محمد سيد أحمد (أبوظبي)
رسمت الجماهير الإماراتية ومعها جماهير الجاليات العربية المساندة لـ«الأبيض»، مثالاً حياً في الوفاء، حيث احتشدت أعداد غفيرة منذ منتصف نهار أمس أمام مداخل استاد محمد بن زايد «ملعب المباراة»، قبل ساعات من الساعة الثالثة موعد فتح البوابات، ومعها بدأ الجمهور التحرك نحو الملعب بسهولة كبيرة وبدون أي معوقات، خلال عبور البوابات حتى الوصول إلى المقعد المخصص لكل شخص.
وعبرت الأعداد الكبيرة قرية الجماهير التي توقف فيها معظمهم، خاصة العائلات واستمتعوا بأجوائها الترفيهية المتنوعة، بجانب الوجبات السريعة والمشروبات الساخنة في المطاعم المتجولة داخل القرية التي وجدت إقبالاً هائلاً من المشجعين الذين حضروا من جميع الفئات من الجنسين ورسموا لوحات رائعة في أرجاء القرية قبل التوجه إلى المدرجات للقيام بواجبهم تجاه المنتخب الوطني.
ولفت الأنظار الإقبال الكبير على رسم علم الدولة على الوجوه، بجانب الإقبال على شراء علم الدولة وقمصان المنتخب وشعاره، فضلاً عن ممارسة الأطفال والكبار للاستعراض بالكرة في مساحات ضيقة والرسم بالملصقات.
وكانت أعداد كبيرة من المقيمين حاضرة جنباً إلى جنب مع المواطنين، في مشهد يعكس روح التسامح والإخاء والمحبة، التي تطغى على وجه وقلب كل من يعيش على أرض الإمارات، حيث سيطر مشهد العلم على هذا الجمع الغفير، فيما يؤكد الانتماء لهذه الأرض الطيبة. وتوزعت في القرية التي تصدرت المشهد قبل انطلاق المواجهة منصات مختلفة، راعت الجوانب الترفيهية وبث الحماس وسط الجمهور قبل الدخول إلى المدرج، كما تم توزيع عدد كبير من الهدايا المتمثلة في أدوات التشجيع والهدايا التذكارية، بجانب جناح خاص لشركة «نيكون»، أحد رعاة الاتحاد الآسيوي التي منحت حق التواجد في استاد محمد بن زايد وحدها من بين الرعاة.
بينما خصص جناح آخر للتعريف بأعلام الدول الـ24 التي شاركت في البطولة بجانب معلومات عنها، هذا بينما وزعت اللجنة المنظمة المحلية حافظات لتذاكر الدخول وزعت على المشجعين لحظة عبورهم البوابات لحفظها من الضياع.
وحصل الأطفال القادمون بصحبة أسرهم على القدر الأكبر من الاستمتاع بالأجواء، ونالوا القسط الأكبر من الترفيه، حيث مارسوا الرسم واللعب بالكرة بالإضافة إلى مزيد من الألعاب الأخرى والرسم على الوجوه.
وأكد أحمد القبيسي مدير التسويق والاتصال بمجلس أبوظبي الرياضي، الذي أشرف على عملية الدخول بقيادة فريق متكامل من المنظمين والمتطوعين، أن الأجواء في منطقة الجماهير مميزة كالعادة، وقال: اكتسبت الفاعليات في قرية الجمهور قبل لقاء الأمس طعماً خاصاً، برؤية هذه الجموع والحشود التي حرصت على التواجد في الحدث.
وأضاف القبيسي: الأعداد كبيرة والمقاعد التي شغرت بتخلف أصحابها تم منحها لمن لم يملك تذاكر دخول، بينما تم توفير شاشات عملاقة في كورنيش أبوظبي وحديقة الطوية بالعين لمنح العائلات متعة متابعة المباراة في أجواء عائلية.
وعن قرية استاد محمد بن زايد، قال: انتعشت أكثر بالزخم الجماهيري الكثيف ووجود جميع الفئات العمرية في المباراة، لذلك الأجواء كانت رائعة وجميلة حيث استمتع الحضور بما تقدمه القرية من خدمات متنوعة قرابة 3 ساعات، قبل أن يتوجهوا إلى داخل الملعب، وقد توافرت مطاعم تقدم وجبات بجانب خدمات أخرى، وتمثلت الضيافة في توفير المياه وأدوات التشجيع البلاستيكية.
وعن السرعة الكبيرة في الدخول، قال القبيسي: لقد تم توسيع بوابات الدخول حتى تكون عملية انسياب الجمهور في الدخول والخروج سهلة، حيث عبر كل بوابة 60 مشجعاً خلال ثانية واحدة فقط، لذلك لم يكن هناك زحام في المداخل رغم الأعداد الكبيرة.
وثمن القبيسي الإقبال الكبير من المشجعين ومن كل فئات المجتمع، معتبراً أن هذا الدعم كان متوقعاً، مبدياً أسفه لعدم تمكن بعض المشجعين من الحصول على تذاكر، مؤكداً أن عدد التذاكر مرتبط بسعة الملعب بالدرجة الأولى، وأن من لم يكتب له الدخول ارتضى بالأمر الواقع، وبدأ على الفور في البحث عن تجمع لمتابعة المباراة، والتعبير عن انتمائه وتشجيعه للمنتخب.
العرب خلف الأبيض
توافد المقيمون من مختلف الجنسيات بأعداد ليست قليلة، لمساندة منتخبنا، وإن غلب العنصر العربي في المدرجات، خصوصاً من الجاليات السورية والأردنية، بجانب الجاليتين المصرية والسودانية، وحرصت أعداد كبيرة منهم على حمل علم الدولة بجانب أعلام بلدانهم في مظهر يعكس مكانة الإمارات في قلوبهم.
علم الدولة بكل الأشكال
ازدان المشجعون الذين حضروا إلى الملعب بعلم الدولة، الذي جاء في أشكال متنوعة، فبينما رسمه بعضهم على الوجوه، ظهر على آخرين في شكل قبعات وأوشحة ومجسمات، لتكون لوحات العلم متنوعة ومتميزة وتعكس الحب الكبير والانتماء لهذه الراية الخفاقة.
شاشة عملاقة مقابل الملعب
أقامت اللجنة المنظمة شاشة عملاقة أمام معهد الدراسات الاستراتيجية في الجهة المقابلة لاستاد محمد بن زايد، لمنح الجمهور الذي لم يتمكن من الحصول على تذاكر لحضور المباراة، الفرصة لمتابعتها.
وكانت أعداد كبيرة قد حضرت إلى الملعب على أمل أن تحصل على تذاكر، أو أن يسمح لها بالدخول في حال وجود مقاعد تخلف أصحابها عن الحضور، لكن بعضها لم يوفق في الدخول، فاتجه لتعويض عدم الحضور في المدرج بمشاهدة اللقاء على الشاشة.