رشا طبيلة (أبوظبي)
يسهم ارتفاع الدرهم مقابل العملات الأخرى في التقليل من تكاليف الرحلات على المسافرين، لا سيما مصاريفهم الشخصية، بمعدلات تتراوح بين 5% و40%، بحسب الوجهة والعملة المستهدفة، الأمر الذي يؤثر إيجاباً على الطلب على السفر، مع توفر حزم وعروض أقل تكلفة على المسافر.
وأظهرت بيانات المصرف المركزي ارتفاعاً في سعر الدرهم بنسب كبيرة مقابل عدد من العملات الرئيسة ذات الأهمية في العلاقات التجارية والسياحية مع دولة الإمارات، ومنها الروبية الهندية، حيث ارتفع الدرهم 11.8% خلال عام، وذلك في يناير مقارنة مع سعره في يناير 2018، فيما ارتفع الدرهم مقابل اليورو 5.5% خلال عام، كما ارتفع الدرهم 2.3% مقابل الفرنك السويسري، و3.2% مقابل الجنيه الإسترليني، كما زاد مقابل الروبل الروسي بنسبة 14.5%، وارتفع الدرهم مقابل اليوان الصيني 3.9% وارتفع مقابل الدولار الأسترالي بنسبة 9.3%.
ومع قرب حلول إجازة الربيع، أشارت شركات سفر إلى تغير ملحوظ في خيارات المسافرين من سكان دولة الإمارات للسفر بهدف السياحة، لا سيما في الإجازات المدرسية الفصلية، لتتجه أعينهم إلى وجهات غير تقليدية، بهدف خوض تجربة جديدة والتعرف على ثقافات ووجهات جديدة، وفي نفس الوقت لقرب مسافتها وقلة تكاليفها، مقارنة بالوجهات التقليدية المعروفة، في وقت أكدوا أن الوجهات التقليدية الأوروبية ما تزال الخيار المحبب في إجازة الصيف الطويلة.
وتشهد وجهات جديدة، مثل أذربيجان وكازاخستان ودول شرق أوروبية ارتفاعاً في الطلب عليها، إلى جانب الدول التي يتجه إليها الوافدون بالدولة لزيارة عائلاتهم، مثل دول عربية، كمصر الأردن ودول شرق آسيوية، مثل الهند، فمع قرب إجازة الربيع بنهاية مارس المقبل، بدأت تتدفق الحجوزات المبكرة، والتي تشير إلى طلب كبير على تلك الوجهات.
وأشار صلاح الكعبي، المدير التنفيذي لشركة بافاريا للعطلات، إلى أن قوة الدرهم وارتفاعه مقابل العملات الأجنبية يسهم في التقليل من تكاليف رحلة المسافر، لا سيما مصروفه الشخصي سواء للشراء أو للعلاج، أو غيرهما بنسبة تتراوح بين 5% و40%، ويعتمد ذلك على الوجهة المستهدفة.
وأكد الكعبي أن ارتفاع الدرهم لا يؤثر بشكل مباشر على قرارات المسافرين للسفر ولا على ارتفاع الطلب على السفر، حيث إنه لا يعد عاملاً يؤثر في إقبال الناس على السفر.
في المقابل، قال الكعبي «إن ارتفاع الدرهم يؤثر بشكل غير مباشر على الطلب للسفر عند عرض شركات السفر لعروض وحزم أقل تكلفة بسبب قوة الدرهم، لا سيما إذا قامت شركات السفر بتسويق العروض والحزم بشكل واضح وشفاف يبين فرق الأسعار».
وأشار الكعبي بالنسبة لإجازة الربيع، «تغيرت خيارات المسافرين خلال الإجازات الفصلية، فهم يتجهون لدول جديدة، مثل أذربيجان وأرمينيا وجورجيا وشرق أوروبا مثل البوسنة».
وأرجع تغير خيارات المسافرين لأسباب عدة، أهمها قلة تكاليف الرحلات إليها، مقارنة بأخرى تقليدية مثل غرب أوروبا، إلى جانب حسن الاستقبال والضيافة والخدمات في تلك الدول والتي أصبحت أفضل من دول أخرى تقليدية، فضلاً عن قرب المسافة إليها، الأمر الذي يجعلها محببة للمسافرين في الإجازات الفصلية القصيرة.
وقال الكعبي، «تلك الدول تمتلك جميع مقومات السياحة من خدمات وضيافة ومناظر طبيعية تجعلها وجهات محببة لسكان الدولة».
وفي السياق نفسه، قال صبحي حسين، شريك ومدير عام شركة «أرابيلا» للسفر والسياحة، إن ارتفاع الدرهم مقابل العملات الأخرى يخفض من تكاليف الرحلات بشكل عام، فمثلاً بعض الوجهات تقل تكاليف الرحلة إليها بنسبة 5% وأخرى تزيد على ذلك بكثير، حيث يعتمد ذلك على الوجهة والعملة المستهدفة».
واستبعد حسين أن يؤثر سعر العملات على خيارات المسافرين للسفر، ولكنها ستقلل من تكاليف السفر عليهم.
وحول إجازة الربيع، أشار حسين إلى أنه يتم تلقي حجوزات كثيرة لإجازة الربيع وإلى دول، مثل أذربيجان وجورجيا وأرمينيا والبوسنة ومونتينيغرو بسبب قرب المسافة وقلة التكاليف وتوفر الخدمات وحسن الضيافة.
وقال علاء العلي، مدير «نيرفانا» للسفر والسياحة، إن قوة الدرهم مقابل العملات الأخرى يسهم في تخفيض تكاليف السفر بالنسبة للمسافر لا سيما في مصروفه الشخصي أثناء رحلته السياحية أو عند الاستثمار في الوجهة المطلوبة.
وأشار العلي إلى أن معدل تأثير قوة الدرهم على تكاليف الرحلات تختلف باختلاف عملة الوجهة المستهدفة، حيث تتراوح معدلات انخفاض التكاليف بين 5% و40%. وأضاف العلي «على سبيل المثال ارتفع الدرهم مقابل الجنيه المصري بشكل كبير، ما يوفر التكلفة على المسافر لمصر بشكل ملحوظ».
وفي ما يتعلق بإجازة الربيع، أشار العلي إلى أن «الطلب خلال الإجازات الفصلية القصيرة، لا سيما إجازة الربيع المقبلة، يتركز في دول ووجهات غير تقليدية مثل أذربيجان وجورجيا ودول شرق أوروبية في حين تشهد الوجهات التقليدية مثل دول غرب أوروبية خلال فصل الصيف إقبالاً كبيراً».
واستبعد سعود الدرمكي، الرئيس التنفيذي ومؤسس «بريمير للسفر والسياحة»، تأثير ارتفاع الدرهم مقابل العملات الأخرى بشكل مباشر على قرارات سكان الدولة للسفر مع وجود حزم وعروض جاذبة حالياً من شركات الطيران وشركات السياحة، مؤكداً أنه يقلل من تكاليف السفر على المسافر بشكل عام.
وبين الدرمكي أن الطلب الأكبر خلال إجازة الربيع المقبلة على أذربيجان وكازخستان وأوكرانيا، في حين يكون الطلب في الصيف على وجهات أوروبية معروفة، مثل ألمانيا وبريطانيا وغيرهما.
وأضاف «ننصح المسافرين خلال إجازة الربيع بالتوجه للدول التي تمتاز بمناخ معتدل في الربيع وقريبة المسافة، مثل أذربيجان وأرمينيا وسنغافورة ودول شرق أوروبية».
وقال «بدأنا بتلقي الحجوزات منذ يومين، ونتوقع ارتفاعاً في إشغال الرحلات بشكل كبير خلال إجازة الربيع».
وأضاف «أسعار الرحلات لتلك الوجهات الجديدة أقل تكلفة من الوجهات التقليدية، وتوفر حزماً وعروضاً خاصة للسفر خلال إجازة الربيع». وأوضح الدرمكي، «أرخص الوجهات حالياً هي أذربيجان وكازخستان، حيث تتوافر عروض بتكلفة 1500 درهم فقط لثلاث ليال».