الثلاثاء 12 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة

ملتقى السمالية يؤكد على الأصالة وقيم التراث

ملتقى السمالية يؤكد على الأصالة وقيم التراث
26 يوليو 2011 20:05
تحت رعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات، كان ملتقى السمالية أمس على موعد مع اختتام دورة أنشطته الثامنة عشرة، عام جديد أضيف إلى عمر الملتقى الذي أخذ على عاتقه مهمة بناء الغد الإماراتي، وهو يبدي كفاءة مميزة في الالتزام بما وعد به، ويتقدم بخطى حثيثة نحو هدفه المنشود والمعلن. عام آخر انقضى وكثير من الإنجازات تحققت في سياقه، لعل أبرزها أن مجموعة جديدة من الفتية والفتيات قد ازدادت خلاله صلتهم بجذورهم الحضارية، أطلوا عبر الملتقى على التضاريس الاجتماعية والفكرية والثقافية لبلادهم، وامتلكوا أساليب الوعي التي تمكنهم من الاستجابة لمتطلبات نهضتها المستدامة، أمس، وبينما كان الملتقى يحتفل باختتام أنشطته المتنوعة في دورته الثامنة عشرة، كانت الإمارات تحتضن مزيداً من أبنائها وبناتها وقد صاروا تباشير واعدة بغد مشرق، ثماراً يانعة في شجرة مباركة تغلغلت جذورها سحيقاً في باطن الأرض، وامتدت أغصانها شاهقة باسقة تعانق السماء. مسؤولية إضافية الغبطة في أعين الطلبة كانت واضحة، لعلهم بعفوية أعمارهم البريئة كانوا يدركون أن الأمر أكثر من مجرد متعة لحظوية، وإن بدا كذلك للوهلة أولى، بدوا كما لو أنهم يستشعرون مسؤوليات ما بدأت تلقى فوق كواهلهم الطرية، كان الحفل الذي احتضنته قاعة المسبح الأولمبي بجزيرة السمالية ناجحاً، وأتى تتويجاً ملائماً لملتقى السمالية الصيفي التراثي الثامن عشر الذي نظمه نادي تراث الإمارات على مدار أربعة أسابيع بمشاركة نحو 3000 طالب وطالبة من أبناء الدولة، من كافة الفئات العمرية. أقيم الحفل بحضور سعادة خميس الفندي المزروعي، المدير التنفيذي للأنشطة بالإنابة، وسعيد علي المناعي مدير إدارة الأنشطة والسباقات البحرية بالإنابة، وعبيد أحمد المهيري نائب مدير جزيرتي السمالية ومصنوعة، وعدد من كبار المسؤولين في النادي، وعدد كبير من أولياء أمور الطلبة المشاركين ومديري المراكز الشبابية والنسائية، والإعلاميين وجمهور غفير وضيوف الحفل. العلم العائم استهل حفل الافتتاح بعزف للسلام الوطني، وتزامن ذلك مع عرض مميز لعلم الدولة العائم، وسط تشكيل بحري بإشراف شعبة السباحة في النادي من قبل لاعب السباحة ماجد الحمادي، حيث جرى العرض وسط تصفيق حاد من الجمهور. وتضمن حفل ختام الملتقى العديد من الفقرات التراثية، من بينها عرض شائق لفنون وحركات اليوله قدمها طلبة مركز الوثبة بإشراف المدربين راشد القبيسي ومحمد علي، وقدمت الطالبة خولة عبدالرحيم من مركز السمحة النسائي فقرة شعرية، كما تابع الجمهور عروضا تراثية من الألعاب الشعبية المخصصة للفتيات، وعروض الصقارة. بالإضافة إلى العديد من الأنشطة والفعاليات التي تهدف في مضمونها إلى تعزيز وترسيخ مفهوم ومكونات الهوية الوطنية لدى المشاركين الذين أكدوا التزامهم بهويتهم ومواطنتهم الصالحة، وانتماءهم وولاءهم للقيادة الرشيدة. مهارات مكتسبة وأكد العديد من طلبة الملتقى في كلماتهم على تقديرهم لجهود راعي ملتقاهم سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، لدعمه اللامحدود لنشاطاتهم والتوجيه بتوفير كافة احتياجاتهم، وجاء في الكلمات: “لقد أمضينا في الأسابيع الأربعة الماضية وقتا استثنائيا، حيث اكتسبنا خبرات ومهارات تراثية وثقافية وفنية أسهمت في ترسيخ مفهوم الهوية الوطنية لدينا، كما أسهمت في ربطنا بقوة بتراث وعادات وقيم الآباء والأجداد”. تكريم المساهمين عقب ذلك قام خميس الفندي المزروعي بتكريم الجهات والهيئات والمؤسسات التي أسهمت في إنجاح ملتقى السمالية التراثي الصيفي الثامن عشر، ومن هذه الجهات: الشرطة المجتمعية، وإدارة الإعلام والعلاقات العامة في النادي، ومدرسة الإمارات للشراع، ووحدة البحوث البيئية، كما تم تكريم الطلبة الفائزين بالمراكز الأولى في مسابقات الملتقى في الفروسية والهجن والرماية التقليدية واليولة والتجديف. وجرى تكريم عدد من المدربين التراثيين وعدد من المشرفين ومديري المراكز تقديرا لجهودهم في إنجاح الحدث. تظاهرة تراثية انتهى الاحتفال بتظاهرة تراثية شبابية في معرض المشغولات اليدوية، حيث عرضت للجمهور والحضور والضيوف مشغولات من إنجاز طالبات المراكز النسائية في مركزي أبوظبي النسائي ومركز السمحة النسائي في الورش التدريبية التي تضمنها البرنامج المخصص لهن في الملتقى، وذلك ابتهاجا بختام الملتقى الذي يعتبر أحد أهم المشاريع الوطنية لخدمة أبناء الإمارات خلال فترة الصيف، كونه يشكل تجربة فريدة في التعامل مع التراث الوطني وتعليمه للأجيال من خلال برامج متنوعة وضمن منظومة من الأفكار التي تركز على تحقيق معادلة الأصالة والمعاصرة. مساحة مميزة يذكر أن دورة هذا العام من الملتقى نجحت في استقطاب عدد كبير من طلبة العديد من المؤسسات والهيئات الوطنية، كما استقطبت عدداً من الوفود المحلية، ونظمت عدة زيارات للإعلاميين العاملين في الدولة للاطلاع على البرامج والفعاليات ومرافق جزيرة السمالية التي احتضنت الفعاليات، وتضمنت برامج الملتقى عدداً كبيراً من المهرجانات التنافسية والمهرجانات البحرية والبرية ومجموعة من الأنشطة الرياضية والترفيهية والثقافية، إلى جانب محاضرات وندوات توعوية تثقيفية للمشاركين، وخصصت مساحة ممتازة للطالبات المنتسبات إلى المراكز النسائية في مجالات عديدة تهتم بالحرف اليدوية، والطهي الشعبي وبرامج تنمي روح المواطنة لدى المشاركات.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©