الإثنين 11 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
الرياضة

أبطال صنعوا تاريخ الصغار!

أبطال صنعوا تاريخ الصغار!
19 نوفمبر 2019 00:13

عمرو عبيد (القاهرة)
جماعية كرة القدم، لا تقف حائلاً أمام ظهور أساطير ونجوم أفذاذ، يصنعون وحدهم أمجاد أندية ومنتخبات، وبرغم الاختلاف الفني الكبير بين طبيعة اللعبة في الحقبة الحديثة، مقارنة بزمن قديم قريب، يبقى المنتخب الأرجنتيني حالة خاصة، لأنه ما زال يدور في فلك ميسي، وقبلها حقق الألبيسيليستي لقب مونديال 1986، بفريق مدجج بأسماء لامعة في جميع الخطوط، إلا أن الكأس الأخيرة في تاريخ التانجو ارتبطت باسم مارادونا فقط، وفي أوروبا تألق الكثير من نجوم البرتغال خلال السنوات الأخيرة، وأسهموا بقوة في حصد السليساو لقبيه التاريخيين، «يورو 2016» ودوري أمم أوروبا 2018/‏‏‏2019، لكن ظل كريستيانو رونالدو هو الأيقونة الوحيدة وسط هذا الجيل.
وبعيداً عن صراع البرغوث والدون، صنع بعض النجوم تاريخ فرقهم بصورة لافتة، لا سيما المنتخبات الأقل شهرة، صاحبة التاريخ المحدود والإنجازات المعدودة، آخرهم هو المهاجم الفنلندي الأشهر حالياً، تيمو بوكي، الذي يحق له أن يسجل إنجازاته في عام 2019، بحروف ذهبية، داخل صفحات مسيرته الكروية، وقبل هذا العام، كان بوكي لاعباً عادياً لا يعرفه إلا عدد محدود، من متابعي دوري الدرجة الأولى في إنجلترا، لكن صاحب الـ 29 عاماً خطف الأضواء في بداية انطلاق الموسم الحالي من «البريميرليج»، بعدما اقتحم دائرة الكبار في قائمة هدافيه، مُسجلاً 6 أهداف بجانب صناعة هدفين آخرين، ليمثل وحده 73% من قوة نوريتش سيتي، ومع الاعتراف بأن الكناري يبدو الأقرب للهبوط إلى الدرجة الأدنى مرة أخرى في إنجلترا، يبقى إنجاز بوكي التاريخي الأكبر، هو نجاحه في قيادة منتخب بلاده، فنلندا، إلى نهائيات «يورو 2020» للمرة الأولى في تاريخ «البوم»، بعد إحرازه 9 أهداف، بنسبة 60% من حصاد فنلندا في التصفيات القارية، ومنحت أهداف بوكي 5 انتصارات لمنتخب بلاده، ليضمن التأهل عن المجموعة العاشرة، وصيفاً لإيطاليا، ويحتل حالياً مهاجم الكناري المركز الثالث، في ترتيب أفضل هدافي فنلندا عبر التاريخ، برصيد 24 هدفاً، سجلها خلال 10 سنوات فقط، بفارق 8 أهداف عن ياري ليتمانن.
وقبل ما يقارب 4 سنوات، قاد الويلزي، جاريث بيل، رفاقه للتأهل التاريخي الأول، إلى «يورو 2016»، بسيناريو مشابه لما قام به بوكي، ولم يمتلك ويلز تاريخاً عريقاً وسط المنتخبات الأوروبية أو العالمية، حيث كان تأهله إلى مونديال 1958، هو إنجازه الدولي الكبير خلال أكثر من 100 عام، ووقتها نجح منتخب ويلز في المرور إلى الدور الثاني، قبل الهزيمة أمام البرازيل بهدف نظيف، ويُعد نجم ريال مدريد الأشهر في تاريخ ويلز، وهدافه عبر العصور بـ 33 هدفاً، متفوقاً على الأسطوري أيان راش، كما أنه نجح فيما فشل فيه النجم التاريخي، ريان جيجز، وخلال تلك التصفيات، تصدّر بيل قائمة هدافي الفريق ، بسبعة أهداف، وضعته في المرتبة الخامسة في قائمة هدافي القارة، وأسهمت أهدافه في منح بلاده 5 انتصارات، من إجمالي 6 مباريات فاز بها، بنسبة تأثير رائعة تبلغ 83% في مسيرة ويلز خلال تلك التصفيات، كان أبرزها إحراز هدف الفوز على المنتخب البلجيكي.
في القارة الأفريقية، كان هناك الكثير من الأبطال، الذين تحملوا مسؤولية قيادة منتخبات بلادهم إلى تحقيق إنجازات تاريخية، برغم تصنيفها المتوسط أو الضعيف في القارة السمراء، والمثال الأسطوري الأبرز، هو جورج ويا، الذي صنع تاريخ «النجم الوحيد» في كرة القدم، قبل أن يحصل على ثقة الشعب ويصبح رئيساً لليبيريا، ولم يكن للمنتخب الليبيري أي تاريخ عالمي، قبل حقبة ويا في تسعينيات القرن الماضي، فلم يسبق له التأهل إلى المونديال، أو كأس الأمم الأفريقية، لكن أسطورته التاريخي قاده إلى نسخة 1996 القارية، بعدما احتل المركز الثاني في المجموعة الثانية، متساوياً في رصيد النقاط مع تونس، وتجاوز «النجم الوحيد» المنتخب السنغالي العريق بفارق نقطة واحدة، بل إن ليبيريا هزمت نسور قرطاج خلال تلك التصفيات بهدف نظيف، بعد التعادل السلبي في المباراة الأولى بينهما، وصحيح أن ليبيريا غادرت النهائيات من الدور الأول، إلا أن صاحب البطولات الأوروبية مع ميلان وتشيلسي، كان له الفضل الأكبر في كتابة تاريخ منتخب بلاده خلال تلك الفترة، وما زالت القارة السمراء تذكر هدفه الأشهر في شباك الفراعنة، خلال تصفيات كأس العالم 1998، لأنه الخسارة التاريخية التي قلصّت حظوظ المنتخب المصري كثيراً في التأهل إلى المونديال الفرنسي آنذاك، وكان الفوز الوحيد للمنتخب الليبيري في تلك التصفيات!
كذلك لا تنسى توجو نجمها الأشهر، إيمانويل أديبايور، وهو الهداف التاريخي للصقور بـ 32 هدفاً، بجانب كونه أكثر اللاعبين خوضاً للمباريات الدولية في تاريخ توجو، بإجمالي 87 مباراة، ويلعب حالياً صاحب الـ 35 عاماً في صفوف فريق كيزرسبور التركي، بعد مسيرة حافلة، ارتدي خلالها قمصان أرسنال والسيتي وتوتنهام وريال مدريد، ويبقى الإنجاز الأكبر الذي سطّر به أديبايور تاريخ بلاده، عندما قاد الصقور إلى كأس العالم في ألمانيا 2006، في مفاجأة كبرى، بعدما فاز بصدارة المجموعة الأولى الأفريقية، على حساب السنغال وزامبيا ومالي، بفارق نقطتين عن أسود التيرانجا، وتصدّر أديبايور قائمة هدافي التصفيات بـ 11 هدفاً، شارك بها في جميع انتصارات منتخب بلاده، بينها هدفان في شباك السنغال، ومثلهما في مرمى زامبيا، كما شارك في تسجيل أفضل إنجازات بلاده القارية، عندما تأهل إلى ربع نهائي كأس الأمم الأفريقية في عام 2013.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©