بلاده أعلنت «حرب الشعب» على «كورونا الجديد»، والأمة بأكملها تعمل يداً واحدة لمكافحته، لافتا إلى أن الصين لديها قدرة تعبئة قوية وخبرة ثرية في الاستجابة لحوادث الصحة العامة وهي واثقة وقادرة على الفوز في معركة الوقاية من الوباء ومكافحته. وأضاف أن الصين تأمل أن تحترم الدول وتفهم إرشادات منظمة الصحة العالمية بشأن السفر، مؤكداً أن الصين ستواصل اتباع نهج مفتوح وشفاف تجاه التعامل مع الفيروس.
ودعت وزارة الخارجية الصينية، إلى عدم تصديق ما يروج عن الفيروس، وأكدت أنها تتبع نهجاً مسؤولاً ومنفتحاً بخصوص انتشاره، وقالت المتحدثة باسم الوزارة هوا تشونينغ، إن السلطات الصينية تنشر المعلومات بهذا الخصوص في وقتها، مضيفة أن ما يشاع حول الفيروس أخطر من الفيروس نفسه.
وأضافت «إننا لفتنا الانتباه إلى بعض الشائعات والكذب حول الوضع على خلفية انتشار المرض، وهو أخطر من الفيروس بحد ذاته. ربما لاحظتم أن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية قد أعرب عن أمله مؤخراً في ألا تصدق جميع الأطراف هذه الشائعات وتنشرها»، لافتة إلى أن عدداً من الدول بدأ العمل على تتبع مروجي الشائعات حول هذا الفيروس ومحاسبة المسؤولين عن فبركة هذه الأخبار ونشرها.
وبدأت أمس تجارب سريرية لعقار جديد مضاد للفيروسات، ينتظر أن يشمل 750 مريضاً في العديد من المستشفيات في مدينة ووهان التي انطلق منها الفيروس، وقال موقع قناة CGTN الصينية، إن الدواء كان أظهر نجاحاً في مواجهة فيروس «سارس». لكن خبراء قالوا إنه يتعين عليهم انتظار النتائج الفعلية في التجارب السريرية. وقال آخرون إن الأدوية المضادة للملاريا قد تم النظر فيها أيضاً في العلاجات.
ومن المتوقع أن يُفتتح مستشفى ميداني ثان يتسع لـ1600 سرير في مدينة ووهان التي فرضت عليها إجراءات عزل، بعد افتتاح مستشفى أول يتسع لألف سرير في وقت سابق هذا الأسبوع، وقالت السلطات إنها بصدد تحويل مبان عامة إلى منشآت طبية لاستقبال المصابين. وتعاني المدينة البالغ عدد سكانها 11 مليون نسمة نقصاً «حاداً» في الأسرّة، وفق المسؤول الكبير في ووهان لو ليشان، مشيراً إلى أن 8182 مريضاً أُدخلوا إلى 28 مستشفى تتسع جميعها لـ8254 سريراً.
وأعلنت الحكومة المركزية عن إجراءات لتأمين الإمدادات الطبية الحيوية، مع اقتطاعات ضريبية لمصنّعي المواد الضرورية لمحاربة الفيروس، وقال رئيس الوزراء لي كه تشيانج «يتعين علينا جميعاً بذل كافة الجهود في أنحاء البلاد لتوفير مستلزمات الإمدادات الطبية الضرورية والخبراء الطبيين في مقاطعة هوبي». وقال نائب حاكم إقليم هوبي يانغ يون يان إن الإقليم، لا يزال يعاني من نقص كبير في أعداد أفراد الأطقم الطبية. وأضاف إن عدد أجهزة فحص المشتبه بإصابتهم كاف لكن لا يوجد عدد كاف من الفرق الطبية لتشغيل هذه الأجهزة وأخذ عينات واختبارها. وتابع قائلاً «تلقينا طلبات من تسع مدن ومقاطعات لإرسال المزيد من الفرق الطبية. وبحسب التقدير المبدئي، لدينا نقص قدره 2250 موظفاً. هذا مجرد تقدير متفائل من جانبي».
إلى ذلك، أعلنت منظمة الصحة العالمية أمس أنه من المقرر أن يجتمع خبراء دوليون في جنيف الأسبوع المقبل، لمناقشة أزمة الفيروس المستمر في الانتشار في الصين ودول العالم. ومن المتوقع أن يضم الاجتماع المقرر الثلاثاء والأربعاء المقبلين أحدث الخبرات والمعلومات حول الفيروس، حيث يعتزم الخبراء مناقشة العلاجات والأمصال، بالإضافة إلى بحث المصدر المحتمل للفيروس وكيفية انتشاره ومناقشة تطور التشخيص السريع واختبارات الدم.
وقالت المنظمة في إيجاز صحفي، إن «كورونا الجديد» لا يزال عدواً مجهولاً حتى الآن بلا دواء ناجع، رغم زيادة عدد مراكز الأبحاث العاملة على الفيروس في مختلف دول العالم من 2500 مركز إلى 7000 مركز. وكشفت أنه لا توجد معلومات موثقة عن مصدر هذا الوباء وكيفية انتشاره ومدى التفشي المحتمل له، وقالت إن اجتماعها يومي 11 و12 فبراير للعلماء على مستوى العالم ينتظر أن يضع خطة بحثية للتوصل إلى دواء. واعترفت أن عالماً صينياً كبيراً متخصصاً في هذا النوع من الأوبئة لقي حتفه بالفيروس.
وقال المسؤول بالمنظمة مايك ريان إن من السابق لأوانه القول إن انتشار الفيروس في الصين بلغ ذروته، لكنه أوضح أن الأربعاء كان أول يوم يتراجع فيه العدد الإجمالي لحالات الإصابة الجديدة في الصين، وأضاف إن هناك زيادة مستمرة في الحالات في إقليم هوبي، بؤرة تفشي المرض، لكنه تابع قائلاً إن هذه الزيادة لم تحدث في الأقاليم الأخرى.
من ناحيته، دعا الممثل التجاري الروسي في بريطانيا، بوريس أبراموف، إلى التصرف بعقلانية مع الأنباء المرتبطة بانتشار الفيروس، وقال إن حالة الذعر المحيطة بانتشاره مصطنعة ويجري تضخيمها من قبل أناس يريدون استغلال المسألة لجني المكاسب، مشدداً على أن هناك من يتربح من الأزمة. وأضاف أن شركات الأدوية، التي تصنع الكمامات (أقنعة الوجه) والمطهرات ستكسب من حالة الذعر المصطنعة هذه، لافتاً إلى أن تبعات حالة الهلع والذعر ستنعكس بشكل سلبي على الاقتصادين الصيني والعالمي.
واستذكر أبراموف فترة عمله في الصين خلال اندلاع فيروس «سارس» عام 2002، وقال إنه كان شاهداً على تطور الأحداث حينها، حيث إن الإجراءات الصارمة في المطارات التي اتخذت للتعامل مع «سارس» تشبه الإجراءات التي يتم تطبيقها الآن لمواجهة «كورونا». وأضاف أن عواقب «سارس» على الاقتصاد الصيني كانت جسيمة، إذ أنه أثر سلبيا على الخطط الاقتصادية، من إنتاج وشحن بضائع، ما انعكس على الاقتصاد العالمي أيضا. وأشار إلى أن الأخبار السيئة أو الأخبار المرتبطة بعدم القدرة على اكتشاف دواء للفيروس عوامل تؤثر على ثقة المستثمرين والشركات في ممارسة الأعمال التجارية، وهو ما يعد أسوأ شيء، لكن بمجرد أن ينقشع الضباب حول العلاج سيعود كل شيء إلى حالته الطبيعية على الفور.
وأعلنت السلطات الصحية في بريطانيا أمس تسجيل ثالث إصابة بالفيروس. وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن الإصابة الثالثة هي لبريطاني كان قد وصل من دولة آسيوية لكنها ليست الصين. وسجلت السلطات الكورية الجنوبية أربع حالات إصابة جديدة. وقالت إدارة الخدمات الصحية في ولاية ويسكونسن إن المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أكدت حدوث الإصابة الثانية عشرة بالفيروس في الولايات المتحدة.
السعودية توجه بمساعدات عاجلة للصين لمواجهة الفيروس
أعرب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عاهل المملكة العربية السعودية -خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الصيني شي جين بينج- عن مشاعر الألم نتيجة تفشي فيروس كورونا الجديد، وتعازيه لأسر المتوفين وتمنياته للمصابين بالشفاء العاجل، مشيراً إلى ثقة المملكة في قدرة الحكومة الصينية على التعامل مع آثار هذا الفيروس. كما أشار إلى توجيه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بشكل عاجل بتقديم مساعدات للصين بما يسهم في تجاوز آثار الفيروس.
من جهته، أكد الرئيس الصيني أن لدى بلاده الخبرة الكافية للتعامل مع الوباء ومعالجة آثاره، معبراً عن شكره وتقديره لخادم الحرمين على اهتمامه ودعمه القوي لمكافحة هذا الفيروس، الأمر الذي يجسد عمق العلاقات بين البلدين.
وكانت المديرية العامة للجوازات السعودية، أكدت أنه في إطار تنفيذ الإجراءات الصحية المعتمدة لدى المملكة للوقاية من الفيروس، فقد تقرر تعليق سفر المواطنين والمقيمين إلى الصين. ولفتت إلى أنه سيتم تطبيق أحكام نظام وثائق السفر ولائحته التنفيذية بحق كل من يخالف ذلك من المواطنين، وفي حال ثبوت مخالفة أحد الإخوة المقيمين لتعليق السفر للصين، فلن يسمح له بالعودة للمملكة.
الكرملين يخضع المشاركين باجتماعات بوتين للفحص
أعلن الكرملين، أمس، أنه بدأ في إخضاع المسؤولين والصحفيين الذين يحضرون مناسبات يشارك فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لفحص حراري في ظل مخاوف من فيروس كورونا الجديد. وقال المتحدث الرئاسي ديمتري بيسكوف عقب إجراء فحوص للصحافيين في الكرملين «هذا إجراء احترازي». وأضاف أنه سيتم فحص جميع الحاضرين في الاجتماعات التي يشارك فيها الرئيس.
وأخذت درجات حرارة جميع الصحفيين العاملين في الكرملين قبل انطلاق اجتماع مجلس الدولة (مؤسسة رسمية استشارية)، وقد سمح لجميعهم بالدخول. ونقلت الوكالة عن مسؤولين أن الإجراء جاء لمنع انتشار الفيروس في روسيا.