محمد حامد (أبوظبي)
ارتفع الدخل المالي لمان سيتي من 231 مليون جنيه إسترليني في عام 2012 ليصل إلى 536 مليوناً في 2019، ووفقاً للتقرير المالي للعام الأخير، فقد حقق السيتي دخلاً مالياً من حقوق البث بلغ 254 مليون إسترليني، وهو مؤشر يؤكد ارتفاع شعبيته، سواء في إنجلترا أو حول العالم، كما أن الأموال التي دخلت خزينة النادي من صفقات الرعاية والنواحي التجارية قيمتها 227 مليون إسترليني، وهو مؤشر آخر لارتفاع شعبية وقيمة النادي، أما مبيعات التذاكر فقد جلبت للسيتي 55 مليون إسترليني، فجماهيره تحرص على حضور جميع مبارياته باستاد «الاتحاد» الذي يرفع لافتة «كامل العدد».
المكاسب المالية التي يحققها مان سيتي، هي المحصلة الواقعية لعمل امتد على مدار 10 سنوات، ويعود الفضل في هذه النجاحات على مستوى حصد البطولات والدخل المالي، إلى الفكر الإداري للنادي الذي انتقلت ملكيته إلى أبوظبي عام 2008، محققاً ما لم يحققه أي كيان كروي إنجليزي في الفترة ذاتها، وبالفكر الإداري والتخطيط طويل المدى، والتنفيذ الدقيق للخطط الموضوعة ارتفع الدخل المالي من 230 مليون إسترليني إلى أكثر من نصف مليار في غضون 7 سنوات فقط.
أما الجانب الثاني في منظومة نجاح السيتي، فيعود إلى الكرة الجذابة التي يقدمها الفريق، وهذه الفلسفة الكروية لم تبدأ في عهد بيب جوارديولا، بل مع من سبقه من الأجهزة الفنية، إلا أن الفيلسوف الإسباني أخذ الفريق إلى أفق جديد في هذا الجانب، وسبق لمعالي خلدون المبارك رئيس مجلس إدارة النادي، أن أكد على هذا الجانب في أكثر من مناسبة، حيث أشار إلى أن الكرة الجميلة الجذابة التي يقدمها السيتي هي أحد أهم أسباب ارتفاع شعبيته حول العالم، ومن ثم قدرته على تحقيق مكاسب مالية كبيرة.
ثالث أسباب نجاح السيتي في تحقيق هذا الدخل المالي الكبير هو ارتفاع شعبيته حول العالم، حيث يتابع النادي، عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الوقت الراهن، ما يقرب من 65 مليون مشجع، وبعيداً عن العالم الافتراضي، هناك الملايين في العالم الواقعي ممن جذبهم السيتي، سواء في آسيا أو الولايات المتحدة، أو غيرها من مناطق العالم، ومن المؤكد أن ارتفاع الشعبية يرتبط بجودة التخطيط الإداري خارج الملعب، والأداء الكروي الجذاب داخل الميدان.
أما عن البطولات التي تجذب المزيد من الجماهير ومن ثم الرعاة، وبالتالي الدخل المالي، فقد حقق سيتي ما لم يحققه غيره في السنوات العشر الأخيرة، حاصداً 13 بطولة في الحقبة الظبيانية، أهمها لقب الدوري الإنجليزي 4 مرات، وهو الفريق الوحيد الذي احتفظ بلقب «البريميرليج» لموسمين متتاليين في السنوات العشر الأخيرة.
بدورها تفاعلت الصحافة الإنجليزية مع التقرير المالي للسيتي والنجاحات المالية والإدارية والكروية التي يحققها، حيث أشارت «الميرور» إلى أن أبوظبي أخذت فريقها من الظل، فهو لم يكن أبداً قريباً من مكان يونايتد، إلا أنه أصبح الآن الأفضل كروياً، وسوف يعادله مالياً العام القادم بدخل مالي لكل منهما يبلغ 560 مليون استرليني، وركزت «ديلي ميل» على هذا الجانب أيضا، كاشفة أن صفقة رعاية بوما للسيتي سوف تبلغ قيمتها 650 مليون استرليني في 10 سنوات، وهي صفقة تاريخية تؤكد أن «البلو مون» أصبح كياناً عملاقاً تسعى الشركات الراعية للحصول على حقوق رعايته، فيما عنونت «الجارديان»: «سيتي يتطلع للمستويات القياسية»، في إشارة إلى الطموح المستمر للنادي في بلوغ المعدل القياسي مالياً وكروياً.
