محمد حامد (دبي)
هل أصبحت قمة ليفربول ومان سيتي الكلاسيكو الجديد للبريميرليج؟ من المنظور التاريخي لا يبدو الأمر مقبولاً، ولكن بمقاييس الواقع أصبحت القمة الحقيقية للكرة الإنجليزية، نعم ليس سهلاً تغيير حقائق التاريخ، فالأمر يحتاج إلى عقود لتحريك الأفكار الراسخة في أذهان الملايين من عشاق دوري العراقة والتقاليد، فقد كانت موقعة يونايتد وليفربول أكثر ما يسحر العقول، وفي سنوات «البيج فور» لم تكن هناك قمة كبيرة بعينها، إلا أن مان سيتي على وجه التحديد، ومنذ انتقال ملكيته إلى أبوظبي نجح في تغيير موازين القوى في الدوري الأقوى والأشهر في العالم.
تراجع اليونايتد الذي فقد هويته منذ رحيل السير أليكس، واختفاء الريدز في سنوات ما قبل كلوب، جعل عشاق البريميرليج يبحثون عن قمتهم الكبرى التي يتابعها العالم معهم على طريقة كلاسيكو الريال والبارسا، ومنذ قدوم بيب جوارديولا إلى إنجلترا ملتحقاً بالألماني يورجن كلوب وهو المدرب الوحيد في العالم الذي يتفوق رقمياً على بيب في المواجهات المباشرة، أصبحت موقعة الريدز والبلو مون أكثر إثارة وندية وجاذبية.
وفي ظل الصراع الملتهب بين كلوب وبيب منذ عملهما معاً في دوري الألمان، فضلاً عن صدارة السيتي للنسخة الحالية للبريميرليج بفارق الأهداف عن ليفربول، وكذلك صراعهما المثير الموسم الماضي في المواجهات الأربع بالبريميرليج ودوري الأبطال، والتي شهدت تفوق الريدز، جميعها عوامل ترفع من سقف الإثارة في قمة اليوم بين الفريقين، ويجعلها الأكثر ترقباً على المستوى العالمي.
«أيام الملل» تسبق «بصمة البطل»، هذا هو العنوان الكبير للمواجهة الواعدة بالإثارة بين ليفربول ومان سيتي، فهي المباراة الأخيرة قبل الدخول في «أيام الفيفا» التي يتوقف خلالها الصراع الكروي المثير بين الأندية، وتتجمد الدوريات من أجل وديات ومباريات المنتخبات، وعلى الرغم من أن المباريات الدولية يظل لها بريقها، إلا أن الملايين حول العالم اتفقوا على وصف «الفيفا داي» بأيام الملل.
ويسعى السيتي اليوم إلى تأكيد جدارته بالتربع على قمة البريميرليج، وإظهار رغبته الحقيقية في الحفاظ على لقب الدوري، فضلاً عن الثأر من الريدز، وفي المقابل يخطط كلوب إلى التربع على القمة قبل «عطلة الفيفا»، حيث يعود النشاط لدوري الإنجليز وبقية دوريات العالم في 20 أكتوبر المقبل، وبالنظر إلى كثرة العناصر الدولية في صفوف الليفر والسيتي، يظل شبح «فيروس الفيفا» والإصابات والإرهاق يهدد الفريقين، مما يعني أن الفوز في موقعة اليوم بات أمراً ضرورياً، وطموحاً مشروعاً لكل منهما.
ويظل صراع كلوب مع جوارديولا المحفز الأكبر للملايين حول العالم لترقب قمة اليوم، فقد التقى المدرب الألماني الذي منح نفسه لقب «نورمال ون» أو الرجل العادي مع جوراديولا الملقب بالفيلسوف في 14 مباراة منذ صيف 2013، أي في بداية عهد بيب بالدوري الألماني، وانتهت المواجهة السوبر بفوز كلوب 4-2، ومنذ هذا الوقت يعاني المدرب الإسباني أمام نظيره الألماني، ويكفي أن الأخير هو الوحيد من جميع المدربين الذين واجهوا بيب في 10 مباريات على الأقل الذي يتفوق عليه رقمياً.
كلوب وبيب التقيا في 14 مباراة، انتهت 8 منها لمصلحة فريق المدرب الألماني، فيما حقق جوارديولا الفوز في 5 مباريات، وتعادلا في مباراة واحدة، وعلى الرغم من ذلك يظل جوارديولا أكثر نجاحاً على مستوى حسم البطولات، فقد فاز بـ 24 بطولة في 11 عاماً، منها ثنائية دوري الأبطال، و7 ألقاب للدوري مع البارسا والبايرن وسيتي، أي في إسبانيا وألمانيا وإنجلترا، فيما حقق كلوب 5 بطولات فقط في 17 عاماً، أهمها ثنائية الدوري الألماني مع بروسيا دورتموند.
ويتمثل سلاح السيتي في قمة اليوم في الثنائي دافيد سيلفا وبرناردو سيلفا، أصحاب المهام الهجومية الخاصة في منتصف الملعب، سواء على مستوى صناعة اللعب، أو التقدم من أجل التسجيل في حال تعثر ثلاثي الهجوم والذي سيتكون من ساني يساراً، وسترلينج يميناً، وأجويرو في قلب الهجوم، واللافت في فلسفة بيب أنه يرى في اللاعب قصير القامة قدرات خاصة تتعلق بالمرونة والمهارة، فقد اعتمد على ميسي وتشافي وإنييستا في البارسا، وفي سيتي يثق في قدرات الرباعي القصير الذي يتكون من أجويرو وسترلينج، وخلفهما سيلفا الملقب بالكناري، وسيلفا البرتغالي، ويستقر البرازيلي فرناندينيو في منتصف الملعب للقيام بالمهام الدفاعية وبناء الهجمات، وفي الدفاع من المتوقع أن يستعين السيتي بالرباعي والكر، وكومباني، ولابورت، وميندي، فيما يحمي عرين الفريق إيدرسون.
في المقابل يعاني «ليفر كلوب» من فقدان الهوية الهجومية المرعبة، التي أثار بها ذعر الأندية المنافسة الموسم الماضي، فقد تغيرت طريقة الأداء وأصبحت أكثر جماعية، إلا أن هناك تراجعاً كبيراً في أداء صلاح وماني وفرمينيو الموسم الجاري، ويبحث الثلاثي الناري عن هوية الموسم الماضي، وسط تحفز كبير من العناصر البديلة، وعلى رأسهم شاكيري وستوريدج.
ومع ثلاثي الهجوم صلاح وفرمينيو وماني الذين يتمسك بهم كلوب في الهجوم، من المتوقع أن يدفع بثلاثي وسط يغلب عليه الأداء البدني والدفاعي، وهم هندرسون، وميلنر، وفينالدوم، ويستمر رباعي الدفاع من دون تغييرات، حيث يقوده فان دايك وجوميز في قلب الدفاع، وعلى الجانب الأيمن آرنولد، وفي الجبهة اليسرى روبرتسون، وخلفهم الحارس البرازيلي المتألق إيدرسون.