اللحظةُ انطفأتْ،
وماتَ الوقتُ، وانكسرَ الزمانُ،
وذابتِ الكلماتُ، ثم نَمَتْ ظلالُ الخوفِ
كالأشجارِ وارفةً، وشاخَ الطفلُ،
وارتعدَ المحاربُ
غارقاً في وهمه،
وتقيأ الفرسُ الصهيلا
من شرفةٍ في الحلمِ
ألمح لعنةً تمشي ورائي،
حيث كان الليلُ يسقط ذابلاً
فوق الترابِ،
وسِربُ أطفالٍ
يَجرُّون الشوارعَ خلفهم
مثلَ النمالِ وفي النوافذِ
تصرخ الأشباحُ
خائفةً من السكانِ،
والسكانُ يصطادونها
مثلَ الذبابِ ويُطعِمُونَ كلابهم منها،
فيستولي على الملائكةِ التي
رأت الْمشَاهِدَ كلها
رعبٌ سيدفعها إلى التحليقِ
حتى لا تكونَ فريسةً
ودمُ الشياطينِ التي
عجزتْ عن الطيرانِ
يوشك أن يسيلا
هل كلُّ هذا كانَ يحدث
بينما أنا غارقٌ
في لحظةٍ، أتأمَّلُ الدمَ
وهو يرسمُ في يدي
فصلاً من التاريخِ
يجري كلَّ يومٍ في بلادِ الله
حتى إنَّ المسافر فَكَّرَ
من بشاعةِ ما رأى أن يستقيلا.!