محمد حامد ( الشارقة)
على الرغم من تجاوزه مرحلة التقييم، كأحد أكثر نجوم الكرة العالمية سحراً وجاذبية وتأثيراً، إلا أن الأداء الذي قدمه كيفين دي بروين، نجم مان سيتي، أمام أرسنال، جعله يبدو وكأنه يقدم نفسه من جديد، بصورة أكثر إبهاراً للملايين من عشاق الكرة العالمية، فقد أحرز ثنائية، وصنع هدفاً، وضرب العارضة، وصنع أكثر من فرصة للتسجيل، ودافع بعقلية لاعب وسط مدافع، وقام بالمهام الهجومية برؤية مهاجم من طراز رفيع، الأمر الذي جعل قصائد الغزل تنهال عليه من بيب جوارديولا، والصحافة الإنجليزية.
جوارديولا أشار، في تصريحاته، عقب الفوز على أرسنال بثلاثية، واستعادة الفريق لبريقه أن دي بروين يمرر من زوايا لا نراها نحن، ويملك المهارة والرؤية التي لا تتوفر لغيره، كما أشار جيمي رديدناب، في تحليله لأداء النجم البلجيكي، إلى أنه اللاعب الأفضل في العالم في مركزه، مع نجم البارسا دي يونج، فكلاهما لديه الفكر الحديث لمهام لاعب الوسط، فضلاً عن الرؤية والمهارة والجمع بين القدرات الهجومية والمهام الدفاعية.
بدورها، أشارت صحيفة «الجارديان»، في وصفها لنجم السيتي دي بروين، إلى أنه بما يملكه من مهارة، نجح في تحويل دفاعات أرسنال، إلى جمهور مثالي يستمتع بالعرض الفني الذي يقدمه داخل الملعب، والأمر لا يتعلق بتقصير المدافعين، في القيام بالمهام المطلوبة منهم لمواجهة دي بروين، والحد من خطورته، بل إنه يرتبط بقدرات خاصة للساحر البلجيكي، الذي يجعل المنافس يتحول إلى مشاهد، كما يجعل جمهور الفريق الآخر يتحول بدوره إلى مشجع له.
«قفزة السعادة»، هي العنوان الأكبر في موقعة الإمارات التي جمعت بين أرسنال وضيفه مان سيتي، فقد كتبها دي بروين، عقب المباراة التي انتهت بثلاثية للبلو مون، وحرص على نشر صورته وهو يقفز في الهواء زهواً واحتفالاً بتألقه اللافت، كما أن «قفزة السعادة» تؤشر إلى استعادة السيتي لتوازنه بالفوز بثلاثية خارج معقله، بعد الخسارة أمام مان يونايتد، ورفع الفريق رصيده إلى 35 نقطة، والأهم هو استعادة «بيب تيم» لجاذبية الأداء من جديد.
كما أن تعادل ليستر سيتي مع نوريتش سيتي، يفتح الطريق من جديد أمام البلو مون للعودة إلى منطقة القمة بالقرب من ليفربول، ولكن يتعين عليه الفوز على ليستر، السبت المقبل، في المرحلة 18 للبطولة، ثم التفوق على وولفرهامبتون، وشيفيلد يونايتد في آخر مباريات 2019، لكي يستعيد توازنه بالكامل، وهي أهم 9 نقاط للسيتي الموسم الحالي، حيث يمكنه حينها معرفة موقعه ومصيره من الاستمرار في المنافسة على اللقب، الذي حصل عليه بجدارة الموسمين الماضيين.
بالعودة إلى أرقام الكنج كيفين، فإنه الأفضل على مستوى صناعة الأهداف، بعد أن صنع 10 أهداف في موسم البريميرليج الحالي، كما سجل سداسية، مما يعني أنه بصم في كل مباراة، فقد خاض 16 مواجهة مع السيتي الموسم الحالي في البطولة الإنجليزية، ولدى النجم البلجيكي معدل خاص في التمرير، وصناعة فرص التسجيل، وليس صناعة الأهداف فحسب، كما أنه يسجل ويصنع بالقدم اليمنى واليسرى، بطريقة توحي وكأنه يسيطر عليهما معاً، ويؤدي بهما بنفس الكفاءة، فقد سجّل 29 هدفاً في الدوري الإنجليزي منذ قدومه لانجلترا، منها 20 بالقدم اليمنى و9 باليسرى، ولا يقل معدل دي بروين في كل مباراة عن 54 تمريرة، مما يعني أنه المحطة الأهم لفريقه، واللاعب الذي يبصم على كل كرة، بسحره ومهارته وتأثيره.
