الثلاثاء 12 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
الترفيه

لطيفة النعيمي: للفنان دور مؤثر في مجتمعه

لطيفة النعيمي: للفنان دور مؤثر في مجتمعه
15 سبتمبر 2018 01:49

أحمد السعداوي (أبوظبي)

لطيفة محمد علي سعيد النعيمي، (26 سنة)، فنانة تشكيلية، ومهتمة بالعمل التطوعي، لها مشاركات فاعلة ضمن برامج وفعاليات مجتمعية متنوعة، منها «جمعية الإمارات للتوحد»، وما تقدمه من خدمات متميزة للتوحديين وذويهم في المجتمع، وهي حاصلة على ماجستير في إدارة الأعمال العامة (MBA) من جامعة أبوظبي، وبكالوريوس في التصميم الداخلي من كلية الفنون والمؤسسات الإبداعية «B.A» بجامعة زايد في أبوظبي.
وتعتبر النعيمي فنانة ناشئة ذات مهارات متعددة في الفنون المختلطة المعاصرة والتصميم الداخلي وتصميم الأزياء وإنتاج الفيديو والتسويق، وعملت على تسخير هذه الخبرات والمعارف للارتقاء بتجربتها الفنية، وفي الوقت ذاته تخدم مجتمعها الذي نشأت فيه عبر جهودها التطوعية التي مارستها، ولا تزال تطمح إلى إنجاز الكثير منها مستقبلاً، إيماناً منها بأن الفنان له دور إيجابي نحو مجتمعه.

بداية مبكرة
تقول النعيمي: «حكايتي مع التطوع بدأت في سن السادسة عشرة، عندما ساهمت مع بعض زميلاتي في المدرسة بإنشاء مجموعة أزياء خيرية لـ «أسبوع أبوظبي للموضة 2008»، حيث عرضت تصاميمي بجانب المصممين المشهورين العالميين والعديد من مصممي الأزياء العرب، وأتطلع إلى توسيع تجربتي من خلال العمل التطوعي، فقد تطوعت في العديد من الفعاليات مثل: تيري فوكس رن بكورنيش أبوظبي، حلبة فورمولا وان ياس مارينا - قسم كبار الشخصيات وأبوظبي للفنون 2011 كدليل سياحي.
وإلى جانب العمل التطوعي، شاركت في المسابقات والفرص المختلفة، مثل مسابقة فورمولا وان ياس مارينا للفنون الحرفية 2013، وقد حصلت على الجائزة الأولى». كما شاركت في مسابقة إعادة ابتكار شعار جناح أبوظبي الفني الرئيس الذي يقام كل سنة في نوفمبر، وقد تم اختيار تصميمها «Connect the Wing» من بين الخمسة الفائزين. كما شاركت النعيمي بالعديد من المشاريع التطوعية التي تفتخر بها، ولكن أقربها إلى قلبها المشروع الأخير الذي أقيم لصالح جمعية الإمارات للتوحد، لزوار «قافلة الفنون»، حيث كانت تجربة جميلة وملهمة، وتسعى إلى تكرارها مستقبلاً.

«قافلة الفنون»
وعن هذه التجربة تقول النعيمي: «في بداية العام الحالي عرضت لي الدكتورة جولميرا، أستاذة العزف على البيانو وعضو في (The Gulf Youth Chamber Music Society)، المشاركة مع جمعية الإمارات للتوحد، للمساعدة في إبداع قطعة فنية تعاونية لزوار «قافلة الفنون» لشهر التوعية للتوحد، والتي تدور حول الإمارات من رأس الخيمة إلى أبوظبي من مارس حتى مايو 2018، حيث تطوعت لأكون الفنانة الرئيسة التي ترشد المشاركين لوضع بصمتهم على اللوحات، وطريقة تصميم كل لوحة لتكون مميزة عن غيرها، حيث استخدمت مواد مختلفة، ووضعت اقتباسات من بعض الأمهات والآباء لأطفال التوحد بلغات مختلفة حتى يلمس المجتمع في الإمارات زيادة الوعي بالتوحد بطريقة مسلية».
وتلفت الفنانة الشابة إلى أن هناك العديد من الفوائد في العمل التطوعي، منها فوائد أخلاقية ومهنية، وتوسع المعارف والعلاقات، ومساعدة الغير، والإحساس بمتعة التجارب الجديدة، واكتساب خبرات في الحياة العملية.
وتعود النعيمي إلى بدايتها مع الفن التشكيلي، قائلة: «في عمر الثامنة، نظمت معرضي الأول، وعرضت أعمالي في الفنون والحرف، وبالطبع كان الزوار من أفراد عائلتي. وبعد ذلك، في المدرسة الثانوية، بدأت أدرس الفنون، وأصبحت شغوفة بالمشاريع التي أوكلت إلينا. حتى إنني عملت بجد من أجل تقديم مشروع بسيط في «معرض العلوم»، وأيقنت حينها أن عرض المفاهيم الإبداعية والتفكير خارج الصندوق كان شغفي الأول».

منصة فريدة
وعن الذي جذبها إلى عالم الفن التشكيلي وجعلها من عشاقه، أوردت النعيمي أن الفن منصة فريدة تحتوي على الكثير من الأنماط والأساليب المختلفة، والفن المعاصر هو أسلوبي المفضل، فهو يتأثر بالثقافات والتقنيات الجديدة والمفاهيم الملهمة. وما أحبه في هذا الأسلوب هو حرية الاختيار، واستكشاف طرق جديدة لإبداع قصة، على سبيل المثال، زجاجات بلاستيكية، أو مسامير أو أسلاك كهربائية، ما يجعل المتلقي يسأل: ما هذا؟ وكيف توصلت لهذه الفكرة؟..
وحول المؤثرات التي تجعلها تخرج ما لديها من إبداع، قالت: «عندما أرى لوحة أو قطعة فنية أستخدم لها مادة أو تقنية غير عادية، بحيث تتمتع بالتفرد والدهشة، كما أني أتابع إبداعات بعض الفنانين التي تلهمني على إنستغرام».

أصعب مرحلة
تذكر لطيفة النعيمي، أن أصعب مرحلة في إنجاز العمل الفني، تتمثل في إنشاء فكرة أو تقنية جديدة، ولكي يكون العمل متميزاً يحتاج إلى إنشاء مسار جديد غير السائد، وهو أمر صعب لأن معظم الأفكار مطروحة وبعضها يتشابه، موضحة أنها تتغلب على هذا الأمر عن طريق القيام بالكثير من الهوايات التي تساعدها على التفكير والإبداع، حيث تمارس إلى جانب الفن التشكيلي، الشطرنج وقراءة القصص وعزف البيانو، وهي جميعاً تسهم في تكامل شخصيتها وتدفعها للعطاء بشكل أكثر إيجابية للمجتمع الذي نشأت وتعيش فيه.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©