شعبان بلال (القاهرة)
كشف المنسق الطبي العام للهلال الأحمر الكردي، دلكش عيسى، عن استخدام تركيا لأسلحة محرمة دولياً في عدوانها على شمال شرق سوريا، مؤكداً أن الخطر الأكبر الذي يهدد العالم عامة، وسوريا بشكل خاص، هو فرار عناصر «داعش»، وانتعاشهم، وهروب عوائلهم من المخيمات.
وأكد عيسى، في حوار مع «الاتحاد»، أن سكان الشمال السوري يتعرضون لكارثة إنسانية وتهجير جماعي بسبب العدوان التركي، كاشفاً عن أن الهلال الأحمر الكردي فشل في معالجة الجرحى من المدنيين بسبب ظروف الحرب.
وأوضح عيسى، أن سكان الشمال السوري يتعرضون لكارثة إنسانية، بعدما كانوا يعيشون في أمان، في ظل الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا، حيث تهجر ما يقارب من 300 ألف شخص من منازلهم في مدن الأبيض والسركانية برأس العين والترباسية التي تقع في شرق مدينة سركانية، إلى مدينة الحسكة والرقة ومنبج ومناطق القامشلي وغيرها.
وشدد المسؤول في الهلال الأحمر الكردي، على أن الوضع الإنساني الآن للنازحين مأساوي جداً، كون المخيمات والمدن مكتظة بالنازحين، موضحاً أن هناك حوالي 55 مدرسة في مدينة الحسكة ممتلئة بالنازحين، ويوجد في المنزل الواحد أكثر من 5 عائلات، كما تم قطع المياه عن مدينة الحسكة، بعد استهداف الآبار التي تمد هذه المناطق بمياه الشرب. وأشار إلى أن هناك حالة نفسية تسيطر على جميع السكان لاستمرار الغزو التركي لهذه المنطقة والفصائل السورية المنتمية للجيش الحر بتاريخهم المتمثل في النهب والذبح والسرقة، لذلك السكان يهجرون أي مدينة يدخلونها، لافتاً إلى أن هناك تطهيراً عرقياً لتلك المناطق، حيث إن تركيا تعمل على إخلاء هذه المناطق، وتوطين النازحين من مناطق أخرى من إدلب وحمص وحماة ودرعا والغوطة من عوائل أولئك الأشخاص الذين يقاتلون في صفوف القوات الإرهابية، مثل جبهة النصرة والتركمان وتوسيع نفوذهم.
اعتداءات تركيا لا تتوقف على القذف العشوائي والتهجير، بل امتدت حسب ما قال دلكش عيسى، إلى قصف العديد من المواقع للهلال الأحمر الكردي وسيارة إسعاف وسرقة سيارة أخرى، وفقد 5 أشخاص من الهلال الأحمر حياتهم، وانقطاع الخدمة عن أكثر من مستشفى وعدد من المراكز العلاجية، وأن السكان لا يجدون الآن الرعاية الصحية، ويوفر لهم الهلال الأحمر الرعاية الأولية فقط.
وأكد مسؤول الهلال الأحمر الكردي، أن الأخطر من ذلك هو رصد عدة حروق للمدنيين، ما يؤكد أن تركيا استخدمت أسلحة محرمة دولياً، لافتاً إلى أن المختصين في منظمات دولية أكدوا أن القوات التركية استخدمت الفوسفور الأبيض المحرم دولياً، وأنه على الرغم من إطلاق هدنة وقف إطلاق النار إلا أن تركيا لم تلتزم وقتلت المدنيين، وأيضاً لم تتوقف بعد الاتفاق الروسي.
وهذا ما أكدته صحيفة «التايمز» البريطانية، بقولها إن بريطانيا وردت منتجات عسكرية إلى تركيا، تحتوي على الفوسفور الأبيض، وبلغت هذه المنتجات أكثر من 70 رخصة تصديرية.
وأشار عيسى، إلى أن استمرار الوضع بهذا الشكل سيحدث كارثة إنسانية، وسنفقد كل شيء، ولا نستطيع إسعاف الجرحى ومداواة المدنيين بالأدوية المزمنة والالتهاب والمسكنات، بالإضافة إلى أن هناك حالة رعب وخوف، خاصة بين الأطفال، وهناك حالات نفسية بسبب سماع أصوات قذائف الهاون والصواريخ وغيرها.