شريف عادل (كاليفورنيا)
مع بدء قطع الكهرباء عن ما يقرب من 180 ألف عميل في 17 مقاطعة بولاية كاليفورنيا الأميركية، للمرة الثانية خلال أقل من شهر، تجنباً للحرائق التي تحدث كل عام مع اشتداد الرياح، ارتفعت أسعار البنزين في محطات وقود السيارات في الولاية، لتتجاوز 4 دولارات للجالون، ولتكون أعلى من مثيلتها في الولايات الأخرى بنحو دولارٍ ونصف، تمثل زيادة بأكثر من 50%.
ورغم توفر الإمدادات العالمية، والطفرة التي شهدها الإنتاج الأميركي من النفط الخام خلال السنوات الأخيرة، تعاني الولاية الأكثر سكاناً بين الولايات الأميركية، من ارتفاع أسعار البنزين، وأغلب أنواع الوقود الأخرى، كما أسعار المنازل والإيجارات وتكلفة المعيشة بصفة عامة، إلا أنها تتميز أيضاً بارتفاع الرواتب والأجور عن المتوسط العام في الاقتصاد الأكبر في العالم. وقال بعض المواطنين إنهم اشتروا جالون البنزين بخمسة دولارات مطلع الشهر الجاري.
ويوم الأربعاء، طلب جافين نيوسوم، حاكم الولاية من نائبها العام فتح تحقيق لمعرفة إذا ما كان هناك تلاعب من الشركات الكبرى المنتجة للبنزين، لرفع سعره، من دون وجود مبررات حقيقية لذلك! وقال نيوسوم «لو ثبت تورط الشركات في تثبيت الأسعار، يتحتم علينا اتخاذ إجراء قانوني، حماية لمصالح المواطنين.
واعتادت المصافي الأميركية على الإغلاق خلال الربع الأخير من العام، الذي يقل فيه الطلب عادة على البنزين، لتبدأ في توفير درجات أخرى منه لفصل الشتاء. ومع إغلاق هذا العام، الذي تزامن مع عمليات قطع الكهرباء، وعمليات صيانة لم تكن مخططة، ارتفعت أسعار البنزين في أغلب مناطق الساحل الغربي للولايات المتحدة، والتي شملت، بالإضافة إلى كاليفورنيا كلا من ولاية واشنطن وأوريجون وأيضاً ولاية نيفادا، شرقي كاليفورنيا. وفي حين بلغ متوسط سعر البنزين في كاليفورنيا خلال العام الحالي 3.63 دولار، كان المتوسط في الولايات الأميركية مجتمعة 2.60 دولار.
وتتسبب معدلات الضرائب المرتفعة، وقواعد الحفاظ على البيئة الصارمة، كما البعد عن الأماكن التي تتوفر بها البنية التحتية المطلوبة لمشروعات الطاقة، في تعرض الولاية، التي يعد اقتصادها ثامن أكبر الاقتصادات في العالم، إلى تذبذبات عالية في أسعار البنزين، على مدار العام. ولا يشكل سعر النفط الخام أكثر من 56% من سعر البنزين ذي الدرجة المتوسطة، بينما تساهم الضرائب الفيدرالية وضرائب الولاية، وتكاليف التكرير والتوزيع، في النسبة المتبقية من السعر، وفقاً لبيانات إدارة معلومات الطاقة.
