الثلاثاء 12 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
التعليم والمعرفة

التراث الإماراتي والموسيقى الروسية يتحاوران في «العين للكتاب»

التراث الإماراتي والموسيقى الروسية يتحاوران في «العين للكتاب»
1 أكتوبر 2018 01:55

العين (الاتحاد)

تحت رعاية سمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة العين، تواصلت فعاليات الدورة العاشرة من معرض العين للكتاب الذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي، من 23 سبتمبر إلى 2 أكتوبر، في مركز العين للمؤتمرات، حيث أقيمت مساء أمس الأول ندوة حوارية خاصة بالتراث الإماراتي، كما شاهد جمهور المعرض العرض الموسيقي ماتريوشكا «الدمية الروسية» الشهيرة، أدته مجموعة من العازفين الناشئة من المركز الروسي للموسيقى في الشارقة، قدموا خلاله الموسيقى الكلاسيكية الروسية ذات التاريخ العريق والحضور العالمي الواسع. ويعكس هذا التجاور بين المحلي والعالمي، طبيعة البرنامج الثقافي الذي يركز هذا العام على التنوع والجمع بين الفنون والرؤى المتنوعة لكي تتحاور تحت سقف المعرض.
وناقشت ندوة «التراث الإماراتي والخصوصية الثقافية» التي شارك فيها الباحث الدكتور راشد المزروعي والباحثة الشاعرة شيخة الجابري، وأدارتها الباحثة فاطمة المعمري، موضوع الخصوصية الثقافية في علاقتها الجدلية بالتراث الشعبي الشفاهي والمادي والموروث التقليدي، ومصادر جمع التراث الشعبي، ودور الشعر في حفظ الموروث، وآليات وتقنيات وأدوات جمع التراث، وعلاقة الشغف بتدوين الموروث الشعبي، وتأثيرات العولمة على التراث الشعبي وأولوية الحفاظ على الهوية والأصالة بالمحافظة على الخصوصية الثقافية.
رأى الباحث الدكتور راشد المزروعي، أن التراث ذو علاقة وطيدة بالسرد الشفاهي الذي يعتمد على الرواة وكبار السن، وقد أولى الباحثون في الإمارات هذا الجانب جلّ اهتمامهم، وضرب مثالاً على ذلك بكتاب «فنجان قهوة» للباحث الميداني عبد الله عبد الرحمن، الذي أسهم في توثيق مرويات العديد من الآباء والأجداد الذين قابلهم خلال جولاته الميدانية من أواخر السبعينات حتى منتصف الثمانينات، فكوّن موسوعة كبيرة تعتبر مرجعاً أساسياً يؤرخ لفترة جميلة جداً من حياة الآباء.
وعن تجربته في جمع التراث، قال إنه بدأ مقابلة كبار السن في سن متأخرة، مبدياً أسفه كونه لم يكن مهتماً بالتراث في الفترة التي عاشر فيها العديد من الرعيل الإماراتي الأول في السبعينات من القرن الماضي، ومشيراً إلى أنه اهتم بالتراث تقريباً من بداية التسعينات، بعد أن رحل معظم الرعيل الأول، الأمر الذي يجعل الباحثين الحاليين يتحسرون على ما فاتهم، ويغبطون زملاءهم الذين استطاعوا أن يوثقوا قصص ومرويات كبار السن في السبعينات والثمانينات، مع التأكيد على ما شاب تلك المرحلة من أخطاء في التوثيق وآلياته وأدواته البدائية حيث لم يكن الباحثون الشعبيون على اقتدار ودراية بآليات الحفظ والتوثيق.
ورأت شيخة الجابري أن التراث هو سلوكنا اليومي وليس ماضينا فقط، هو المفردات والسلوكيات التي نعيشها ونتعايش معها، وما نعيشه في طبيعتنا الإنسانية، من رد التحية والسلام والسنع واستقبال الضيف وعاداتنا الدينية وأزياؤنا الشعبية، وعلى الجيل الجديد أن يعي ذلك، مشيدةً بجهود البحث في حفظ الموروث على مستوى المؤسسات كما الأفراد خاصةً بالذكر الراحل أحمد راشد ثاني، وعبد العزيز المسلم، ووزارة الثقافة وتنمية المعرفة، ودائرة الثقافة في الشارقة، ودائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، معتبرةً أن الواجب يقتضي على كل فرد إماراتي أن يبدأ بنفسه في سعيه لحفظ موروثه الشعبي، فهذا الواجب هو المحفز الذي دفع كل باحث إماراتي عاشق للتراث إلى أن يبذل جهداً فردياً واهتماماً شخصياً، ومن ثم جاءت السياسات الحكومية الرشيدة لتدعمه وتسانده، حيث كان للقيادة الحكيمة الدور الكبير الداعم لجهود حفظ الموروث الشعبي والتعريف به ونقله للأجيال.
وتحدثت الجابري عن تجربتها في تدوين الموروث الشعبي، وأهمية أن يتم حفظ كل مفردات التراث وقصص الخراريف وذكريات كبار السن والأجداد، كونها ستظل كنزاً وطنياً تراثياً يلهم الأجيال.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©