توعدت الحكومة السورية مجدداً أمس بالقضاء على من وصفتهم بـ “المجموعات الإرهابية المسلحة” في حلب، وقال وزير الخارجية وليد المعلم خلال مؤتمر صحفي في طهران، “إن بلاده ستنتصر” رغم ما وصفه بـ “المؤامرة الكونية المدعومة من إسرائيل” ضدها. فيما اعتبر وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي “أن فكرة نقل السلطة في سوريا مجرد وهم”.
وقال المعلم “لقد تجمعت القوى المعادية لسوريا كافة في حلب لمقاتلة الحكومة، وسيتم القضاء عليها بلا شك؛ لأن الشعب السوري يقاتل إلى جانب الجيش ضد المسلحين المعارضين”، وأضاف “أقول لكم، إن سوريا أقوى وتصميمنا على مواجهة هذا المخطط أقوى، وقد برهنا ذلك على الأرض منذ الأربعاء الماضي، حيث خططوا لمعركة سموها دمشق الكبرى، وحشدوا لها مجموعات من الإرهابيين المسلحين وفي أقل من أسبوع اندحروا وفشلت هذه المعركة فانتقلوا إلى حلب، وأؤكد أن مخططاتهم ستبوء بالفشل”.
واعتبر المعلم “أن سوريا تواجه مؤامرة كونية، لكنها تمتلك قدرات دفاعية كافية للدفاع عن كل ذرة من ترابها”، لافتاً إلى أن الشعب السوري صامد في وجه الحشد الكبير من الدول الشرسة التي تتآمر عليه. وأضاف “أن المجموعات الإرهابية التي تأتي عبر الحدود من تركيا إلى سوريا تضم جنسيات مختلفة من مصريين وليبيين وعراقيين وغيرهم، وأن عدداً من العراقيين الذين تم إلقاء القبض عليهم ينتمون إلى تنظيم القاعدة”. وتابع رداً على سؤال “نريد من لبنان الشقيق سلامته ووحدته، وأن يساعد أيضاً في منع تسلل الإرهابيين عبر حدوده؛ لأن هذا فيه مصلحة لسوريا ولبنان”.
وقال المعلم “إن بلاده تمتلك قدرات دفاعية كافية للدفاع عن نفسها، وهي اليوم أقوى وماضية في مواجهة العدوان عليها ومصممة على الانتصار على الرغم مما تتعرض له من حصار لا إنساني تفرضه الولايات المتحدة وبلدان الاتحاد الأوروبي وقبلها الجامعة العربية”. وشدد أيضاً على أن خطة المبعوث العربي الأممي كوفي عنان لا تزال الطريق الوحيد لحل الأزمة لأنها تتضمن منع التدخل الخارجي وسبل الحل السياسي، كما أن تطبيقها كفيل بمنع القوى والدول كالسعودية وقطر وتركيا من التدخل في الشأن الداخلي السوري”.
وأكد المعلم أن حكومة بلاده لن تستخدم الأسلحة الكيميائية ضد شعبها، وأن سوريا ملتزمة بالقوانين الدولية ذات الصلة، وضد أسلحة الدمار الشامل وتحترم القوانين الدولية. وأشار إلى أن سوريا جاهزة للتوقيع على معاهدة منع انتشار الأسلحة الكيميائية في حال وقعت إسرائيل على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية.
والتقى المعلم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي أعرب عن الأمل بأن تعيد الحكومة السورية الأمن والاستقرار في أسرع وقت ممكن. كما اتهم نجاد دول الحلف الأطلسي وعلى رأسها الولايات المتحدة بالسعي إلى ضمان هيمنة إسرائيل في المنطقة عبر دعم المعارضين السوريين الذين يعملون على قلب نظام الأسد.
من جهته، أبدى صالحي ثقته بأن الشعب السوري سينتصر على المعارضين والدول التي تدعمهم، وقال “نحن نشهد مؤامرة وحشية تنفذها عدة دول على راسها النظام الصهيوني”، طالباً من بلدان المنطقة التفكير في العواقب الوخيمة لسياستهم في دعم المعارضين. وأضاف “أن فكرة القيام بعملية نقل منظم للسلطة في سوريا وهم. وتابع قائلاً “التفكير الساذج والمخطئ بأنه إذا حدث فراغ في السلطة في سوريا، وأن حكومة أخرى ستصل ببساطة إلى السلطة في اعتقادي ليس سوى حلم.. أنه وهم. يجب أن ننظر بحرص إلى سوريا وما يحدث داخل البلاد”.
وفي دمشق، قال وزير الداخلية السوري محمد الشعار “إن القوات السورية ستقوم باقتلاع كافة أشكال ما وصفه بـ “الإرهاب”، مجدداً دعوته لحاملي السلاح إلى العودة إلى رشدهم.
وذكر في أول ظهور على التلفزيون السوري بعد إصابته في الانفجار الذي استهدف مقر مكتب الأمن القومي في دمشق قبل أسبوعين “أن جيشنا الباسل وأمننا الساهر سيقتلعان الإرهاب بكل أشكاله وسيعيدان الأمن والاستقرار إلى ربوع سوريا”. وترأس الشعار اجتماعاً في مقر وزارة الداخلية لمديري إدارات الوزارة.
ووجه رسالة إلى كل من يحمل السلاح بالعودة إلى رشدهم، داعياً إياهم إلى إدراك أنهم ليسوا إلا وقودا يستثمرهم الآخرون في مخططهم لضرب استقرار بلدهم.
وأضاف “أن وجود بعض الثغرات يجب ألا تكون مبررا لأي أحد كي يبيع نفسه إلى خارج الحدود ونحن جاهزون لمساعدة هؤلاء والعودة بهم إلى جادة الصواب وحضن الوطن ليكونوا بنائين فيه بدلاً من أن يكونوا مخربين له”.
شائعات عن انشقاق قنصل في أرمينيا
عواصم (وكالات) - ترددت شائعات أمس عن انشقاق القنصل في السفارة السورية في أرمينيا محمد حسام حافظ عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك في تقرير ورد على موقع “روسيا اليوم” الذي أورد أيضا أن هذه الشائعات جاءت يوم من إعلان السفير السوري السابق في بيلاروسيا فاروق طه عن انشقاقه في تصريح لقناة “الجزيرة”، وهو الأمر الذي سارعت السفارة السورية في مينسك إلى نفيه قائلة “إن مهمة طه كسفير انتهت في شهر يناير الماضي”.وتأتي هذه التطورات في إطار سلسلة من الانشقاقات عن نظام الأسد، كان آخرها انشقاق عبد اللطيف الدباغ السفير السوري في الإمارات الذي كان أبعد مع سفراء سوريا لدى دول مجلس التعاون الخليجي في فبراير الماضي، وزوجته القائمة بالأعمال في قبرص لمياء الحريري، وقبلهما السفير السوري في بغداد نواف الفارس.