نسرين درزي (أبوظبي)
على وقع الطبول ووسط حراك عائلي كثيف انطلقت في حديقة العاصمة مساء أمس، فعاليات «سوق ديوالي الليلي» ضمن مبادرة «لحظات أبوظبي» الذي تنظمه دائرة تنمية المجتمع، ليضفي أجواءً ترفيهية متنوعة في مختلف أرجاء العاصمة، وتستمر احتفالية الأضواء الأشهر على الإطلاق حتى مساء غد الأحد، وتجمع السكان والزوار من مختلف الجنسيات حول فقرات نابضة بالحياة فيها عروض فنية وتثقيفية تكشف طقوس «ديوالي»، الذي يعد من أضخم المهرجانات في الهند، وبهذه المناسبة أضيئت حديقة العاصمة بمئات اللمبات وتلألأت بحيرتها بالمصابيح الملونة، التي عكست مشاهد فرح عارم عبر عنه الزوار كل على طريقته.
كرنفال ضوء
كرنفال إضاءة بامتياز يمتد يومياً من 6:00 مساء وحتى منتصف الليل، ويشمل برنامجاً متنوعاً لا تتوقف معه الموسيقى الحية التي تشعل حماس المتجولين وتدعوهم للتعرف إلى حضارات الشعوب من خلال عاداتها واحتفالاتها، وتتوزع في المكان عدة أجنحة للمأكولات والهدايا وكل ما يرمز إلى أدوات الإضاءة بما فيها ألعاب مخصصة للأطفال وصغار السن، فيما تتيح المساحات الخضراء المفتوحة على الهواء الطلق إمكانية التقاط الصور التذكارية بأجمل خلفية مشعة.
كما يعرض السوق الشعبي الكثير من الأشغال اليدوية التي تنتشر في سوق «ديوالي» ويعتبرها الجميع سمة ضرورية لمشاركة الناس أفراحها وأعيادها، وتشهد الباحات تفاعلاً حضارياً يؤكد مظاهر العيش المشترك الذي يتقاسمه السكان فيما بينهم، ولا سيما عند الاطلاع على أدق تفاصيل الطعام واللباس والأكسسوارات والفلكلور النابض، الذي يتميز به الشعب الهندي المعتز بتاريخه وعاداته.
ثقافات الشعوب
وعبّر زوار «سوق ليلة ديوالي» عن سعادتهم بالأجواء التي تعم الحديقة، وتضخ التفاؤل في النفوس، حيث الأضواء واللافتات الملونة والعروض الموسيقية ولوحات الرقص الحر، فقد ذكر سيف العامري، كان برفقته أبنائه الثلاثة، أنه يوفر فرصة للتعرف إلى ثقافات الشعوب، لأنها من أكثر الأمور التي تستهويه ويجدها ضرورية لتوسعة أفق الأطفال ودمجهم في مختلف المجتمعات، وأثنى على فكرة تنظيم «لحظات وسط المدينة» لأنها تتيح لسكان العاصمة بقضاء أوقات مسلية ومفيدة في آن.
وتحدثت ليلى الجابري عن مهرجان الأضواء في الهند معتبرة إياه من أكثر الأحداث المجتمعية التي تلقى تجاوباً من الجمهور، لما يتضمنه من عروض استثنائية يجدر الاطلاع عليها. وقالت إن توزيع اللمبات في حديقة العاصمة يشعر الزوار بعدم الرغبة في ترك المكان ومعاودة زيارته في اليوم التالي، وأكثر ما أعجبها هنا، المأكولات الساخنة والمصابيح المصنوعة من مواد أولية تصلح في كل الأوقات ومختلف المناسبات.
وذكرت سناء عبدالحميد أنها من محبي التسوق للقطع المتفردة، فقد لفتها المهرجان بما فيه من قطع متنوعة لا يمكن شراؤها من أماكن أخرى، وتعتبر من صميم ثقافة الشعب الهندي مثل المجوهرات والشموع الفواحة، وأكدت أن الإضاءة تلعب دوراً بارزاً في إضفاء البهجة على الأجواء الليلية، وكذلك الموسيقى والمواقع الخضراء، وهذا ما يميز حديقة العاصمة التي تحتفي مع الجمهور بأهم المهرجانات الشعبية في الهند.
حضارة الهند
وأشار عبدالله الأحمد إلى اهتمامه بتصاميم الزينة في حديقة العاصمة والتي أعدت خصيصاً للمناسبة، ومن ضمنها أقواس الإضاءة وأكاليل «تيلاك ومالا» التي تميز حضارة الهند وتعكس أجمل عاداتها على مر العصور. وقال إن زيارة واحدة لـ«ليلة ديوالي» لا تكفي، بحيث ينوي المجيء مرة ثانية للاستمتاع بالعروض الموسيقية الحية التي تقام على المسرح والاستعراضات العفوية لرقصات «كاثاك» و«جاربا» و«بهانجرا».
الاهتمام نفسه سجلته سمر علي، وهي مدرسة نصحت طلابها بزيارة «لحظات وسط المدينة» والاطلاع على عادات الشعب الهندي من خلال «سوق ليلة ديوالي»، موضحة أن ورش العمل المجانية التي يتم تنسيقها تقدم فكرة عامة عن الأشغال اليدوية المتداولة في المجتمع الهندي، ولا سيما تزيين المصابيح وإضاءتها. وقالت إنها معجبة بالأنغام الهندية الساحرة ورقصات بوليوود، وكذلك عروض الدمى التي تجذب الصغار وتقربهم من حضارات جديدة.
الرأي نفسه سجلته ماجدة محيي الدين، خلال تذوقها الحلويات عند منصة الطهي الحية، والتي شهدت تحضير أشهر الأطباق السريعة المنتشرة في الأحياء الشعبية بالهند. وقالت إنها معجبة ببطاقات الزينة والرسومات المخصصة للتعبير عن «ديوالي»، وكذلك بالمصابيح الزيتية العائمة عند بحيرة حديقة العاصمة، والتي لم تشهد بجمال إضاءتها من قبل.