الإثنين 11 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
اقتصاد

كوادر إماراتية تقود قطاع الأقمار الصناعية

كوادر إماراتية تقود قطاع الأقمار الصناعية
2 فبراير 2020 01:47

رشا طبيله (أبوظبي)

قيادات إماراتية شابة، استطاعت من خلال إصرارها على العمل بلا كلل أو ملل، وطموحاتها التي تتخطى حدود السماء وتصل للفضاء، أن تقود قطاع الأقمار الصناعية في أبوظبي بشكل خاص والوصول للعالمية وتنشئ قاعدة متينة للشؤون التجارية والتشغيلية والحكومية وللاتصالات في شركة الياه للاتصالات الفضائية «الياه سات» مبنية على البحث والابتكار والخبرة الثرية.
فهؤلاء يوجهون رسائل نجاحاتهم وطموحاتهم لجيل الشباب لتشجيعهم على الانخراط في قطاع الفضاء تماشياً مع رؤية وتوجهات الدولة في أن تكون من الدول الرائدة في مجال الفضاء والأقمار الصناعية، مؤكدين لـ«الاتحاد» أن العمل الدؤوب والتعرف على تجارب عالمية والتدريب المستمر إلى جانب القدرة على الابتكار والإبداع تسهم في تحقيق النجاح والطموحات المرجوة.

شؤون تقنية
يقول عدنان المهيري نائب الرئيس التنفيذي للشؤون التقنية في الياه سات «يتركز عملي على ضمان تقديم أفضل الحلول المتعلقة بالأقمار الصناعية بما يخدم حاجاتنا التجارية، وضمان توفير أسطول أقمارنا الصناعية لأنظمة اتصالات قوية وآمنة بأسلوب مبتكر وموثوق للحفاظ على جودة الخدمات المقدمة لعملائنا».
ويضيف «إن إحدى المسؤوليات المهمة التي أتولاها هي تنمية وتطوير الكوادر الشابة في الياه سات، حيث سيكون لهم دور جوهري في مستقبل شركتنا».
ويؤكد المهيري «نعمل حالياً على أنظمة فضائية تتضمن خدمات الاتصالات والاستشعار عن بعد والملاحة والفضاء الخارجي والأبحاث والبعثات الفضائية المأهولة، حيث أشجع الشباب الإماراتي على دخول قطاع الفضاء، حيث توجد مساحة واسعة جداً للإبداع والابتكار».
وحول بداية مسيرته المهنية، يقول المهيري «فور تخرجي من الجامعة طُلب مني المشاركة في برنامج تطوير الأقمار الصناعية في كوريا الجنوبية، حيث عملت هناك لثلاث سنوات مهندس أبحاث وتطوير ضمن مهمة إطلاق ناجحة لأول قمرين صناعيين للاستشعار عن بعد في الإمارات العربية المتحدة «دبي سات-1» و«دبي سات-2».
ويضيف «ثم انتقلتُ إلى فرنسا وعملت لمدة عامين، حيث أشرفت على هندسة الحمولة الخاصة بأول قمرين صناعيين مخصصين للاتصالات في الإمارات العربية المتحدة «الياه 1» و«الياه 2»، ويخدم هذا البرنامج الذي بلغت قيمته ملياري دولار عدة مؤسسات تجارية وحكومية حول العالم. كما توفر هذه الشبكة خدمات الاتصالات التجارية المتنوعة في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا وأفريقيا، بما في ذلك تقديم خدمات الإنترنت لبعض هذه المناطق لأول مرة على الإطلاق».
ويشير المهيري «بعد ذلك عملت في قسم الهندسة في شركة الياه سات في الإمارات حيث صممنا عدة أنظمة مستقبلية ونفذنا أخيراً نظام الاتصالات الخاص بالقمر الصناعي (الياه 3)، وأدرت هذا البرنامج لمدة ثلاث سنوات ونصف من ولاية فيرجينيا في الولايات المتحدة الأميركية، وأشرفتُ على فريق مؤلف من سبعة محترفين ومجموعة من المستشارين والمختصين الجاهزين للتعامل مع المشاكل المعقدة، بما في ذلك الدعم الهندسي، وقمتُ شخصياً بتصميم هذه الهيكلية الموثوقة منخفضة التكاليف».
ويضيف: عملتُ خلال هذه الفترة مع الكثير من المؤسسات الحكومية وشركات رائدة عالمياً في عدة قطاعات مثل «بوينغ» و«لوكهيد مارتن» و«إيرباص» وغيرها.
ويشير المهيري إلى أن الياه سات منحته العديد من الفرص للعمل على مشاريع مؤثرة تشكل تحديّاً في كثير من الأوقات، مما أتاح له التعلم واكتساب الخبرة والتقدم في قطاع الفضاء والاتصالات الفضائية عبر الأقمار الصناعية.
وحول طموحه المستقبلي، يقول المهيري «أطمح لتعزيز ريادة الياه سات في مجال أنظمة الأقمار الصناعية من خلال الابتكار والتميز وتطوير خبرات ومعارف مختلفة داخل الشركة، حيث يشكل ذلك ميزة تنافسية في قطاع الاتصالات الفضائية، كما أطمح لأن أؤسس منظومة للشركات الإماراتية الصغيرة والمتوسطة القادرة على المنافسة عالمياً في قطاع الفضاء».

خدمات حكومية
من جهته، يقول عيسى الشامسي نائب المدير العام لوحدة «الياه سات للخدمات الحكومية»، «تتركز مسؤوليتي على التنفيذ الناجح لجميع المشاريع التي تقوم بها هذه الوحدة، والتصديق على تصميم شبكة الياه سات العسكرية. كما أنني مسؤول عن جميع الجوانب الفنية والتجارية، وأقود استراتيجية فريقي لتعزيز النمو بما يتماشى مع رسالة وأهداف «وحدة الياه سات للخدمات الحكومية».
ويضيف الشامسي: غالباً ما يضعني دوري الحالي في مواقف مليئة بالتحديات غير مسموح فيها بالخطأ، فنتيجة لذلك، طورت من نفسي وأعمل مع فريقي باستمرار على البحث والابتكار كي نكون دائماً في الصدارة، ويشكل الإماراتيون حالياً 62% من العاملين في «وحدة الياه سات للخدمات الحكومية».
ويقول الشامسي للشباب «اتبعوا شغفكم واعملوا بجد لأن هذا المجال سيقدم لكم فرصاً فريدة لتشاركوا في كتابة التاريخ، حيث إن المثابرة تؤتي ثمارها دائماً، لأن الموهبة تتم مكافأتها وهناك مساحة نمو واسعة للمواهب الواعدة».
وحول مسيرته المهنية، يقول الشامسي «بدأت في الياه سات مهندساً لعمليات حمولة القمر الصناعي، واكتسبت خبرة واسعة في هندسة وتحليل نظم الأقمار الصناعية. وبعد أن شغلتُ العديد من المناصب المرتبطة بالعمليات الفنية، تمت ترقيتي إلى منصب نائب الرئيس التنفيذي لشؤون الهندسة وتنفيذ وإدارة البرامج في وحدة الياه سات للخدمات الحكومية قبل مهمتي الحالية».
وبين الشامسي «ساعدتني فترة عملي في الياه سات على تطوير وتوسيع خبرتي ومعرفتي بشبكات الاتصالات التي تجمع بين الاتصالات الأرضية والفضائية، إلى جانب أنظمة البنى التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات».
ويضيف «كما أتيحت لي عدة فرص لتطوير شغفي في مجال التقنيات المتطورة، وحصلت على خبرة لا تقدر بثمن أثناء تطوير الحلول الخاصة بمختلف شرائح العملاء، إضافة إلى مجموعة من التطبيقات الحساسة». وأكد الشامسي «الياه سات تعتبر منصة انطلاق للشباب الإماراتيين الذين يرغبون بالعمل في قطاع الفضاء والأقمار الصناعية، حيث تدعمهم الشركة في مجالاتهم المختارة من خلال برامج التدريب والتطوير المهني المكثفة وإعطاء الفرص لتسهيل التعليم العالي والبحث العلمي».
ويطمح الشامسي بالمساهمة في جعل الإمارات واحدة من المصادر المرغوبة لتقنيات تكنولوجية عديدة تتجاوز الاتصالات الفضائية والأقمار الصناعية.

الاتصالات المطورة
ويقول سليمان آل علي، نائب الرئيس التنفيذي لشركة الثريا وهي شركة الاتصالات الفضائية المتنقلة التابعة لشركة الياه سات «يتركز عملي على تحسين العمليات وزيادة الإيرادات من خلال خدمات الاتصالات المطورة لعملاء الثريا والياه سات في القطاعين التجاري والحكومي».
ويضيف «مسؤوليتي أيضاً تعزيز الاستراتيجية التجارية لشركة الثريا مع الاستفادة من عروضها الواسعة لتزويد عملائنا بحلول مرنة وقابلة للتخصيص لتلبي مجموعة واسعة من احتياجاتهم الخاصة بالاتصالات».
ويؤكد أن «فرص التطور والنمو التي تقدمها الياه سات رسمت ملامح مسيرتي المهنية، وبفضل الدعم الذي حصلت عليه من الإدارة، تمكنت من بناء مسيرتي المهنية بسرعة كبيرة في قطاع يشكل أهمية خاصة في المستقبل».
ويقول آل علي حول مسيرته المهنية «انضممت إلى شركة الياه سات عام 2014 مديراً لمشاريع الأقمار الصناعية، بهدف تقديم حلول الاتصالات الفضائية المتكاملة (ساتكوم) للعملاء الحكوميين، وعملت بكل جهد للارتقاء وتطوير مسيرتي المهنية في الياه سات، حيث كنت سابقاً نائب الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية في وحدة الياه سات للخدمات الحكومية، والآن نائب الرئيس التنفيذي لشركة الثريا». ويشدد آل علي على أنه «من بين العوامل الرئيسة التي تميز شركة الياه سات عن غيرها من الشركات هو تزويدها المستمر لأفرادها ببرامج تدريب وتطوير حديثة تتعدى عملية التوظيف حيث إنه من خلال الروابط الوثيقة لشركة الياه سات مع المؤسسات الإماراتية والدولية الرائدة، تساهم باستمرار في ازدهار مهارات الشباب الإماراتي. وتكتشف باستمرار إمكانات إماراتية متميزة وتوجهها، وهم لا يزالون في الثانوية».
ويقول آل علي أن «ثقافة العمل في الياه سات تركز على دعم التوجيه للموظفين المبتدئين ليتمكنوا من فهم مهارات العمل والقيادة المهمة من الفرق العليا، الأمر الذي ساعد في إيجاد أجواء إيجابية تعزز من حالة النمو التي نشهدها حالياً في الياه سات، حيث يشكل الإماراتيون 55.08% من العاملين لدينا».
ويوجه آل علي رسالته للشباب الإماراتيين، مؤكداً أن عملهم الشاق وطموحهم يسهمان في وضع الإمارات على الخريطة كواحدة من الدول الرائدة في مجال الفضاء والأقمار الصناعية، حيث إنه بانضمامهم لهذا القطاع الحيوي سيكونون جزءاً من أمر استثنائي».
وحول طموحه، يقول آل علي «مهمتي هي جعل الياه سات والثريا والإمارات بشكل عام رواداً في مجال الاتصالات والأقمار الصناعية من خلال الابتكار ونهدف إلى إنشاء منظومة متماسكة يقودها الإماراتيون لزرع وتطوير تقنيات تنافسية على مستوى العالم من دولة الإمارات».

خالد الكاف: مستقبل مشرق للشباب الإماراتي
يقول خالد الكاف نائب الرئيس التنفيذي للشؤون التشغيلية في الياه سات «مهمتي تتمثل في تحديد المخرجات التشغيلية الاستراتيجية التي تؤثر على أداء الشركة وكفاءة الإنفاق فيها حيث إنني ملتزم بإحداث تغييرات كبرى في أداء وكفاءة أعمال الياه سات بالمجمل».
ويضيف: «مسؤولياتي تشمل العمليات التجارية والحكومية في الياه سات، والتي تمتد من مراكز التحكم بالأقمار الصناعية والاتصالات إلى المحطات الأرضية والدعم التقني وتكنولوجيا المعلومات والبنية التحتية، إضافة إلى أمان وسلامة الشركة، إضافة إلى البحث عن الابتكارات الكفيلة بتحقيق كفاءة وأداء أفضل داخل الشركة».
وحول مسيرته المهنية، يقول الكاف «التحقت بشركة الياه سات في 2017 وكانت مهمتي أن أدمج وأقود فريق العمليات للقسم الحكومي».
ويوضح الكاف: «بدأتُ مسيرتي المهنية في شركة (اتصالات) مهندس تطوير ضمن قسم الهندسة، وفي عام 2006 تم اختياري لأكون أحد أعضاء الفريق الذي سيقود مهمة إنشاء وتشغيل شركة اتصالات الإماراتية في السوق المصرية والتي أطلق عليها فيما بعد (اتصالات مصر)». ويضيف «شغلت عدة مناصب إدارية عليا قبل تعييني مديراً عاماً للبنية التحتية والعمليات في «اتصالات مصر».
ويبين الكاف في الياه سات، يمكنني أن أستخدم مهاراتي التطويرية والتنظيمية بشكل فعال، لنجد طرقاً جديدة نحقق عبرها أثراً إيجابياً على الإنتاجية والأداء من خلال الابتكارات المختلفة ويتمثل مشروعي الكبير المقبل في الياه سات هو «الإنفاق الذكي» الذي يمكنه أن يسهّل إجراء مختلف عمليات وأنشطة الشركة إلى حدٍّ كبير.
وحول استقطاب الشباب للقطاع، يقول الكاف «مع بداية العقد الجديد، اكتسب قطاع الفضاء في الإمارات زخماً كبيراً حيث تسعى الإمارات إلى أن تكون في صدارة التنسيق والشراكات في قطاع الفضاء الدولي، وبوجود الكثير من البرامج الطموحة قيد التحضير، فإن قطاع الفضاء على مقربة من تحوّل ضخم جداً، وبالتالي يوجد حاجة كبيرة إلى استقطاب أفضل المواهب الإماراتية لتحقيق المتطلبات المتزايدة لهذا القطاع، وسيكون المستقبل مشرقاً للشباب الإماراتي الباحث عن محطة انطلاق في قطاعي الفضاء والأقمار الصناعية».

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©