عقيل الحلالي (صنعاء)
سطت ميليشيات الحوثي الانقلابية على قافلة مساعدات إنسانية قدمتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الثلاثاء، لأهالي مركز مديرية الدريهمي، جنوب مدينة الحديدة اليمنية، حيث تحتجز الميليشيات مئات المدنيين كدروع بشرية. وقال المتحدث باسم القوات اليمنية المشتركة، المدعومة من التحالف العربي، أمس الخميس، لـ«الاتحاد»، إن ميليشيات الحوثي الانقلابية صادرت قافلة المساعدات الغذائية والدوائية التي قدمتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وقامت بتخزينها في مخازن خاصة تابعة لها داخل مركز مديرية الدريهمي.
وأكد العقيد وضاح الدبيش أن ميليشيات الحوثي التي تتحصن داخل الأحياء السكنية وسط مدينة الدريهمي منذ أكثر من عام، «منعت الغذاء والدواء عن ما تبقى من سكان المدينة وباتوا يعتمدون على وجبة غذائية واحدة في اليوم»، لافتاً إلى أن الميليشيات الحوثية تحتجز داخل المدينة أكثر من 380 شخصاً من السكان المحليين منذ أغسطس 2018 عندما سيطرت القوات المشتركة على معظم مناطق مديرية الدريهمي باستثناء مركز المديرية.
وأشار المتحدث العسكري إلى أن ميليشيات الحوثي منعت أيضاً السكان المحتجزين داخل المدينة من مقابلة الفريق الأممي وبعثة لجنة الصليب الأحمر خلال عملية إيصال المساعدات والتي واجهت عراقيل كثيرة من قبل الميليشيات الانقلابية. وأكد أن ميليشيات الحوثي تنصلت عن اتفاق أبرمته القوات المشتركة معها عبر الأمم المتحدة يتيح للصليب الأحمر إيصال المساعدات الإنسانية بسهولة ويسر إلى الأهالي المحتجزين داخل مديرية الدريهمي، ويسمح بنقل المرضى من المدنيين إلى خارج المدينة للعلاج، وإطلاق سراح الأسرى لدى الميليشيات.
وقالت المتحدثة باسم مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في صنعاء، ناتالي بكداش، إن اللجنة الدولية تمكنت الثلاثاء «من إدخال مساعدات إنسانية مكونة من طعام وماء ومواد إيوائية وأدوية للمدنيين في مركز مديرية الدريهمي». وأوضحت أنه ورغم «كل الصعوبات تمكنا من إدخال المساعدات إلى الدريهمي»، مشيرة إلى أن اللجنة الدولية تتحرك «عندما تتوفر لدينا الضمانات الأمنية من جميع أطراف النزاع وهذا ما حصل.»
وتعد هذه القافلة هي الثالثة التي تقدمها المنظمات الإنسانية الدولية لسكان مركز مدينة الدريهمي منذ أواخر العام الماضي. وتظاهر العشرات من أهالي سكان الدريهمي، الذين يقيمون في المناطق المحررة بالمديرية، الأربعاء، للمطالبة بإخراج ميليشيات الحوثي الانقلابين من مركز المديرية أو إجلاء الأهالي المحتجزين هناك. وتقول مصادر محلية أن لدى الكثير من الأسر في الدريهمي أفراد محتجزون لدى ميليشيات الحوثي داخل مركز الدريهمي، وأفراد آخرون تمكنوا من النزوح إلى المناطق المحررة في المديرية ذاتها.
وقصفت ميليشيات الحوثي الانقلابية، أمس الخميس، بالمدفعية الثقيلة والقذائف الصاروخية مواقع تابعة للقوات المشتركة شرق مديرية الدريهمي، وذلك في إطار خروقاتها النارية اليومية للهدنة الإنسانية في محافظة الحديدة المطلة على البحر الأحمر.كما قصفت الميليشيات الحوثية مناطق متفرقة في مديريتي التحيتا وحيس جنوب محافظة الحديدة، وأطلقت قذائف هاون على مواقع للقوات المشتركة في منطقة الجاح الساحلية بمديرية بيت الفقيه.وأعلنت القوات المشتركة في الحديدة، أمس، مقتل سبعة مسلحين حوثيين وجرح 16 آخرين، في غضون 48 ساعة ماضية، خلال محاولات هجومية فاشلة للميليشيات على بعض مواقعها جنوب المحافظة.
إلى ذلك، قتل مدنيان على الأقل وجرح آخرون، بينهم امرأة وطفلان، خلال اقتحام ميليشيات الحوثي الانقلابية قرية سكنية في مديرية الحدأ بمحافظة ذمار جنوب صنعاء.وذكرت مصادر محلية لـ«الاتحاد» إن ميليشيات الحوثي اقتحمت صباح أمس الخميس قرية المصاقرة في مديرية الحدأ بعد يوم من الاشتباكات العنيفة مع مسلحين من الأهالي اندلعت على خلفية محاولة الميليشيا اعتقال الوجيه المحلي عبدالله المصقري، وهو ضابط سابق في الجيش اليمني.
وأضافت المصادر أن الحوثيين أحرقوا منزل أحد السكان في القرية وتسببوا بأضرار متفاوتة لحقت بعدد من المنازل، مشيرة إلى سقوط قتيلين من المدنيين وجرح آخرين خلال اقتحام الحوثيين للقرية. واتهم وجهاء قبليون وناشطون يمنيون ميليشيات الحوثي بترويع الأهالي، لا سيما الأطفال والنساء، خلال محاولاتها تصفية معارضيها، محذرين من عواقب اقتحام الحوثيين للمناطق الريفية وما يترتب على ذلك من تغذية للثارات القبلية والشخصية.