اختتمت اليوم فعاليات الدورة الخامسة من القمة العالمية للاقتصاد الأخضر "تعزيز الابتكار قيادة التغيير" التي أقيمت تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" بمشاركة العديد من المتحدثين العالميين وكبار الشخصيات والمسؤولين وممثلي المؤسسات الحكومية ووسائل الإعلام والخبراء والأكاديميين.
وأطلق سعادة سعيد محمد الطاير نائب رئيس المجلس الأعلى للطاقة في دبي والعضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي ورئيس القمة العالمية للاقتصاد الأخضر في ختام القمة "إعلان دبي 2018" عبر فيه عن شكره وتقديره لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على رعايته الكريمة للقمة كما شكر سعادته سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي على حضوره حفل افتتاح فعاليات القمة.
وقال سعادته إنه منذ إطلاقها عام 2014 حققت القمة تطوراً كبيراً وإنجازات ملحوظة بفضل التعاون العالمي المتزايد بين صناع القرار من القطاعين العام والخاص، مشيراً إلى أن دورة هذا العام شهدت حضور ما يزيد على 3700 من الخبراء العالميين والمختصين وقادة الفكر في الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة لمناقشة قضايا ملحة وعلى رأسها التغير المناخي والاحتباس الحراري.
وأضاف أن الدورة الخامسة من القمة العالمية للاقتصاد الأخضر تكتسب أهمية خاصة حيث إنها مهدت الطريق أمام اعتماد وتوقيع اتفاقية إنشاء المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر "WGEO"، معرباً عن أمله في انضمام أكبر عدد من الدول ليكونوا ضمن الأعضاء الأساسيين للمنظمة بغية الإسهام في صياغة مستقبل المنظمة.
وقال "استرعى انتباهنا التقرير الذي أطلقته اللجنة الدولية للتغيرات المناخية مؤخراً والذي يحدد معايير صارمة للعالم لتخفيض درجة حرارة الأرض بمقدار 1.5 درجة مئوية إلا أننا متفائلون بتحقيق هذا الهدف من خلال تسخير إمكانات القطاع الخاص في تحقيق التحول الأخضر في مختلف القطاعات والصناعات ولهذا السبب نجتمع هنا لدفع مسيرة التحول الأخضر بالاعتماد على التنوع وريادة الأعمال".
وأوضح سعادة الطاير أن دورة هذا العام من القمة ركزت على ثلاثة محاور رئيسية تشمل رأس المال الأخضر الذي كان محط نقاشات المشاركين في الدورة الحالية ويأتي هذا بينما وقعت المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر في شهر أكتوبر الجاري اتفاقية شراكة مع المعهد العالمي للنمو الأخضر لتسريع فرص الاستثمارات الخضراء في مشاريع المدن الذكية القابلة للتمويل.
وأضاف أن دبي أطلقت مشاريع خضراء رائدة أبرزها مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية الذي يعد أكبر مشروع للطاقة الشمسية في العالم في موقع واحد وفق نظام المنتج المستقل والذي ستصل قدرته الإنتاجية إلى 5000 ميجاوات بحلول عام 2030 ويتضمن أكبر مشروع للطاقة الشمسية المركزة في العالم بنظام المنتج المستقل في موقع واحد بقدرة 700 ميجاوات.
وأشار إلى أن المشاركين ناقشوا المحور الثاني التحول الرقمي في مواكبة المتغيرات المتسارعة في التكنولوجيا واستشراف المستقبل لا سيما تقنيات الثورة الصناعية الرابعة والتطورات الرقمية حول العالم والعملات الرقمية وتقنية البلوك تشين والروبوتات وتعلم الآلة وانترنت الأشياء، لافتاً إلى أن مبادرة "ديوا الرقمية" -الذراع الرقمي لهيئة كهرباء ومياه دبي- تهدف إلى إعادة صياغة مفهوم المؤسسات الخدماتية للإسهام في إيجاد مستقبل رقمي جديد لإمارة دبي حيث كان ذلك محط اهتمام المشاركين في القمة في مجال التحول الرقمي.
وقال: أطلقت دبي خلال القمة حملة "اي - سيارة" التوعوية والخاصة بالسيارات الكهربائية وتعد الأولى من نوعها في المنطقة وتدعم استراتيجية دبي للتنقل الأخضر 2030 ورؤية الإمارات 2021 وخطة دبي 2021 إضافة إلى دعم جهود إمارة دبي في تعزيز الاستدامة وجودة الهواء وكفاءة استهلاك الوقود.
وتابع: في المحور الثالث "القيادة والتفاعل المجتمعي" ناقش المشاركون آليات وضع نموذج مثالي للشراكات بين القطاعين العام والخاص من خلال وضع القوانين والتشريعات اللازمة التي تعزز فرص الاستثمار في تطوير مشاريع الطاقة والمياه والبنية التحتية والارتقاء بجودة الخدمات.
وأضاف سعادته أن المشاركين أجمعوا على ضرورة أن يلعب قادة القطاعين العام والخاص دوراً أساسياً في تحقيق التحول للاقتصاد الأخضر من خلال وضع سياسات وحوافز تساهم في تغيير السلوك الفردي وأنماط الاستهلاك إضافة إلى رفع الوعي البيئي. كما أكدوا على أهمية أن تكون التنمية المستدامة متكاملة حيث إنها تتطلب التزاما كاملا من قيادات القطاعين العام والخاص.
وقال سعادة الطاير: أطلقنا خلال دورة هذا العام من القمة تقرير الاقتصاد الأخضر العالمي 2018 بعنوان - تعزيز الابتكار في الأعمال والمال والسياسات - بالتعاون مع جامعة كامبريدج وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي حيث سلط الضوء على الحاجة إلى نهج أكثر تعمقا وتنوعا لبناء وترسيخ اقتصاد أخضر حقيقي والمضي قدما بتحقيق أهداف أجندة الاستدامة العالمية بالإضافة إلى ذلك سنعمل على بوابة المبادرات الخضراء التي تضم تحت مظلتها جميع البرامج الخضراء التي من شأنها تعزيز مسيرة التنمية المستدامة.
وأشار سعادته إلى أن دورة هذا العام تخللها اجتماع لمسؤولي مدن طريق الحرير حول التعاون بين بلدان الممر الاقتصادي الجنوبي - الجنوبي في مجال المدن الخضراء والسياحة الذكية لمناقشة قضية التنمية المستدامة وانعقاد المؤتمر التحضيري الأول للمنظمة العالمية للاقتصاد الاخضر بحضور ممثلين رفيعي المستوى عن أكثر من 60 دولة حول العالم ما يعكس الاهتمام العالمي الكبير في مجالات الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة.
وقال "شكل هذا المؤتمر نقطة الانطلاق أمام تأسيس المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر كمنظمة دولية مستقلة تم تأسيسها بموجب اتفاقية بين الأطراف المشاركة".
وحث جميع المسؤولين للتعاون لبدء أعمال المنظمة العالمية للاقتصاد الاخضر في أسرع وقت حتى يتسنى لها تقديم العون اللازم، ودعا دول العالم أن تشارك دولة الإمارات في حشد الجهود وتبادل الأفكار وتعزيز التكاتف العالمي لمواجهة ظاهرة التغير المناخي.