دبي (الاتحاد)
في عامها الثالث ومع وصول المشاركات في مبادرة «صناع الأمل» إلى مستوى قياسي جديد بأكثر من 92 ألف مبادرة من 38 دولة، تبرز قصص ملهمة لأفراد ساهموا في غرس الأمل في مجتمعاتهم ومحيطهم، وأصبحوا بمبادراتهم قدوة في أخذ زمام المبادرة والمساهمة الإيجابية.
وصنّاع الأمل هؤلاء هم اليوم سفراء لقيم العطاء والعمل والإنجاز والتطوع، ومد يد العون والمساعدة للآخرين في مختلف المجالات، سواء الإغاثة أو التعليم أو الصحة أو البيئة أو تمكين المجتمع بمختلف فئاته. وكان لافتاً في دورة هذا العام تسجيل المشاركات النسائية النسبة الأكبر من أعداد الترشيحات التي قدّمها أفراد ومؤسسات رأوا في هذه المبادرات قبساً يستحق تسليط الضوء على من أناروه، وقدّموا من وقتهم وجهدهم لتحقيقه.
أسماء الشيمي
أسماء صابر الشيمي، أم مصرية تحرص على واجباتها في تربية أطفالها ورعاية شؤون أسرتها، لكنها أرادت أيضاً توظيف تحصيلها العلمي والمعرفي الذي اكتسبته طوال سنوات عديدة من الدراسة والمهنة في عمل يعزز خبراتها ويحقق ذاتها ويدعم أسرتها، ويقدم لها مسيرة مهنية تفتخر بها وتشعرها بأنها تنجز وتقدم لعائلتها ومجتمعها.
متخصصة في التسويق الإلكتروني، أطلقت منذ عام 2018 مبادرة «أكثر من أم» التي تتيح للأمهات تفعيل قدراتهن ومهاراتهن في مسارات مهنية متقدمة بالاستفادة من تطبيقات التكنولوجيا للعمل من منازلهن، والمساهمة الإيجابية في مدخول أسرهن.
المبادرة توظف تطبيقات التكنولوجيا لتمكين الأمهات وربّات المنازل من العمل في مجال التسويق الإلكتروني من منازلهن بشكل مرن وبساعات عمل اختيارية، وهي تعلّم الأمهات مهارات هذه المهنة وآليات العمل الحر.
واليوم توسعت المبادرة لتشمل دورات تدريبية عبر الإنترنت للأمهات في تخصصات متنوعة مثل التصميم، وكتابة المحتوى الرقمي، والرسوم المتحركة.
تقول أسماء إن الأهداف الأساسية لمبادرة «أكثر من أم» هي توفير الدعم والمساندة لكل أم وامرأة ومعيلة في إيجاد الفرصة المناسبة لها وفقاً لظروفها، وفتح آفاق إيجابية في حياة الأم العربية، وتغيير حياتها إيجاباً وحياة أسرتها للأفضل.
تضيف أسماء: «أن المبادرة استطاعت تدريب مئات الأمهات المصريات، وهي تتطلع لتدريب المزيد من خلال دوراتها المتنوعة التي تتوسع تباعاً، وتؤكد أسماء أن عدد المتطوعات في المبادرة تجاوز 20 متطوعة دائمة، إضافة إلى متطوعات مساهمات يقدمن جزءاً من وقتهن أو خبراتهن لتطوير الأداء والفرص والآفاق المتاحة للأمهات في العالم العربي للعمل والإبداع والإنجاز والتميز».
وبعد أن أصبحت المبادرة تقدم محاضرات توعوية في مجال التربية الأسرية وإدارة الوقت وتطوير المهارات وترسيخ الإيجابية لدى الأبناء والأسر، أصبح طموح أسماء الشيمي والمتطوعات في مبادرة «أكثر من أم» أن تتوسع المبادرة وتصل إلى آفاق أرحب لتصبح متاحة لكل امرأة عربية خاصة مع صعود مواقع التواصل الاجتماعي وتنامي عملها لتمكين المرأة العربية.
عائشة الشربتي
قاسية هي محنة الاقتلاع من الوطن، ومعاناة لا يشعر بها إلّا من عاش مرارة اللجوء تاركاً وراءه كل شيء طلباً للأمان له ولأسرته.. عائشة الشربتي، سيدة بحرينية رأت هذه المحنة وشاهدتها تتوالى فصولاً على شاشات التلفاز مع اللاجئين في أوروبا ولبنان ومن ثم لاجئي الروهينجا الذين تركوا ممتلكاتهم في ميانمار طالبين الأمان في بنجلاديش المجاورة. عائشة لم تكتفِ بالتعاطف مع هؤلاء عن بعد، بل قررت أخذ زمام المبادرة، ونزلت إلى الميدان تبحث عن أفضل السبل لتلبية احتياجاتهم الأساسية والمساهمة بأي وسيلة من الوسائل من خلال مبادرة «مع اللاجئين».
في مخيمات لاجئي بورما في بنجلاديش تعمل عائشة دون كلل، بعد أن أخذت على عاتقها، دون رعاية من أحد، مساعدة اللاجئين الذين أنهكتهم الحرب في وطنهم وما صحبها من دمار.
مشروعها «مع اللاجئين» انطلق منذ سنوات لمساعدة اللاجئين العرب في أوروبا ولبنان، ثم انتقل لدعمهم في أحدث مخيمات اللجوء وإحدى أكبرها في العالم وهي مخيمات الروهينجا في بنغلاديش.
مريم خيري
قيل إن المعلم يرى في الناس ما لا يرونه في أنفسهم. يبحث عن الكامن من مهاراتهم وقدراتهم، ويمكّنهم من إبرازها وصقلها وتحويلها إلى فرص واعدة تعزز مساراتهم الشخصية والمهنية وتمنحهم مزيداً من الخيارات. وفي المملكة العربية السعودية، أرادت المعلمة مريم خيري أن تذهب في هذا التوجه نحو آفاق أرحب حتى خارج الصف الدراسي.
وفي المملكة، حيث تواصل المرأة السعودية تعزيز دورها المحوري في المجتمع ودعم مسارات التنمية، رأت مريم الفرصة سانحة للتطوع بمشاركة معارفها وخبراتها لتمكين الشابات السعوديات الطامحات للانخراط في سوق العمل والحياة المهنية، فأطلقت «مهارات نواعم». المبادرة تسعى لتمكين المرأة وإشراكها بفاعلية وكفاءة في ميادين العمل في مختلف المجالات، وتهدف مريم خيري من مبادرة «مهارات النواعم» إلى تعزيز قدرات المرأة السعودية بمعارف وخبرات ضرورية تجعلها قادرة على المساهمة الفاعلة في تنمية المجتمع.