الثلاثاء 12 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
الأخبار العالمية

الرئيس اليمني يحشد القبائل ضد «المخربين»

الرئيس اليمني يحشد القبائل ضد «المخربين»
17 أغسطس 2011 00:42
عقدت القبائل اليمنية الموالية للرئيس علي عبد الله صالح، أمس الثلاثاء، مؤتمراً عاماً لتوحيد موقفها إزاء الأزمة السياسية المتفاقمة، منذ مطلع العام الجاري، وذلك عشية اختيار ائتلاف المعارضة والتكتلات الشبابية المناهضة للسلطة “مجلسا وطنيا” بديلا لنظام صالح الذي يحكم البلاد منذ العام 1978. ويشهد اليمن اضطرابات وأعمال عنف متصاعدة على خلفية الاحتجاجات الشعبية المطالبة، منذ منتصف يناير الماضي بإسقاط النظام الحاكم، ما أدى إلى سقوط مئات القتلى وتدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية في هذا البلد. وأقر مؤتمر القبائل الموالية للرئيس صالح، الذي شارك فيه نحو أربعة آلاف شخص، “وثيقة شرف” للقبائل اليمنية، حددت “ضوابط رادعة” لما وصفتها بـ”الأعمال الخارجة عن القانون”. وأكد المشاركون في المؤتمر التزامهم بحماية المعسكرات والمدن والقرى اليمنية ضد من وصفوهم بـ”المخربين”. وألقى الرئيس اليمني كلمة تلفزيونية مسجلة على المشاركين في المؤتمر حيا فيها “أبناء” الشعب اليمني “رجالا ونساء” على ما وصفها بـ”مواقفهم الصادقة”. وقال صالح، الذي يتعافى في السعودية من إصابته في هجوم غامض استهدف قصره الرئاسي بصنعاء في 3 يونيو الماضي، “الى اللقاء في العاصمة صنعاء قريبا”. ووصف المعارضة بأنها “قلة قليلة طرحت شعارات ثورة الشباب .. من أصحاب المصالح الضيقة وعديمي التفكير”. وقال إنها “قلة قليلة من مخلفات الماركسية.. ومجموعة طالبان.. ومخلفات الإمام من الحوثيين وحزب الحق”. وخاطب الرئيس اليمني، الذي بدا في صحة جيدة، مؤتمر القبائل المنعقد “لبحث دور القبيلة في المساعدة على الخروج من الأزمة السياسية الراهنة”، قائلاً: “مشروعنا هو الحرية والديمقراطية والتعددية والتداول السلمي للسلطة”، معتبراً أن من وصفهم بـ”الانتهازيين وتجار الحروب وقطاع الطرق” سرقوا “مشروع الشباب المعتصمين” الذين يطالبون بتغيير النظام الحاكم. وكان الشيخ محمد بن ناجي الشايف، نجل زعيم قبيلة بكيل، كبرى القبائل اليمنية، قال في مؤتمر صحفي عقدته اللجنة التحضيرية للمؤتمر، ليل الاثنين الثلاثاء، إن انعقاد المؤتمر يعد “ردة فعل طبيعية من قبل القبائل اليمنية إزاء الأخطار والمهددات التي تتربص بالوطن، وتهدد الأمن والسلم الاجتماعي جراء تداعيات الأزمة السياسية الراهنة”. وقال الشايف، وهو قيادي بارز في حزب المؤتمر الحاكم، إن “تداعي قبائل ورجالات اليمن جاء استشعاراً بالمسؤولية الملقاة على عاتق القبائل اليمنية بضرورة تحديد موقف موحد حيال ما يجري” في البلاد. وشدد على أن القبائل ستتولى حماية اليمن “في حال واصل الفرقاء السياسيون اختلافهم المستمر منذ أكثر من ستة أشهر”. وتعاني القبائل اليمنية من انقسامات حادة جراء الاحتجاجات المطالبة بإنهاء حكم الرئيس علي عبد الله صالح، حيث تقف زعامات قبيلة بارزة، على رأسها زعيم قبيلة حاشد الشيخ صادق الأحمر، في صف المحتجين الشباب، الذين يعتصم عشرات الآلاف منهم في ساحات عامة بالعاصمة صنعاء وعدد من المدن. وأعلن زعماء عشائر وتكتلات قبلية دعمهم وحمايتهم للفعاليات والاحتجاجات الشبابية, خصوصاً بعد سقوط عشرات القتلى في صفوف المحتجين برصاص قوات الأمن اليمنية. وفي مايو ويونيو الماضيين، خاض رجال القبائل المعارضون لصالح, مواجهات مسلحة مع قوات الجيش والأمن اليمنيين، في صنعاء ومدينة تعز (وسط)، التي لا يزال المسلحون القبليون يسيطرون على أغلب مقارها الأمنية والحكومية. وقال النائب في البرلمان اليمني علي أبو حليقة إن تشكيل كيانات قبلية مؤيدة ومعارضة للنظام الحاكم, سيتسبب بـ”شرخ في النسيج الاجتماعي اليمني” ويؤدي إلى إضعاف دور القبيلة في اليمن. وقال أبو حليقة، وهو نائب عن حزب “المؤتمر” الحاكم، في مقابلة مع صحيفة تابعة للحزب الحاكم: “إذا كنا نطلب من القبيلة دوراً مميزاً في خدمة الوطن يجب ألاّ نقحمها في الخلافات السياسية”، معتبراً في الوقت ذاته إعلان ائتلاف المعارضة اليمنية، المنضوي في لواء “اللقاء المشترك”، اليوم الأربعاء، مجلسا انتقاليا بديلا عن النظام الحالي “ضرب من الخيال والتهور السياسي غير محسوب العواقب” كونه “يتنافى مع الدستور والقانون ومع إرادة الشعب الذي بيده كل السلطات”. ولفت أبو حليقة، وهو رئيس اللجنة الدستورية في البرلمان اليمني، إلى أن المعارضة بإعلانها مجلسها الانتقالي “تتنصل من المبادرة الخليجية” لإنهاء الأزمة اليمنية، والتي قدمها وزراء خارجية دول مجلس التعاون في أبريل الماضي. وقال الناطق الرسمي باسم اللجنة التحضيرية للحوار الوطني التابعة للمعارضة، محمد الصبري إن من أبرز مهام المجلس الوطني الانتقالي “توحيد الفعل الثوري في جميع” مخيمات الاعتصام”، و”إقرار كل أدوات التصعيد السلمية لإسقاط النظام” الحاكم. إلى ذلك, كشف النائب اليمني المستقيل عن الحزب الحاكم علي المعمري عن “اتفاق وشيك” لإنهاء الأزمة السياسية الراهنة. وقال المعمري، في تصريحات لقناة “بي بي سي” العربية: “يمكن أن نصل إلى حلول في القريب العاجل إذا ما توفرت النوايا الصادقة من الرئيس والمؤتمر”، مشيراً إلى أن المعضلة الوحيدة أمام إعلان اتفاق وشيك بين الأطراف اليمنية تكمن في أن الرئيس صالح “يصر على توحيد الجيش بعد انتخابات الرئاسية والمعارضة تصر على توحيدها قبل الانتخابات”. ولفت النائب اليمني إلى ضرورة “تجريد قوات الجيش والأمن من أبناء الرئيس صالح قبل الشروع في أي تشكيل حكومة ائتلافية أو إجراء انتخابات رئاسية” مبكرة. بدوره، قال رئيس الكتلة البرلمانية لحزب المؤتمر الشعبي الحاكم سلطان البركاني إن الرئيس صالح والحزب الحاكم موافقان بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة لإنهاء الأزمة الراهنة. وقال البركاني، في تصريحات صحفية مماثلة، إن الرئيس صالح “محكوم بدستور وإرادة ناخبيه”، مشيراً إلى أن على المعارضة تحديد موعد الانتخابات الرئاسية المبكرة. وفيما يتعلق بإعادة هيكلة قيادة الجيش وتوحيدها، قال رئيس برلمانية الحزب الحاكم إن المستشار جمال بن عمر، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى اليمن قدم رؤية لإعادة هيكلة الجيش اليمني في المرحلة الثانية من الاتفاق بين السلطة والمعارضة “وليس المرحلة الأولى”، مؤكداً أن إجراء حوار سياسي وتوحيد قيادة الجيش اليمني سيكون بعد إجراء انتخابات رئاسية مبكرة. 9 قتلى باشتباكات الحرس الجمهوري والقبائل شمال صنعاء صنعاء (الاتحاد) - قتل تسعة مسلحين على الأقل وأصيب آخرون في اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية ورجال القبائل المعارضين في منطقة أرحب شمال العاصمة صنعاء.وقالت مصادر محلية لـ “الاتحاد” إن اشتباكات عنيفة اندلعت فجر الاثنين بين قوات الجيش ومسلحين من رجال القبائل في عزلة شعب بمنطقة أرحب ، 20 كم شمال العاصمة اليمنية. وأكدت المصادر سقوط قتلى وجرحى جراء الاشتباكات التي تواصلت حتى مساء أمس الثلاثاء. وقالت صحف معارضة إن ما لا يقل عن تسعة مسلحين قتلوا خلال محاولة اقتحام قوات تابعة للواء 62 “حرس جمهوري” قرى عزلة شعب في أرحب ، التي تشهد، منذ مطلع يونيو الماضي ، اشتباكات مسلحة بين الجيش ورجال القبائل المؤيدين للحركة الاحتجاجية المطالبة بإسقاط النظام الحاكم. وذكرت صحيفة الصحوة الإلكترونية ، التابعة لحزب الإصلاح الإسلامي المعارض، أن 13 شخصا قتلوا جراء هجوم الجيش على القرى السكنية “فيما لا يزال نحو 20 شخصا في عداد المفقودين”. من جانبه ، ذكر حزب المؤتمر الحاكم ، عبر موقعه الإلكتروني، أن مجاميع مسلحة تابعة لحزب الإصلاح “شنت” الاثنين “هجوما مباغتا على أحد معسكرات الجيش في أرحب” ، مؤكدا أن القوات العسكرية تصدت للهجوم وكبدت المهاجمين “خسائر فادحة في الأرواح والعتاد”.
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©