محمد عبدالسميع (الشارقة)
أكد فنانون عرب وأجانب مشاركون في مهرجان الفنون الإسلاميّة في دورته الثانية والعشرين، أهميّة تلاقي الأفكار الإبداعيّة في تظاهرة ثقافية وفنيّة، من حيث طروحات الأعمال التي ما كانت ليتم تنفيذها بسبب كلفتها العالية، لولا أن احتضنت الشارقة هذه الإبداعات وأتاحت فرصة ظهور أصحابها في لقاءات عالمية متنوعة الرؤى والأساليب والتقنيات، معربين عن تقديرهم لمبادرة صاحب السّمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، واهتمامه المستمر بالفن والثقافة.
وقالت الفنانة الإماراتية عزة القبيسي: إنّ مهرجان الفنون الإسلامية فرصة لكل فنان لأن يكون وسط هذه الكوكبة الكبيرة من الفنانين للتعرف على تجاربهم الفنية المختلفة، كما يعتبر فرصة للمشاريع الكبيرة التي كان الفنان يجد صعوبة في تنفيذها بسبب التكلفة المادية الكبيرة، إذ أتاح المهرجان للفنان تجسيد عمله بشكل واقعي بتقديم الدعم المادي اللازم.
ووصفت القبيسي المهرجان بأنه استراتيجية ذكية من الشارقة بقيادة صاحب السمو حاكم الشارقة، حيث قدمت خصوصيتنا الثقافية العربية والإسلامية إلى العالم، لتصل إلى الآخر دون أن تتأثر بمدّ العولمة الثقافي، أو هيمنة بعض الثقافات التي أصبحت تهدد ثقافات العالم بالاكتساح، ما يعني أن المهرجان يمثل رؤية واعية تتعامل بذكاء وبأفق مفتوح لمستقبل متسع ورحب، ولا يغيب فيه الأثر الماضي بكل أصالته.
واعتبر الفنان المصري أحمد عمر أن المهرجان فرصة عظيمة لعرض أعماله، ومشاهدة الأعمال الفنية الأخرى، مشيراً إلى أن برنامج المهرجان المتنوع بين المعارض والندوات التخصصية والورش الفنية والمحاضرات والجلسات التداولية والأفلام الوثائقية، يشكل فرصة كبيرة للفنان للتعرف على الثقافات الأخرى وتجارب الفنانين المختلفة، مؤكداً أن الشارقة تُعدّ أم العواصم الثقافية والإسلامية والفنية، لنهجها الثقافي المتميز الذي تنفذه وفق توجيهات الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي.
ولفت الفنان السوري المقيم في أميركا، محمد حافظ، إلى أن المهرجان يعكس إدراك الشارقة أن الفنون الإسلامية هي فضاء واسع يزدحم بالأفكار التجريبية التي تعبر عن ذلك الفن، ومكنوناته الإبداعية، وهي تقدّمه للمتلقي دون أن تترك صفة الماضوية و«التراثية» تطبعه بطابعها، مضيفاً أنّ تطور المهرجان يعكس تطور الفن الإسلامي بشكل عام، خاصة أن الكثير من المشاركين غير العرب مهتمون بتذوق جمالية الفن الإسلامي، فمن دلائل أهمية المهرجان أنه يجيب عن سؤال: لماذا يهتم المستشرقون بالفنون والعمارة التي تعود إلى الحضارة الإسلامية.
وقالت الفنانة دنيا الشطيري، من اليمن، إن معرض الفنون الإسلامية يعتبر فرصة كبيرة للفنان للاندماج مع الفنون الأخرى على مستوى العالم، إذ يشكل ملتقى أفكار وتأملات ورؤى وفلسفات وجماليات من الشرق والغرب والشمال والجنوب، كما أن الفنون هي الهوية الإنسانية لعالمنا هذا، والفنون الإسلامية جزء أصيل من هذه الهوية.
وأضاف الفنان السعودي محمد الفرج أنه سعيد بالتواجد في هذا المهرجان الكبير الذي يضيف لكل فنان يشارك فيه، باعتباره المهرجان الأكبر على مستوى العالم في الفنون الإسلامية، خاصةً أن المهرجان أصبح يتميز بمكانة راسخة، تعكس القيمة الكونية للفنون الإسلامية، بما تحمله من رؤى فلسفية وجمالية متميزة.
قوس الصفر
أعرب الفنان الأسترالي جيمس تابسكوت عن سعادته بالمشاركة في فعاليات المهرجان، مؤكداً أن عمله الفني «قوس الصفر» يعكس مدى تأثره بجماليات الفن الإسلامي الذي يعتبر تجربة سامية في المجال الفني، مضيفاً أن المهرجان يؤكد على النظرة البانورامية لإدارة الفنون في خلق مناخات تفاعلية بين الجمهور والفنون العربية والإسلامية، وبالتالي فهي تلقي الضوء على مفاهيم غائبة ومجهولة في أسرار الصنعة الإسلامية في مجالات الزخرفة والنحت والتذهيب والخط والرسم على الزجاج، وفن المنمنمات الإسلامية الشهير في العمارة القديمة·
