الثلاثاء 12 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
الرياضة

الآنفيلد.. وطن وإلهام وتاريخ

الآنفيلد.. وطن وإلهام وتاريخ
29 أكتوبر 2019 00:03

محمد حامد (الشارقة)

«الملعب هو البطل»، شعار يتحول إلى واقع، حينما يكون الحديث عن الآنفيلد، معقل فريق ليفربول، فقد تحققت على أرضه وبين جماهيره التي تشتهر بأنها الأكثر عاطفة وحماساً في العالم، عدة أرقام تاريخية في ليلة فوز الليفر على توتنهام بهدفين لهدف في المرحلة العاشرة للبريميرليج، فقد استأثر الآنفيلد لنفسه بالأضواء، وأصبح معقلاً للأرقام اللافتة، وعلى رأسها أنه ابتسم للنجم المصري محمد صلاح الذي نجح في هز أركانه، وانتزاع صرخات الفرح من جماهيره للمرة الـ 50، وأصبح بذلك ثاني أسرع لاعب في تاريخ ليفربول يسجل 50 هدفاً، فقد فعلها في 58 مباراة، فيما يتصدر قائمة الأسرع وصولاً للهدف الـ 50، روجر هنت، لاعب ليفربول السابق، والذي يبلغ 81 عاماً في الوقت الراهن، فعلها في حقبة الستينيات من القرن الماضي. كما رفع صلاح، أهدافه في بطولة الدوري الإنجليزي بالآنفيلد، بين جماهير الريدز، إلى 37 هدفاً منذ التحاقه بصفوف الفريق موسم 2017 - 2018، واللافت في الرقم أنه لا يوجد أي لاعب بلغ هذا المعدل في الفترة ذاتها في البطولة الإنجليزية، مما يؤكد أن تألق صلاح يبلغ أعلى درجاته بالآنفيلد بين عشاق الريدز، الذين يتغنون باسمه سواء ظهر بصورة جيدة أو لا، وأصبح معقل ليفربول وطناً ثانياً لصلاح، بل هو الوطن الأول على الصعيد الكروي التهديفي. ولم يبتسم الآنفيلد لصلاح فقط، بل لليفربول الذي رفع عدد مبارياته التي لم يخسر خلالها على أرضه إلى 45 مواجهة، كما حقق الفريق 12 فوزاً متتالياً بهذا الملعب، وعلى الرغم من كل ما يقال عن قدرة الأندية الكبيرة على التألق وتحقيق النتائج الإيجابية، سواء خارج معقلها أو بين جماهيرها، إلا أن هذه النظرية ليست صحيحة في كثير من الحالات، وخاصة حينما يتعلق الأمر بفريق ليفربول، الذي يقدم أفضل العروض، ويحقق أكثر النتائج إيجابية بين جماهيره، وهو الأمر الذي ينطبق كذلك على مان سيتي في السنوات الأخيرة. بالعودة إلى مكانة وتاريخ الآنفيلد، فقد بدأ ليفربول خوض مبارياته على أرضه منذ 127 عاماً، واللافت في الأمر أن الحماس الجماهيري لم يتراجع يوماً، وكأنه أصبح سمة لهذا المعقل التاريخي الذي حظي بشهادة أنشيلوتي، وزيدان، ومورينيو، وغيرهم من المدربين الذين قالوا إن أجواء هذا الملعب على وجه التحديد لا مثيل لها على المستوى العالمي.
وفي الوقت الذي تسع مدرجات آنفيلد 54 ألفاً، فإن متوسط الحضور الجماهيري في المواسم الأخيرة لا يقل عن 53 ألفاً، مما يؤكد أنه يرفع لافتة كامل العدد طوال الوقت، بل إن معقل الليفر لم يظهر خاوياً حتى في فترات تراجع الفريق، وابتعاده عن المنافسة على البطولات، ويمكن القول إن يورجن كلوب، المدير الفني لليفربول، يحصل على الحافز المعنوي الكبير، ويسير في طريق إعادة ليفربول إلى قمة الكرة الإنجليزية، بعد الفوز بالبطولة الأوروبية بفضل جماهير الآنفيلد.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©