حسام عبدالنبي (دبي)
توفر مصارف عاملة في الإمارات تمويلات ومنتجات مصرفية خاصة لغرض الزواج والسفر إلى الخارج «لقضاء شهر العسل»، في إطار تنامي التوجه نحو السياحة إلى عدد من الوجهات السياحية العالمية لهذا الغرض، فيما يرى الخبراء أن البنوك يمكن أن تستفيد من هذا التوجه العالمي عبر تعزيز مكانة الإمارات التي تعد الوجهة الأكثر تفضيلاً لإقامة هذا النوع من المناسبات من خلال توفير التمويل لرواد الأعمال من أجل تنفيذ وإقامة مشروعات مرتبطة بهذا الغرض.
وفي الوقت نفسه أكد الخبراء ضرورة التعقل، واختيار ما يناسبهم من العروض حتى لا يقعوا في فخ الديون.
ووفقاً لتقرير أجرته «كوليرز إنترناشيونال» الشريك الرسمي للأبحاث لمعرض سوق السفر العربي، ستلعب الوجهات المفضلة لحفلات الزفاف وسياحة السفر الفردي وسياحة السيدات والسياحة البيئية والصحية فضلاً عن سياحة المغامرات والسياحة الزراعية دوراً رئيسياً في رسم ملامح قطاع الضيافة في السنوات المقبلة، مقدراً حجم قطاع الوجهات المفضلة لحفلات الزفاف بما يتجاوز 90 مليار دولار أميركي عالمياً، حيث إن نحو 25% من حفلات الزفاف تجري في الخارج، أي ما يصل إلى 340 ألف حفل زفاف كل عام.
الوجهة الأكثر تفضيلاً
وأكد التقرير أن حجم سوق حفلات الزفاف على مستوى الشرق الأوسط يتجاوز 4.5 مليار دولار بما يشكل نحو 5% من السوق العالمي لحفلات الزفاف، منوهاً بأن دولة الإمارات تعد الوجهة الأكثر تفضيلاً لإقامة هذا النوع من الحفلات نظراً للتسهيلات المتعلقة بالحصول على التأشيرة وسهولة السفر إليها والمناخ المناسب على مدار العام ووجود الشواطئ البكر الساحرة، فضلاً عن السلاسل الجبلية ذات البيئة الهادئة والمناظر الخلابة.
وتوفر مصارف إسلامية في الدولة تمويلات للزواج والسفر إلى الخارج «لقضاء شهر العسل» وكذلك تمويل شراء فستان الزفاف «بشرط أن يكون طبقاً لتعاليم الشريعة»، فضلاً عن تمويل قاعات الأفراح وديكور «الكوشة» ومصاريف خدمات تصوير حفل الزفاف، وتصل قيمة تلك التمويلات إلى 3 ملايين درهم للمواطنين ومليون درهم للوافدين، مع الحصول على الموافقة خلال 24 ساعة، وبشرط ألا يقل العمر عن 21 عاماً.
وبحسب إفادات حصلت عليها «الاتحاد»، ففي «تمويل قاعات الأفراح» تقوم البنوك بالإجراءات اللازمة لاستئجار القاعة، وتمويل شراء فستان الزفاف، وديكور «الكوشة» ومصاريف خدمات تصوير الحفل، أما في حال الرغبة في السفر إلى الخارج فإن البنوك توفر تمويل لتكاليف الأعراس، باقات العطلات وتذاكر السفر، وأي خدمات أخرى غير محرمة شرعاً.
وتكون تلك التمويلات من دون دفعة مقدمة ودون رسوم معاملات أو رسوم مخفية وكذا مع أو دون تحويل الراتب، إلى جانب الحصول على نسب ربح تنافسية.
وكان استطلاع لرأي زوار معرض العروس في دبي، المتخصص في حفلات الزفاف أجرته الهيئة الدولية للأبحاث، قد ذكر أن أكثر من ثلثي المشاركين في الاستطلاع مستعدون لإنفاق مبلغ يتراوح بين 100 ألف و250 ألف درهم في ليلة العمر، منوهاً بأن الأزواج الإماراتيين أصبحوا أكثر استعداداً لإنفاق مبالغ أكبر لجعل حفل زفافهم حدثاً لا ينسى، فضلاً عن أن معدل تكلفة العرس الواحد لدى الأسر المتوسطة يبلغ 150 ألف درهم تقريباً.
16 نوعاً من التغطية
وفي الإطار ذاته، توفر بنوك عاملة في الدولة، تغطية تأمينية شاملة (بوليصة تأمين) لعملائها من المسافرين للخارج تضمنت 16 نوعاً من التغطية وهى التأمين على حفلات الزفاف لحماية الأزواج المسافرين إلى الخارج بغرض الزواج، تغطية تأمينية خاصة للعب الجولف، والغوص، والتزلج على الجليد، وأيضاً رعاية الحيوانات الأليفة، إلى جانب فقدان الرحلة، تأخير السفر، تقليل عدد الرحلات، تأخر الأمتعة، فقدان الأمتعة الشخصية، ضياع النقود الشخصية، المساعدة في استخراج جواز السفر، النفقات الطبية الطارئة، المسؤولية الشخصية، المصروفات القانونية في الخارج، والتأمين على المنزل.
وكشفت البنوك أنها من خلال بوليصة تأمين السفر توفر تغطية تأمينية على بعض الأنشطة الترفيهية مثل الغوص ولكن بشرط أن يكون ذلك تحت إشراف مدرب متخصص وأن يكون الغوص لعمق لا يزيد على 30 متراً. أما عن التزلج، فإن البنوك تقدم خيار التأمين الخاص بالتزلج الذي يتيح إمكانية الاستفادة من مجموعة من المزايا للعملاء الذين يرغبون في المشاركة في الأنشطة الرياضية العادية في فصل الشتاء، حيث سيتم تطبيق رسم تأمين خاص على هذه الخدمة الإضافية.
الاقتراض الخاطئ
من جهته، قال الدكتور محمد المطوع، أستاذ علم الاجتماع في جامعة الإمارات، إن الاقتراض الخاطئ يحمل الأسرة كلها بديون طويلة المدى، ولذا يجب على المواطنين الالتزام بعدم المبالغة في النفقات التي تزيد عن قدراتهم المالية، وبما يجعلهم يضطرون في النهاية إلى الاقتراض من البنوك، ناصحاً بعدم النظر إلى الآخرين وعدم محاولة محاكاة من هم في وضع مالي أفضل، مع تكييف الحياة بما يتوافر لدى الإنسان من إمكانات، لاسيما وأن الاقتراض المفرط في بدء الحياة الزوجية قد ينعكس بمشكلات وآثار سلبية على الزواج في المستقبل.
أمجد نصر: الاستفادة بشروط
يؤكد أمجد نصر، الخبير المصرفي، أن البنوك المحلية يحق لها الاستفادة من التوجه العالمي نحو سياحة السفر لإقامة حفلات الزفاف وقضاء شهر العسل وسياحة المغامرات، عبر طرح منتجات تمويل مختلفة لهذا الغرض، ولكن بشرط ألا يتعارض ذلك مع توجهات الدولة في عدم تشجيع الإنفاق غير المسؤول، موضحاً أن توفير التمويل لغرض الزواج يمكن أن يكون أمراً مقبولاً إذا كان بمبالغ متوسطة، أما الإفراط في تقديم ذلك النوع من القروض بمبالغ كبيرة، فإنه يعد خطأ كبيراً إذ أن العميل المقترض قد يفرح بقيمة القرض التي تساعده على إقامة حفل زفاف خيالي أو السفر لقضاء شهر العسل في الخارج، ولكنه بعد فترة قصيرة يقع في فخ الدين فيصبح ناقماً على البنوك ذاتها التي ورطته في ذلك الدين.
ونصح نصر، الشباب المقبلين على الزواج بعدم الإفراط في الاقتراض لهذا الغرض خاصة وأنه من غير المعقول أن يبدأ الشاب حياته الأسرية بالاقتراض، مطالباً البنوك بالتركيز على الاستفادة من التوجه العالمي نحو السياحة إلى وجهات سياحية من أجل الزواج وتنظيم حفلات الزفاف وقضاء شهر العسل عبر تحفيز المواطنين من رواد الأعمال على ممارسة أنشطة وتأسيس أعمال تخدم هذا الغرض عبر توفير التمويل لهم لإقامة مشروعات مرتبطة بجعل الإمارات وجهة لسياحة حفلات الزفاف والزواج لاسيما في ظل المزايا المتعددة التي توفرها وتميزها عن باقي الوجهات السياحية العالمية.