الثلاثاء 12 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
التعليم والمعرفة

الكاتبة سلمى الحفيتي: القارئ يصنع في ذهنه سينماهُ الخاصة

الكاتبة سلمى الحفيتي: القارئ يصنع في ذهنه سينماهُ الخاصة
19 نوفمبر 2018 01:18

غالية خوجة (دبي)

سلمى الحفيتي كاتبة وروائية إماراتية شابة، تخرجت في مجال إدارة المشاريع من جامعة الغرير بدبي، مديرة المقهى الثقافي في الفجيرة، مدربة تنمية ذاتية، التقيتها في «المصفوت» لكونها من لجنة تحكيم مهرجان المواهب الأدبية الأول الذي أقامه رواق عوشة الثقافي، وبدأنا الحوار من موهبتها، وكيف اكتشفتها، فأخبرتنا: «منذ أيام المنتديات الأدبية، كنت أكتب وأجد لكتاباتي استحساناً متداولاً بين صديقاتي، ما أزاد حماسي ورغبتي في الكتابة، لكنني أقر بأني كنت أكتب بذاتية مطلقة، أي لنفسي لا أكثر».
ثم سألتها عن موضوع روايتها (الأسِيف)، ولماذا اختارت جبل سنجار والمعاناة العراقية؟ فأجابت: «لم أتطرق لمعاناة الإزيديين التي حدثت مؤخراً، لأن روايتي في زمن مضى (خمسون سنة من الآن)، لكنني أقر أن معاناة الإزيديين في سنجار غذت فضولي المشتعل لمعرفة المزيد عن عاداتهم والبحث في المصادر المختلفة، ومطابقة المعلومات، ثم عجنها في قالب روائي يتطرق لمعاناة الإنسان الفرد قبل الجماعة، لأني أؤمن بالتوغل في أعماق النفس البشرية حين تكبر بلا انتماء! وتعيش غربة الروح وتناقضات الرغبات مع شح البدائل، النفس العزيزة التي تجبر على التأقلم كشجرة ساقت الريح بذورها لتنبت رغماً عنها في أرض جدب».
وبالنسبة للمحلية الإماراتية واهتمامها بها، أكدت: «لي قصائد عدة باللهجة المحلية، وأكتب حالياً رواية تتناول حقبة تاريخية مهمة من تاريخ الإمارات، ضمنتها بعض الأهازيج الشعبية والخرافات المحلية المتداولة لتعريف القارئ بتاريخ ولهجة الناس في الإمارات».
لكن، هل تجد نفسها في الرواية أم النصوص أم المقالة؟ أجابت: «في الرواية، لأنها إسقاط غير مباشر لآلامنا وأحلامنا معاً، كتابة الرواية أشبه بغلي ماء على نار هادئة، تمنح أريحية الاستعارة والإسقاط والاختباء خلف الرموز والتعبير عن خوالج النفس وما يثقلها».
أمّا عن سؤالنا: هل اللغة البسيطة والمشاهد السيناريوهاتية أقرب إلى الفن أم إلى القارئ؟ ولماذا؟ فقالت: «باعتقادي الكتابة بلغة بيضاء تجعل الكاتب مبتعداً عن التكلف، فلا يبقى النص عصياً على التأويل، لأن القارئ يصنع في ذهنه سينما خاصة، يتخيل فيها الشخوص والأماكن وفق الصورة المسقطة في ذهنه من وصف كاتبه، على عكس الأفلام التي تمنحه مشهداً بجاهزية مطلقة تؤطر خياله.
وبالنسبة للنقد، فرأته أشبه بطرْق الحديد، لأنه إنْ لم يكن ساخناً كفاية، فلن يساهم في التشكلات الجديدة! وأكملت: «أنا احترم النقد، بل أسعى للنقد، وأستجيب لوجهات النظر المختلفة، ولكنني أحافظ، في الوقت ذاته، على مبادئي الجوهرية في الكتابة وأؤمن أن قلمي ما زال يحبو أمام أقلام الكبار».
وعن الحب وكتابته وحضوره، قالت: «لطالما اعتقدت أن الحب إنْ كان مزهراً يعاش، لكنه لا يكتب إلا بعد أن يخبو». لكن، من أين تبدأ الكلمة؟ وأين ينتهي الحب؟ أكدت: «الكلمة تبدأ من ألم القلب، وتنتهي عند صرخة مكتومة تتحول لقصيدة رائعة أو سطر خالد».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©