العين (الاتحاد)
تحت رعاية سمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة العين، واصل معرض العين للكتاب فعالياته لليوم الرابع على التوالي، حيث شهد انعقاد ندوتين عن السينما والثقافة في عصر الشيخ زايد، وختم بعرض موسيقى إماراتي مميز.
وتحدث في الندوة التي حملت عنوان «الثقافة في عهد الشيخ زايد»، الدكتور أحمد عفيفي، وأدارها ماجد سكر، وتطرقت إلى عدة محاور منها، قيمة الإنسان في الفكر الثقافي للشيخ زايد، والإنسان محور البناء، والإنسان هو الثروة الحقيقية، وبناء الإنسان هو بناء جيل يتحمل المسؤولية.
وأوضح عفيفي أنّه من المؤكد أنّ خطوات التأسيس الثقافي في عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» من العلامات المهمة في تاريخ الدولة، بوصفها مثلت عنصراً من عناصر الانفتاح على العالم، بالإضافة إلى التطور الملحوظ في العمران والنهضة الشاملة في كل نواحي الحياة، بما فيها الصحة والتعليم.
حيث كان معيار النجاح في كل تأسيس ثقافي في عهده مدروساً بعناية، ويسلط الضوء على الإرث الثقافي والفكري للإمارات والأمة العربية.
كما أنّ الهدف السامي كان أن يغرس في نفوس أبناء مجتمعه عشق الثقافة والقراءة والعلم من أجل نهضة الوطن وبنائه.
واستمر سعي المغفور له الشيخ زايد في توطيد دعم الثقافة، وعمل على سن القوانين والتشريعات التي تؤسس لثقافة جادة يكون للإعلام فيها دور بارز، ومن هنا جاء قوله، «الثروة ليست ثروة مال، بل ثروة رجال»، كما قال أيضاً، «إنّ الثروة ليست في الإمكانات المادية وحدها، وإنّما الثروة الحقيقية للأمة هي في رجالها، وأنّ الرجال هم الذين يصنعون مستقبل الأمة».
وأشار عفيفي في ندوته إلى أنّ المغفور له الشيخ زايد كان يتصف بسمات تميزه كثيراً عن غيره من أهمها، «فخر العرب»، كونه يمتلك رؤية شاملة تعطي لكل شيء قدره وقيمته، ووعياً عميقاً يكشف من خلاله أسرار الحياة وخباياها ودقائقها.
وأوضح أنّ الشيخ زايد استشرف آفاق المستقبل، وأدرك النقاط الأربع التالية: أنّ بناء الإنسان أهم من بناء العمران، لا بد من التوازي بين الإنسان وبناء الدولة، الثقافة الإيجابية للإنسان تغرس فيه الانتماء، وتجسد الهوية الوطنية، ويكون الإنسان في هذه الحالة عنصراً أساسياً من عناصر بناء الدولة، وأخيراً تعد خطوات التأسيس الثقافي من العلامات الفارقة في الدولة، إذ أتاح الانفتاح على الآخر.
ومن ثم أبحر جمهور معرض العين للكتاب الذي يواصل فعالياته حتى 2 أكتوبر في رحاب الموسيقى، من خلال العرض الموسيقي «بحر الفجيرة» المتميز الذي قدمه الفنان الإماراتي علي الحفيتي، برفقة العازف العراقي عمر زياد.
وشهد العرض عزف مقطوعات موسيقية متنوعة على آلة العود، بعضها من تأليفه الشخصي، وهي «الحب الأول»، ولونغا نهاوند، إلى جانب ألحان من الذاكرة الإماراتية والعربية.