على مدار أيام كأس آسيا السابعة عشرة التي تختتم اليوم بمباراة التتويج بلقب البطولة، تشرفت بكتابة مقالة يومية على صفحات «الاتحاد»، وهي تجربة غنية في مسيرتي الصحفية أعتز وأفتخر بها كثيراً، لأنها في مؤسسة صحفية عربية عملاقة، ولا يسعني إلا أن أشكر الزميل والصديق والأخ محمد البادع، على هذه المبادرة الطيبة.
وأحب أن أكتب عن «الأبيض» من باب المحبة لمنتخب عربي شقيق، طالما كان أحد المنتخبات التي يعتز ويفتخر بها كل عربي، ويكفينا فخراً ذلك الجيل الرائع بقيادة النجم عدنان الطلياني الذي شارك في مونديال إيطاليا 1990.
خروج «الأبيض» من دور الأربعة لكأس آسيا، لابد من الوقوف عندها مطولاً من حيث السبب والنتيجة، برغم أن منتخب الإمارات ليس أول أو آخر منتخب مستضيف يخسر، ولنا في خسارة منتخب البرازيل أمام ألمانيا 1-7 عام 2014 عبرة ودروس.
خلال مشاركته السابقة في «أستراليا 2015»، حل منتخب الإمارات ثالثاً على حساب العراق، وتشاء الأقدار أن يكون فوزه الأول في تلك النسخة على حساب «العنابي» وبنتيجة كبيرة بلغت 4-1، وخرج منتخب قطر من دور المجموعات «صفر اليدين»، لكن الأعوام الأربعة الفاصلة بين نسختي أستراليا والإمارات، حملت مضموناً مختلفاً، حيث توقع كثيرون خروج «الأبيض»، ربما قبل الدور نصف النهائي، لأن الأداء والنتائج لم يكونا مرضيين للجماهير الإماراتية الوفية وللنقاد الرياضيين أيضاً.
زاكيروني «اليابان 2011» يختلف كثيراً اليوم.. لم يستطع «العجوز ألبيرتو» قراءة أوراق «الأبيض» وأوراق منافسيه كما يجب، فوقع في أخطاء كثيرة، وفي محظور الخروج بصورة لم تكن متوقعة بهذا الشكل، التي ربما تكون بمثابة «الضارة النافعة»، حيث إن منتخب الإمارات عانى ضعف القراءة الفنية للمدرب والتعامل مع الجانب النفسي، حيث ظهر الشد العصبي.
قبل أربع سنوات أبدع «الأبيض» وأمتع تحت قيادة المدرب الإماراتي مهدي علي الذي شكل بارقة أمل لكل مدرب إماراتي وعربي يملك طموحاً كبيراً.. ربما بين مرحلتي «مهدي» و«زاكيروني»» ثمة اختلافات كثيرة لا لبس فيها، لكن الفرصة متوافرة لإجراء عملية التجديد والبناء على قاعدتي الشباب والناشئين، لكي تتواصل الأجيال الإماراتية المعطاءة، لأن الكرة الإماراتية تمتلك مقومات التفوق وتجاوز «كبوة الجواد»، والقادم أفضل بإذن الله.